الملكه ناريمان صادق

 الملكه ناريمان صادق 🥀👑

Queen Of February ❤️

( ملاك القصر ) 

الجزء الاول

**********

نورا يا إســم على مسمَّى 

 الليل بيه يبقى نهـار

عِشْتِ انتي وعاش مين سمّى

 يا أميـرة على النوَّار

يا نسيم رفاف.. يا ضمير شفاف.. ولا ايش أوصاف

توفيكي الحق يا نورا 

**********

فى حى مصر الجديده إتولدت ناريمان حسين فهمى صادق فى ٣١ اكتوبر ١٩٣٣ ؛ والدتها هى اصيله هانم كامل محمود ( من اسره من أعيان المنيا ) ووالدها حسين فهمى صادق من أعيان القاهره وكان وكيل وزارة المواصلات .

ناريمان كانت الإبنه الوحيده لأب و ام من الأعيان ؛ مكنش ليها إخوات خالص ؛ وحصل قبل كده محاولات للحمل والانجاب لكن مكنتش بتكمل لحد ما جت " ناريمان " .

معنى إسم ناريمان : 

اسم فارسي مؤنث يتكون من مقطعين معناه النور والإيمان وفي روايات اخري المرأة جميلة القوام.

*ملحوظة الكتابة الصحيحة له بالفارسية نريمان وليس ناريمان.

*********

إتربت ناريمان ( الطفله الوحيده واللى جت بعد سنين طويله ) فى وضع أشبه ما يكون بالقمقم ؛ مش بتختلط بأى حد و مش بتدخل إلا مدارس راقيه مع خوف عليها من والدها ووالدتها طول حياتهم .

********

ناريمان كانت طفله رقيقه جميله مدللة ؛ وكانت دايما عندها هواية جمع الصحف والمجلات و قص صور أفراد الأسرة العلويه و جمعها فى ألبوم خاص عندها .

وبعد ٣ سنين من ميلادها بس ... مات الملك فؤاد الاول و بقي الملك فاروق هو ملك البلاد .

*********

كبرت ناريمان الجميله وبقي عندها ١٦ سنه ؛ ومن جمالها و أنوثتها إتقدم لها عرسان كتير ؛ منهم مثلا " صلاح شعراوى " ؛ وهو كان ظابط بالحرس الملكي وقتها ؛ لكن وقت ما إتقدم كانت على وشك إعلان خطوبتها من محمد زكى هاشم الشاب الارستقراطى الوسيم .

تمت الخطبه بالفعل ؛ و بدأت تجهيزات الزواج ؛ و ارسلت كروت دعوة حفل الزفاف إلى المعازيم ؛ و كانت ناريمان بتتردد على جواهرجى الملك ( أحمد نجيب ) عشان تختار الشبكه. 

فى نفس الوقت ده كان الملك فاروق بيدور على زوجه جديده عشان يخرج من حالته النفسية السيئه بعد هزيمة ٤٨ و طلاقه من فريده و تدهور علاقته بوالدته و اخواته فايقه وفتحيه .

كانت شروط الملك فاروق فى الزوجه المستقبليه : 

١- يكون سنها صغير من سنه 

٢- تكون وحيدة والديها 

٣- متكونش أميره لكن تكون من اسره مرموقه 

٤- يكون فيها شبه من النبيله فاطمه شيرين 

حصل لقاء فى محل الجواهرجى بين الملك وناريمان ( طبعا تم بتدبير من الجواهرجى نفسه ) ؛ واللى حصل أن ناريمان إنبهرت لما قابلت الملك اللى كانت بتجمع صوره فى ألبومات من وهى صغيره ؛ و اللى حصل أن الملك قرر يتجوز من ناريمان ❤️

*******

بلغ الجواهرجى حسين صادق أن الملك فاروق عاوز يتجوز من بنته ناريمان ؛ طبعا الخبر نزل كالصاعقة عليه ؛ لانه اصلا بيجهز لزفاف بنته من راجل تانى اداله كلمه من شهور ؛ وقتها إتشاور حسين صادق مع اصيله هانم و ملقوش اودامهم حل غير فسخ خطوبه بنتهم من زكى هاشم ؛ رغم أن والد ناريمان مكنش متحمس وكان شايف أن الملكه فريده اللى أنجب منها فاروق ٣ اميرات مكنتش سعيده فى القصور و كان خايف على وحيدته ؛ لكن أصيله هانم على جانب آخر كانت شايفه أن مينفعش نقول للملك لا ....

إستنت أسرة ناريمان اى رد فعل من الملك ؛ و اللى فعلا عملهم فى البيت أكثر من زياره بعدها للتعارف لكن لم يتحدث رسميا عن اى نيه للارتباط . وهنا بدأت أسرة ناريمان تقلق و مش بس كده ؛ ده كمان جيرانها فى مصر الجديده بدأوا يتكلموا عن سمعتها وان بالبلدى كده اتفسخت خطوبتها و الملك بيتردد على بيتها بدون زواج ( يعنى محظيه للملك ) ؛ وهنا بقي ما استحملش والد ناريمان الوضع و ما استحملش كلام الناس على سمعة وحيدته و توفي سنة ١٩٥١ نتيجة ازمه قلبيه .💔

**********

فى كتاب Faces in a Mirror ؛ قالت الاميره اشرف بهلوى أن الملك فاروق ارتبط ب ناريمان وقت زواجه من الملكه فريده .... وده كلام فاضي ملناش دعوه بيه 😂

********

الجزء الثاني :

**********

يا حلـوِ يللي الهوى هفهف على توبـك

أغير عليك مِ الهوى واحسد عليك توبك

مجروح ومالك دوا يا قلبي مكتــوبك

********

بعد وفاة الأب ؛ بدأ الملك فاروق يتحرك في إجراءات جديه للزواج ؛ فمثلا قرر إرسال ناريمان مع عمها إلى إيطاليا عشان تتعلم وتدرب إزاى تبقي ملكة مصر ؛ وكمان عشان يتم إعداد مجموعه من الأزياء و الفساتين للملكه القادمه .

تفاصيل اكثر عن فستان الملكه ناريمان : 

https://www.facebook.com/112522095452694/posts/3333096963395175/

*********

فضلت ناريمان فى إيطاليا اكتر من ٦ شهور ؛ ولما رجعت لقت إستقبال مهيب ليها فى ميناء الإسكندرية من مجموعه من رجال الدوله والأمراء ولقت فى انتظارها مجموعه من الوصيفات اللى هيكونوا فى خدمتها و الاهم من كده أن الملك فاروق نفسه كان مستنيها يوصلها بنفسه للقصر .

*********

تم إعلان الخطبه الملكيه فى ١١ فبراير ١٩٥١ وهو نفسه عيد ميلاد الملك فاروق ؛ ونشرت الصحف المصريه والعالميه صور الملكه المستقبليه .

وكانت فى نفس الوقت أفراد الأسرة العلويه مستاءين من الملك اللى لما قرر يتجوز إتجوز بنت مخطوبه وعلى وشك الزواج . 

وحتى إن الاميره نسل شاه رفضت تروح تهنى ناريمان صادق فى فيلتها أو تكتب لها تهنئة فى دفتر التهنئات بحجة أنها ( بنت من العامه ) وهى سليلة الخلفاء و السلاطين .

وتم الزواج بعد ٤ شهور فى ٦ مايو ١٩٥١ ؛ فى حفل زفاف مهيب ممكن تشوفوا لقطات منه من هنا : 

https://youtu.be/B_WSYFk4n_I

 ؛ تغيب عن حفل الزفاف طبعا الملكه نازلى و الاميره فتحيه لوجودهم بالخارج وقتها .

معلومات عن فستان زفاف الملكه ناريمان : 

https://www.facebook.com/112522095452694/posts/2951758134862395/

*********

 سافر العروسين اوروبا لإيطاليا و كابرى وفرنسا مش شهر عسل لكن لاكثر من ٣ شهور ؛ وفى الاسبوع ال ١٣ من ايام العسل ظهرت علامات الحمل على الملكه ؛ واللى لقت نفسها زوجة و ملكه و حامل وهى عندها ١٨ سنه ؛ واللى هيا اصلا كانت عايشه طول حياتها طفله مدللة .

**********

رجعت الملكه والملك لمصر ؛ وبسبب حمل الملكه مظهرتش فى اى زياره ميدانيه أو رسميه ؛ يمكن خرجت مره وحيده لزيارة قبر والدها وقبر الملك فؤاد .

**********

فى ٦ يناير ١٩٥٢ ؛ وبعد حوالى ٨ شهور فقط من الزواج ؛ شعرت الملكه ناريمان صادق بآلام الولاده . ووقتها إتقلب القصر وكله كان مستنى ياترى المولود الجديد اميره رابعه ولا ولى عهد المملكه ؟ 

والساعه ٦ الصبح بالظبط كان الملك فاروق مع الأطباء وقت الولاده واللى كان من ضمنهم طبيب الملك المقرب يوسف رشاد و إبراهيم مجدى و عباس الكفراوى و الدكتور الاشهر فى مصر وقتها ( أحمد النقيب ) واللى بترجعله المقوله الشهيره ( يا بخت من كان النقيب خاله ) ؛ و النقيب نفسه هيكون له حكايه بعدين مع الملكه ناريمان .

وحكايته هو شخصيا هتلاقوها هنا : 

https://www.facebook.com/royalstory.page/photos/a.148069095231327/875377775833785/?type=3

********

و أخيرا جه ولى العهد ( أحمد فؤاد ) ؛ و كان الملك طاير من الفرحه و انعم على كل الأطباء اللى ساهموا في فى عملية الولادة ب رتبة الباشويه و مكافآت مالية وكمان عمل عزومه كبيره يوم ٢٦ يناير لكل رجال الدوله اللى من حظه كانت يوم حريق القاهره . 

**********

الملكه ناريمان دخلت القصر بعد الملكه المحبوبه جدا من الشعب ( فريده ) ؛ وكانت سياسة ناريمان هى عدم التدخل فيما تري ؛ يعنى مكنتش بتعترض على تصرفات الملك مثلا ولا بتعترض على تدخلات الحاشيه . وحتى المناسبات الاجتماعية و الرسميه مكنتش بتحضرها بسبب الحمل ؛ كانت فى حالها جدا و عشان كده اتلقبت ب ( ملاك القصر ) .

لكن الظروف حواليها كانت قويه جدا و متقدرش عليها ناريمان اللى مكملتش ٢٠ سنه ؛ و رغم أنها أنجبت ولى العهد إلا أنها ما اترحمتش من كلام الناس فى حقها و سمعتها للمره الثانيه فى حياتها بعد ولادة ابنها المبكره و اللى خرجوا في الشوارع يهتفوا ( يا ناريمان يا ناريمان ؛ ليه إبنك عنده سنان ) .. ! 

********

الملك فاروق كان بيحب يقول ل ناريمان : " نانى "

والحقيقه معنديش فكره عن السبب اللى خلى فاروق ميغيرش إسم ناريمان لإسم يبدأ بحرف الفاء ؛ يمكن الملك وقتها قال مانا غيرت إسم صافي ناز لفريده و فى النهايه تم الطلاق و مجاش ولى العهد ....

ناريمان لما إتسألت بعد سنين طويله عن أخلاق الملك فاروق قالت إنه كان بيصلي وكان بيصوم ومكنش بيشرب خمره ؛ ولكن سهره فى نادى السيارات أو للعب البوكر والبلد فى حالة إضطرابات و عدم استقرار سياسي ووزارات متلاحقه هو الخطأ .

*********

بتحصل حركة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ ؛ وبيتم إجبار الملك على الرحيل من مصر بعد ما أتنازل لابنه عن العرش ؛ و وقتها على ماهر باشا طلب من الملكه ناريمان أنها تستنى فى مصر مع الطفل الصغير ملك البلاد لكنها رفضت خوفا على حياة ابنها و قررت تسافر للمنفي مع زوجها الملك و بناته الأميرات ( واللى بالمناسبه كانت علاقتهم بيها مش اللى هيا ) .

وفى النهايه ودعت ناريمان والدتها اصيله هانم و جمعت بعض متعلقاتها و ذهبت ناريمان وهى بعمر ال ١٩ إلى المنفي .

********

الجزء الثالث : 

**********

إسمك على رسمك لايق  

 سبحــان من أبدع رسـمك

يا ندى الصبـحِ للرايق 

 اسم اللـه يا نوره على إسمك

 ‏

*******

ركبت ناريمان الباخره محروسه وهى شايفه ارض مصر بتبعد بالتدريج عن نظرها ؛ وشايفه زوجها الملك فى منتهى العصبيه و مش عايز يتكلم .

كان الاكل والشرب فى الباخره قليل بالنسبه لعدد الناس اللى عليها و طول مدة الرحله ؛ فكان الإكتفاء بوجبتين صغيرين يوميا فقط . 

( ذكر الكابتن جلال علوبه قائد الباخره محروسه فى مذكراته إن كان هناك طائره تتبع الباخره تحاول إلقاء قنبله لتحطيم الباخره و قتل كل من عليها ؛ ولكنه تمكن من المراوغه ونجا بالباخره وكل من معه على الباخره ) 

إنتقلوا لإيطاليا بعض رفض عدة دول استضافتهم ؛ واول ما نزلوا من السفينه لقوا صحفيين كتير و إعلاميين و كاميرات بتصورهم .

 اول ما وصلوا لأوتيل على الجبل فى أنا كابري ( جزيرة كابري تقع فى نابولى ) وكانت بتسأل : ( وبعدين ؟ ) .... ( ياتري هنعيش إزاى ؟ ) .

 ‏

تنقلوا ما بين نابولى وكابري و سانتا مارنيلا ؛ و أجر الملك فاروق منزل فى منطقة برسكاتيا ( بجوار روما ) .

لقت ناريمان نفسها في بلد غريب مع ملك سابق تتم إهانته يوميا فى الصحف والمجلات العالميه و المحليه و بسبب كده كان عصبي جدا طول الوقت ويقال إنه فى مره ضرب ناريمان .

مقدرتش تستحمل الوضع ده و طلبت من الملك أنها تستدعى والدتها السيده اصيله هانم لإيطاليا ؛ ولما قدرت تسافر لقت بنتها فى وضع مزرى للغايه ( وجميع صور ناريمان بالمنفي يلاحظ في تعبيرات الوجه الحزن و اليأس الشديد ) ؛ طلبت ناريمان صادق الطلاق و يمكن ده تم بإيعاز من والدتها ( بنتها الوحيده و شايفاها غير سعيده ) رفض الملك الطلاق في البدايه لكن مع ضغوط اصيله هانم وافق فى النهايه بشرط أنه يحتفظ بإبنه أحمد فؤاد الثانى ؛ و فعلا هيتم طلاق ناريمان فى ١٩٥٤ ؛ وهتودع إبنها واللى هتتحرم منه لسنين طويله لحد ما هتقدر تشوفه في لبنان وقت إقامته مع الملكه فريده وأخواته البنات هناك .

وأصبحت ناريمان مطلقه فى سن ال ٢١ .

 ‏ ‏

 ‏*******

رجعت ناريمان للحياه فى مصر و عملت اكتر من حوار صحفي بتهاجم فيه حياة القصور ؛ وكانت صديقه ل عقيله النقيب ( بنت الدكتور أحمد النقيب ) اللى اشرف على ولادة إبنها الملك فؤاد الثانى . وكانت عقيله هانم شابه جميله بتتكلم ٧ لغات و ظهرت في فيلم سينمائي عملته شركة مترو جولدن ماير عن الاسكندريه فى ١٩٥١ .

تقدروا تتفرجوا عليه من هنا : 

https://www.facebook.com/895520273/posts/10165737680610274/

فى نفس الوقت كان ادهم النقيب شقيق السيده عقيله طبيب شاب يبحث عن عروس ؛ و اللى كانت ناريمان ❤️

وتم الزواج بينهم فى ١٠ مايو ١٩٥٤ ؛ ( زواجها من الملك فاروق كان برضه فى شهر مايو ) .

عاشوا مع بعض في سعاده فى البدايه و أنجبت ناريمان إبنها ( أكرم ) . اللى حصل أن الدكتور أحمد النقيب اتعرض لأزمه شديده مع مجلس قيادة الثورة و سحبوا منه ممتلكاته و اتهموه بأنه يستقطب ممرضات من أجل الفواحش فى المستشفي الخاص به ؛ و انتهى الأمر إلى سجنه في النهايه ؛ كان وقتها إبنه ادهم فى حاله نفسيه سيئه و ظروف ماديه صعبه ؛ و ده شئ مقدرتش تستحمله ناريمان وخاصة بعد مرورها بأزمه صحيه احتاجت معاها لعلاج شديد وسافرت إلى لبنان للعلاج وهناك قررت ترفع قضية نفقه على زوجها و بدوره رفع أدهم عليها قضية طاعه ؛ و هيا كمان رفعت قضية طلاق .

وتم الطلاق بينهم فى ١٩٦٤ ؛ بعد ١٠ سنين زواج ....

واحتفظ ادهم النقيب بإبنه بعد ما بلغ السن القانونيه لوصاية الاب بعد ما عاش مع والدته الملكه ناريمان و جدته اصيله هانم وجدة والدته نعيمه هانم 

 .... و بقت ناريمان مطلقه مرتين و ام لطفلين وهي فى سن ال ٣١ .! 

عشان نفهم أفراد الأسرة العلويه عاشوا ازاى فى مصر بعد قرارات التأميم والمصادرة لازم نعرف أن معظمهم لجأوا للعمل ؛ أو للسفر خارج مصر ؛ ويمكن شخصية ناريمان و طبيعة تكوينها و نشأتها خلتها متقدرش تعتمد على نفسها فى وظيفه و لجأت للحل الاسهل وهو ( الزواج ) ؛ و يمكن فى نظرى أن عشان كده لما حصل أزمات ماليه لأزواجها ما استحملتش .... و ده رايي الشخصي 

**********

نورا نورا يـــا نورا

 يا وردة نادية في بنوره

إسمك على رسمك صورة  

 مِ القمرة أه يا قمـورة

************

الجزء الرابع : 

**********

نورا نورا يـــا نورا

 يا وردة نادية في بنوره

إسمك على رسمك صورة  

 مِ القمرة أه يا قمـورة

***********

بعد الطلاق الثانى ؛ نشرت الجرائد والمجلات عدة صور لناريمان تجمعها مع فريد الاطرش مع تكهنات حول زواج ثالث لناريمان ؛ ولكن اصيله هانم قطعت الشك باليقين أن بنتها مش هتتجوز من ( مغنواتى ) ؛ و سبحان الله من سنين طويله فريد الاطرش رفض يتجوز من ساميه جمال بحجة أنه امير من الدروز وهى رقاصه ! 

********

 فى اغسطس ١٩٦٧ ؛ تزوجت ناريمان للمره الثالثه من الدكتور إسماعيل فهمى وهو كان لواء طبيب فى القوات المسلحه ؛ ظلا زوجين لمدة ٣٨ سنه 

كان يبدأ يومها الساعه ٩ الصبح ؛ والفطار عباره عن فنجان شاي وقطعة من الكيك واللى معمول من إيد وصيفتها عواطف ؛ بعد الفطار كانت بتقرأ الجرائد و تتواصل هاتفيا مع الاهل والاصدقاء لمدة ساعه ؛ وعند الظهر تذهب للنوم لمدة ساعه ثم يأتي موعد الغداء فى حوالى الساعه الواحده و النصف أو الثانيه ظهرا ؛ ثم يذهب الزوج للعمل و تقضي هى وقتها فى سماع الموسيقي أو مشاهدة التلفاز أو قراءة كتب فى التاريخ وخاصة التاريخ الفرنسي أو كتب عن الشعر وكانت مغرمه بكتابات كل من طه حسين و إحسان عبد القدوس و يوسف إدريس . كما كانت تواظب على الذهاب الى السينما مع زوجها فى العطلات الأسبوعية . 

فقد كانت تهوى القراءه ومشاهدة الأفلام الكلاسيكية المصريه و العالميه .

كانا يتناولان طعام الإفطار سوياً كل صباح ثم يغادر الدكتور إسماعيل البيت إلي المستشفي وتشغل ناريمان وقتها بالقراءة التي كانت هوايتها الوحيدة، أو بسماع أسطوانات الموسيقي الكلاسيكية وكانت تمتعض إذا سمعت عبر نوافذ البيت الموسيقي الصاخبة تنبعث من البيوت أو السيارات المارة في الطريق! ويتناول الزوجان عند الظهر الغداء، وإذا كان اليوم عطلة عيادة الزوج الطبيب كان الاثنان أحياناً يقضيان سهرتهما في إحدي دور سينما مصر الجديدة، وكانت ناريمان تفضل دائماً مشاهدة الأفلام الرومانسية الناعمة،

فى نهاية عام ١٩٦٨ بدأت تشعر بصداع متقطع مع زغلله خفيفه بالعين وعدم القدره على القراءه ؛ وفى منتصف ديسمبر ١٩٦٨ زادت شدة الصداع مع قئ و دوخه شديده وتم التشخيص على أنها نزيف تحت غشاء المخ .

مكثت بالمستشفي حوالى ٣ اسابيع مع تكرر الصداع لذا تم اللجوء إلى السفر الى لندن للعلاج و أصابها الصداع بشده فى الطائره مع دوخه حتى أن زوجها اعطاها حقنه بالطائره ؛ و استقبلتها سيارة إسعاف فور هبوطها من الطائره وانتقلت ل middle six hospital برعاية البروفيسور جون اندرو الذى قرر اجراء جراحه فورا بسبب شدة النزيف ؛ وتم اجراء العمليه في اليوم التالي واستمرت ٨ ساعات ؛ ونجحت العمليه وتم ربط الشريان مصدر النزيف . 

وبدأت تعيش علي الأدوية ونظام محدد في الطعام وبدأت قدرتها علي الحركة تضعف، حتي أصبحت لا تغادر البيت إلا لأسابيع قليلة كل صيف، تقضيها مع زوجها في أحد فنادق الإسكندرية.. وبينما عاشت ناريمان مشاعر الأمومة مع ابنها أكرم أدهم النقيب الذي عاش معها معظم حياته وكان يحضر لزيارتها أسبوعياً وفي المناسبات،

مكثت بالمستشفي حوالى ٣ اسابيع للنقاهه ؛ وفى عام ١٩٧٤ بدأ يعود الصداع بشكل خفيف مع ارتفاع بسيط فى ضغط الدم ؛ و تعرضت فى عام ١٩٧٧ لإجراء جراحه نسائيه مكثت بالمستشفي حوالى اسبوع بعدها ؛ وفى الثمانينات كانت الأجواء على ما يرام فيما عدا أرق كان يصيبها ليلا ؛ مع حساسيه فى التعامل و حب البقاء في المنزل وعدم الخروج ؛ وفى يناير ١٩٩٠ تعرضت لنوبه شديده من الصداع ؛ وذهبت إلى باريس للعلاج ؛ كان رأى الطبيب المعالج عدم التدخل الجراحى لعدم حدوث التصاقات فى موضع العمليه الاولى ؛ وفى عام ٢٠٠٠ تعرضت لكسر في عظمة الفخذ نتيجة سقوطها علي الأرض في بيتها ، عندما تعثرت قدمها في السجادة، وأصيبت بكسر في القدم، ونقلت إلي مستشفي خاص في حي مصر الجديدة.

و اضطرت تعمل عملية كبيره فى مستشفي كليوباترا واللى قعدت فيها اسبوعين . 

********

فى ٥ اكتوبر ١٩٧٧ حضرت حفل زفاف ابنها الملك أحمد فؤاد الثانى على دومينيك بيكار ( فضيله ) ؛ فى قصر الامير رينيه امير موناكو و الاميره الجميله جريس كيلي .

**********

بسبب الأثر الذى تركته السقطه والعمليه على طريقة مشيتها تأثرت نفسيتها بشده ؛ وفى ٢٠٠٤ أصيبت بالتهاب رئوى حاد و ذهبت لمستشفي كليوباترا وعالجها الدكتور طارق صفوت ومكثت بها لمدة أسبوعين . 

كان عام ٢٠٠٤ هو عام المعاناه ؛ تكررت عليها نوبات الصداع الشديد مع ارتفاع فى ضغط الدم و ظلت هكذا حتى أوائل ٢٠٠٥ ؛ وتحديدا في ٦ فبراير ٢٠٠٥ ؛ حينما استيقظ زوجها من النوم على صوت شخير عالى جدا من ناريمان فتعجب ؛ فوجدها فى غيبوبة تامة الذى طلب بدوره سيارة إسعاف مجهزه لمستشفى دار الفؤاد ؛ و كشف عليها الدكتور عمرو منسي استاذ جراحه المخ والاعصاب بالقصر العيني الذى رأى أن الحاله حرجه ؛ و دخلت ناريمان العنايه المركزه وتم عمل قسطره لها ولكن كان النزيف شديد جدا ؛ حدث تحسن بسيط لأيام ثم تدهورت حالتها و تم وضعها على التنفس الصناعي .

وماتت ناريمان اخر ملكات مصر فى يوم الاربعاء ١٦ فبراير ٢٠٠٥ فى الساعه الثامنه صباحا و دفنت فى مقابر والدتها اصيله هانم. 

كانت جنازتها الله يرحمها كبيرة جدا وناس كتير بسيطة ميعرفوهاش حضروا العزاء وبدأوا يتكلموا ان العصر ده مكنش فاسد ولا حاجة وان أفراد الأسرة كانوا ناس كويسين 

وبعد وفاتها اصدرت الاهرام عدد مخصوص عن الملكة الاخيرة بصور بجودة عالية وكانت اول مرة يتكلموا فيها عن شخص من العصر الملكى بشكل واضح ومفصل .

******

" ربطتنى صداقه بملكة مصر الاخيره ناريمان ؛ جاءت تلك الصداقه بالصدفه البحته حينما تلقيت دعوه لتكريمى من نادى ليونز مصر الجديده عام ١٩٩٤ و فوجئت بها بين الحضور وبعد الحفل ذهبت اليها وسلمت عليها و دعوتها على الغداء فرحبت ووجدتنى أمام سيدة رقيقه جدا و مسالمه جدا و اكتشفت أن مأساتها تكمن في تلك الصفات ؛ فهى إمراه بلا أظافر و لديها إستسلام غريب للظروف و الأقدار ؛ ربما يعود ذلك إلى ظروف نشأتها و تربيتها ؛ فقد كانت تخطط لحياه ناعمه عاديه حينما تمت خطبتها لشاب طبيب ثري هو زكى هاشم ثم وجدت نفسها تجلس على عرش مصر زوجة للملك فاروق و أما لولى عهده ؛ و إذ فجأه بعد سنه وشهرين من دخولها القصر يتم عزل زوجها وتجد نفسها بالمنفي وتعود إلى مصر بعد ثمانية شهور مطلقه و ملكه سابقه بلا سلطه ولا مال لتواجه مستقبلا مجهولا .

مع الاخذ بعين الاعتبار أنه لم تكن هناك فتاه في مصر لا تحلم بلقب ملكة مصر وقتها ولا تتمنى الزواج من الملك فاروق بكل أبهته ووسامته ؛ فقد كان الناس يقفون في الشوارع ينتظرون مرور سيارته ليتأملوا جماله ، فقد كان يستحيل أن تفوت اى فتاة عاقله فرصة الزواج من الملك .

ولكن يمكننا أن نقول انها كانت امراه سيئة الحظ ؛ لم تستمتع باللقب سوى سنه ثم وجدت نفسها بالمنفي و حرمها فاروق من ابنها بعد الطلاق و دخلت فى تجربة زواج فاشله بعدها ثم فى زيجة ثالثه ؛ ولذلك تعاطفت معها وتواصل الاتصال بيننا بعد ذلك اللقاء فى ليونز وصرنا صديقتين و كنا نتحدث هاتفيا لأوقات طويله وحزنت عليها بشده عندما رحلت فى ٢٠٠٥ "

( ناديه لطفي عن جلالة الملكة ناريمان من كتاب اسمى بولا ل أيمن الحكيم ) 

*********

#إيمان_الشرقاوى

Tweet