حدوتة ١٧
"حكاية فائقة والمفتش"
جشم عفت هانم كانت زوجة الخديو اسماعيل الثالثة والمحبوبة لكنها الوحيدة من زوجاته التي لم تنجب، فقررت بعد موافقة الخديوي تبني فتاتين هما؛ فائقة وملك.
وكان لها مكانة خاصة في قلب الخديوي اسماعيل حتى أن "خوشيار هانم "والدته ربتها مع زينب هانم ابنة الخديوي.
جشم أيضا هي من أسست من أموالها الخاصة المدرسة السنية أول مدرسة حكومية لتعليم البنات في الشرق.
تزوجت "فايقة هانم" من "مصطفى باشا المفتش" ابن إسماعيل باشا المفتش فى أسبوع آخر من أسابيع أفراح الأنجال بعد الأميرة "زينب" بأسبوع واحد.
في سنة ١٨٧٤ تأهل مصطفي صديق باشا (ابن اسماعيل باشا المفتش) بالأميرة فائقة هانم التي تبناها الخديو إسماعيل و كان الاحتفال بمظهر من مظاهر الأبهة و الفخامة ربما تفوق أفراح الأنجال التي حدثت عام ١٨٧٣.
في الزفة مشي اسماعيل باشا الوالي و اسماعيل المفتش و كان نظام الزفة ان طلبة مدرسة المهندسخانة كلفوا حمل " الشمعدانات" علي صفين، و أن طالبين من طلبة المدرسة حمل واحد منهم طاقة من الورد في الطرف الأيمن لصف العروس و حمل الثاني طاقة من الورد في الطرف الأيسر له، و كان الذي علي يمين العروس هو صاحب الدولة ولي العهد محمد توفيق باشا و الذي علي يساره هو صاحب الدولة الأمير حسين كامل باشا.
و خلف العروس مباشرة صاحب السمو الخديو إسماعيل باشا و والد العروس إسماعيل صديق باشا، و لما دخلت الزفة في قصر الأميرة فائقة صعد سمو الخديو و اسماعيل صديق باشا الي"السلاملك" و استمرت الزفة سائرة الي باب الحريم بهذه الهيئه و صعد العروس الي أعلي.
وأنجب هذا الثنائي:
حسن ؛ إبراهيم ؛ فهيمه ؛ سيزا ؛ فاطمه ؛ بهيه ؛ روحيه
أما ملك فتزوجت بعد ذلك من الأمير حسين كامل الابن المفضل للخديو اسماعيل (كانت زوجته الثانية) وأصبحت بعد تولي زوجها العرش "السلطانة ملك" وكانت أول من حمل هذا اللقب من بعد السلطانة شجر الدر.
بعد الخلاف الكبير الذي حدث بين إسماعيل المفتش والخديو اسماعيل، تم الطلاق بين فايقة هانم ومصطفى باشا بعد مقتل إسماعيل باشا بفترة قليلة.
عندما مات مصطفي باشا سنه ١٩٠٤ تزوجت من محمد باشا عزت رئيس ديوان الخديوي عام ١٨٧٦م وأنجبت منه الأمير عزت.و تحول اسمها الي فائقه هانم أفندي عزت و دفنت في مقبرة خاصة بها بالمجاورين
ويقال وللمفارقة التاريخية أن زوج اختها ملك الأمير حسين كامل وقتها كان من ضمن من قتلوا المفتش.
عندما تزوجت الأميرة فائقة من مصطفى باشا بن اسماعيل بن صديق الشهير بالمفتش كلفه الخديوي اسماعيل ببناء هذا القصر لها لتقيم به فجاء تحفة معمارية مبهرة ويضُم القصر العديد من القاعات منها قاعة بالطابق الأرضي يطلق عليها قاعة العرب لأن زخارفها متأثرة بالفن الأندلسي ، ويقع هذا القصر في ١٢ شارع الفلكي بالمنيرة، وفى عام ١٩٣١م استأجرت الحكومة المصرية القصر من ابن الأميرة فائقة الأمير عزت ثم اشترته ليصبح مقرا لنظارة المعارف ومن بعدها وزارة التربية والتعليم، وجرى بناء عدة ملحقات جديدة في حديقة القصر ليستمر مقراً لها حتى اليوم
أهدى لها الخديو قصر " الانشا" كهدية بعد زواجها للاقامة به، هو مقر وزارة التربية والتعليم (الآن).
*******
لطلب كتاب صاحبات السمو الملكي 👑:
https://alrewaqpublishing.com/product/%d8%b5%d8%a7%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%85%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%83%d9%8a/
#حواديت_إيمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليقات :