أمينه إلهامي

 

الأميرة أمينة نجيبة إلهامى ❤️

" أم المحسنين "

************

" ‏ارفعي الستر وحيي بالجبين

وأرينا فلق الصبح المبين

‏

وقفي الهودج فينا ساعةً

نقتبس من نور أم المحسنين

‏

واتركي فضل زماميه لنا

نتناوب نحن والروح الأمين

قد سقينا بمحيَّاك الحيا

ولقينا حول يُمْناك اليمين

يا مثالًا للعقيلات العُلا

وكمالًا لنساء العالمين"

***********

اتولدت فى ٢٤ مايو ١٨٥٨ فى مدينة إسطنبول عاصمة الخلافه فى الوقت ده .

والدها هو الأمير إبراهيم إلهامى باشا وهو إبن والى مصر عباس الأول من زوجته ماهوش قادين. وكان قائد الجيوش العثمانية فى حرب القرم وكان أول شخص السلطان العثماني يزور بيته وهو صاحب قاعة العرش.

وقد توفي إبراهيم باشا شابا غرقا فى مضيق البسفور عن عمر ٢٤ عاما وبعد ولادة أمينة بعامين. ( بيقال أن الخديو اسماعيل متورط في حادث وفاته حتى لا يطالب بحقه في العرش ) .

والدها كان متزوج من الأميرة منيرة سلطان وهى إبنة السلطان عبد المجيد الاول وقد توفيت منيرة في ١٨٦٢ وكان عندها ١٧ سنه

حينما كان عمر أمينه ٤ سنوات .

ولكن  الأميرة منيرة لم تكن والدة أمينة هانم إلهامي ؛ لأن والدها كان عنده ثلاث محظيات هما :

(نسرين، جشمت، عشق بيران).

والأميرة أمينة إلهامي (ابنة نسرين)  ١٨٥٨- ١٩٣١

نائل ( إبن نسرين ) ١٨٥٨ وهو توأم أمينه وتوفي عقب مولده

والأميرة زينب إلهامي (ابنة جشمت) ١٨٥٩ _ ١٩١٨ وقد تزوجت فيما بعد من محمود حمدى باشا ابن الخديو اسماعيل وتوفيت عن عمر ٧٩ عاما

والأميرة توحيدة (ابنة عشق بيران) ١٨٦٠ _ ١٨٨٢ ( توفيت شابه )

********"

يعنى بإختصار :

الأميره أمينه إلهامي ؛ جدها من الاب يبقي عباس حلمي الاول والي مصر ؛ وكان عندها تؤام مات بعد ميلاده وعندها اخوات غير أشقاء منهم اخت هتموت في عز شبابها ؛ و عاشت امينه في قصر أخت السلطان العثماني بإعتبارها زوجة والدها ؛ و هتفقد والدها و زوجة والدها وهما في عز شبابهم .

وهتبقي أمينه بعد كده زوجة للخديوي توفيق ووالدة الخديوي عباس حلمي الثاني.

يمكن وفاة والدها وهيا طفله وبعده وفاة الأميرة منيرة وكمان تؤأمها و ده غير وفاة اختها الصغري فى عز شبابها كان له أثر فى تشكيل شخصيتها وطباعها.

فكانت أمينة جميلة الشكل والروح وكانت بتحس بآلام الأيتام والفقراء وإدتهم من وقتها و أموالها ومجهودها الكتير ...

*******

إتجوزت أمينة من الأمير توفيق إبن عم والدها ( الخديوي اسماعيل ) فى يوم الخميس ١٦ يناير ١٨٧٣ فى قصر القبة وكان عمرها وقتها ١٥ عاما فقط في احتفالات ضخمة عرفت باسم "أفراح الأنجال".

لأن الخديوي اسماعيل عمل فرح ٤ من أنجاله فى نفس اليوم وهما :

١- الأمير توفيق على الأميرة أمينه إلهامي

٢- الأمير حسين كامل على الأميرة عين الحياة

٣- الأمير حسن على الأميره خديجه

٤- الأميرة فاطمه على الأمير طوسون

واستمرت الأفراح أربعين يومًا بالتمام والكمال ، باعتبار عشرة أيام لكل عرس من الأعراس ؛ وغني فيهم فنانين كتير زي عبده الحامولي و ألمظ ووقتها استورد الخديوى اسماعيل اول مولد للكهرباء فى مصر و تم إنارة المنطقة لأول مره بالأضواء الملونه ؛ وكانوا الناس وقتها شايفين الانوار من بعيد ولحد دلوقتي المنطقه دى اتسمت ( المنيرة ) بسبب اضاءتها يوم أفراح الانجال

وفي شارع بالقاهرة لحد دلوقتى اسمه ( شارع افراح الأنجال) متفرع من شارع القصر العينى بسبب اليوم ده .

و شوار العرايس والعرسان كان من محلات حسن مدكور وشوار كل عروسه طاف في القاهرة لمده ١٠ ايام ؛ ومن ضمن شوار الأميره أمينه إلهامي سرير عباره عن ٨٥٠ كيلو فضه و دولاب من النحاس الخالص واتعمل منه ٤ نسخ لكل عروسة

النسخة الوحيدة للسرير الموجودة حاليا هي الخاصة بالخديوي توفيق والأميره امينه لأن ابنهم الأمير محمد علي توفيق أوصى بقصره ومحتوياته بالكامل لتصبح متحف ففضل سرير الخديوي توفيق وزوجته أمينة هانم الهامي ام المحسنين موجود لحد النهاردة

في الخمسينات اتعرض سرير السلطانه ملك و السلطان حسين كامل للبيع روبابيكيا على الرصيف ،

‏

العجيب أن فيه نسخة تالتة ظهرت من ال٤ نسخ بس في السينما فيلم الناس اللي تحت ، كان السرير اللي بتنام عليه ماري منيب

فهل كان سرير الأميرة فاطمة ولا سرير الأمير حسن اسماعيل ؟؟ محدش عارف!

*************

عاشت الأميره أمينه إلهامي مع زوجها الامير توفيق فى سرايا فى حلوان .

مساحة القصر كانت 9838متر مربع وبني على مساحه  1448 متر مربع والباقي كان حدائق تحيط بالمباني  اشترت أمينه هانم الارض ب 6000 ج ذهب وتكلفة المبانى التى اقامتها على الأرض 150 ج ذهب

القصر مكون أساسا من مبنيين الحرملك والسلاملك ماعدا المباني المخصصة لاقامة الخدم و المطابخ والاسطبلات وكل المبانى اختفت واتهدمت ومش فاضل غير جزء من الحرملك وجزء من السلاملك.

الحرملك: يتكون من دورين ماعدا البدروم وله سقف جمالوني وهو مبني على طراز معماري كلاسيكي على الطراز الاوروبي.

السلاملك : كان مبني من دور واحد وبدروم

وبعد بناء السراي تم بناء فندق يحمل اسم الخديو توفيق ملاصقا للسراي لكن اختفى .

كان الخديو توفيق مهتما بحلوان بشكل خاص فلم يبني فقط الفندق مجاورا لقصر زوجته ولكن بنى ايضا فندقا اخر لاستيعاب الاعداد الوافده للاستشفاء فى حلوان وبنى كازينو للترفيه عن سكان حلوان من الأجانب والمصريين

كان الخديو توفيق بعد توليه العرش حريصا على الذهاب الى حلوان مرتين فى الشهر وكان يرسل كل يوم جمعه فرقه الموسيقى الخديويه للعزف فى الحدائق وامام الفنادق وبعد حرق سراي عابدين سنه 1891 م اقام الخديو توفيق اقامه كامله فى سراي أمينه هانم حتى يتم الفراغ من ترميم عابدين

توفي الخديو توفيق فى هذا القصر سنة 1892 م ودفن فى قبه افندينا التى تقع على طريق الأوتوستراد

أفل نجم القصر ابتداءا من سنه 1930 فى عهد الملك فؤاد حين هدم الفندق الذي يحمل اسم الخديو توفيق وتم تحويل أجزاء من سراي امينه هانم الى مدرسه ثانويه للبنين ثم مدرسه تجاريه .

"حال القصر الان "

(يحوط بالحرملك المدارس فتكاد تخفيه تماما عن الماره واختفى جزء من الحرملك تماما أما ماتبقى منه فهو مهجور تسكنه الوطاويط والثعابين مما يهدد سلامه الطلاب ابتداءا عوضا عن عدم تسجيل القصر سواءا فى التراث المعماري أو كاثر

والسلاملك يستخدم كمخزن لاحدى المدارس أو لهم جميعا)

**********

نرجع للأميره أمينه والخديوي توفيق ؛

بعد ٦ سنين من زواج الاميره أمينه ؛ تولي زوجها توفيق العرش و بقي الخديوي توفيق

وكانت الصحافة في ذلك الوقت تتجنب ذكر إسم (أمينه إلهامى) فكانت تلقبها ب (حرم الخديوى).

وبعد وفاة هوشيار هانم جدة الخديوى توفيق وبعد وفاة والدته (شفق نور هانم) أصبحت أمينه إلهامى هى السيده الأولى فى مصر دون منافس.

يقال أن الخديوي توفيق كان متأثرا بكثرة زيجات ومستولدات والده الخديوي اسماعيل، لذلك لم يعدد أو يتزوج غير الأميرة أمينة .

‏

وقد أنجب هذا الثنائي:

١_ عباس حلمى الثانى ( خديوى مصر فيما بعد )

٢_ محمد على توفيق ( ولى عهد المملكة المصرية لوقت طويل)

٣_ الأميره نازلى توفيق

٤_ الأميره فخر النساء توفيق

٥_ الأميره نعمت الله توفيق

***********

امينه هانم كانت بتحب الفنون الاسلاميه جدا و ده كان ليه تأثير على أولادها و هما الخديوي عباس حلمي التاني و الأمير محمد علي ال كانوا بيحبوا الفنون الإسلامية.

كان ابنها الأكبر عباس حلمي بيدرس فى أوروبا وفي مره بعتلها صور له من هناك ؛ فمعجبهاش أنه تخن شويه و نصحته يمارس الرياضه بإنتظام وقالت :

"يستقيم لك قد رشيق"

و لما توفي الخديوي توفيق فى ١٨٩٢ ؛ تم استدعاء ابنه الاكبر عباس حلمى الثانى من النمسا حيث كان يدرس فى كلية ( الترزينوم ) وهى كلية مخصصه لأبناء الملوك والأمراء.. وتولى حكم مصر الخديوى عباس حلمى الثانى وهو يادوب ١٨ سنه .

يعني أمينه هانم إلهامي .. تزوجت من خديو ؛ و أنجبت خديو

كانت وقتها الأميره أمينه فى عز شبابها وعندها ٣٤ سنه وحزنت جدا عليه و فضلت فتره طويله مش بتلبس مجوهرات و ده تعبيرا على حزنها على فقدانه و مع صعود إبنها الخديوي عباس حلمي الثاني إلى عرش مصر أصبحت تلقب ب (الوالدة باشا).

وكانت لها نفوذ كبير في القصر لدرجة أنها لدرجة انها كانت مانعه اى تواجد فى جناح الخديوي باليل ؛ لا لرجالة ولا حريم لدرجة أن الخديوى بقى يشتكى للمقربين يتوسطوله عندها لأنه بيعاني من عدم وجود حد يخدمه فى جناحه ليلا لدرجة أنه هدد أنه هيمشي من قصر عابدين و هينتقل للإقامة في اى سرايا تانيه ؛ وهتوافق هنا امينه إلهامي على تخصيص ٣ جواري هتكون من ضمنهم جارية تم خطفها من أهلها من بلاد القرم واتباعت فى سوق الرقيق ووصلت القصر

وفى ١٩١٤ تم عزل إبنها عن العرش وتولى مكانه عمه ( السلطان حسين كامل ).

عادت أم المحسنين لمسقط رأسها إسطنبول مع إبنها الخديوى عباس حلمى الثانى بعد عزله؛ فى قصر على ضفاف البسفور في شارع جودت باشا في منطقة بيبك، شيّده المهندس المعماري الإيطالي رايموندو ديرانكو.

وكان قد أهداه السلطان عبد الحميد الثانى إلى الخديوى عباس حلمى الثانى ليكون محل إقامته عند زيارته إلى إسطنبول ؛ ولكن فيما بعد قام الخديوى بتشييد قصر خاص به ولزوجته الاميره جويدان، فأصبح القصر مقر إقامة الاميرة أمينة إلهامى.

وبعد إعلان مصطفى كمال أتاتورك إلغاء الخلافة في تركيا ومصادرة جميع أملاك الأسرة العثمانية وتأميمها عام 1924م حاول ورثة على باشا استعادة القصر، وقاموا باللجوء إلى القضاء التركي، واعلنوا أنه لم يتم تعويضهم من قبل السلطان عبد الحميد عندما استولى على ممتلكاتهم.

وقد خاض محامو الوالدة باشا معركة قانونيّة استمرت سنوات طويلة في المحاكم التركية حتى استطاعوا إثبات أحقية الوالدة باشا في هذا القصر.

ولكى تتأكد الوالدة باشا من أن القصر سيبقى بعد وفاتها في أيدى مصرية؛ أوصت أنه بعد وفاتها فإن ملكية قصرها الموجود في بيبيك تعود إلى الحكومة المصرية من أجل استخدامها كمقر للمفوضية الملكية المصرية فى اسطنبول. ( القنصلية المصرية حاليا )

**********

كانت الأميرة كثيرة التبرعات ووهبت الكثير من أموالها ومخصصاتها للأعمال الخيرية؛ فقامت ببناء العديد من المؤسسات الاجتماعية؛ حيث أوقفت حياتها وإهتماماتها وتبرعاتها على العمل العام وكفالة المساكين والمرضي في الجمعيات الخيرية. واقامت مساجد و عملت ليها صيانه و عملت اسبله مياه و كانت بتساعد الفقراء و المحتاجين لدرجه ان اطلق عليها ( ام المحسنين)

وكان الناس بتهتف اول لما تشوف الموكب بتاعها وتقول :

سعد السعود بدا لنا

والعز أقبل والهنا

بقدومكم نلنا المنى

‏ يا خيرَ ذُخر للبلاد

‏

وقامت امينه هانم بعمل ستة خزائن لحفظ المصاحف في الحرم النبوي وارسلتها عام ١٣٢٨ه /١٩١٠م.

هي للأسف لم تعد موجودة في الحرم لكنها محفوظة اليوم في مجمع المكتبات الوقفية بالمدينة

و أنشأت قبة أفندينا سنة ١٨٧٠ في صحراء المماليك ومنحها السلطان العثماني وسام ( الشفقة )

***********

"المدرسة الالهامية"

ولعل أبرز أعمالها الخيرية إنشاء مدرسة متخصصة لتدريب صناع علي مهارات جديدة وبتقنية محترفة.

وتبلورت الفكرة علي يد الأميره في 11 ديسمبر سنة 1911، وذلك عندما عينت الأميرة أحد أشهر عمال الصدف في مصر آنذاك وهو محمود عزب لإصلاح وترميم بعض قطع الأثاث في قصورها.

والذي كان يستعين بدوره بأدق الصناع المكملين له من نجارين وخراطين وصدفجية وغيرهم، ولما حاز هؤلاء الصناع المهرة الذين تضاءل عددهم كثيرا في البلاد علي إعجاب الأميرة ومسئولي دائرتها، قفزت فكرة الإفادة من خبرات هؤلاء الصناع بدلا من تسريحهم.

وخاصة أن الأميرة كانت تهوي اقتناء الأثاث الفاخر، فأشار عليها وكيل دائرتها محمود فهمي باشا بالاستفادة من هؤلاء الصناع المهرة في تعليم وتوريث حرفهم في مدرسة لتعليم اليتامي والفقراء.

وساعده علي تحقيق الفكرة أن الأميرة كانت وصية علي وقف جدتها بنبا قادن والدة عباس الأول وكانت الحجة تنص علي إنفاق جزء من هذا الوقف علي شئون التعليم فتبلورت الفكرة لديها لإنشاء مدرسة صناعية تحقق ذلك الغرض ويقوم تلاميذها بتعليم تلك الحرف الأصلية علي يد الصناع المهرة، وما لبثت أن انطلقت الفكرة إلي حيز الوجود وانتقلت هذه الأيدي الماهرة مع رئيسها محمود عزب والذي أصبح ناظرا لهذه المدرسة إلي مبنى بالقاهرة وذلك في سنة 1913.

فجمعت الأميرة بذلك بين شروط الوقفية التي كانت وصية عليها وبين إيجاد هيئة صناعية تقوم بإنتاج جميع ما تحتاج إليه من مشغولات وقتما تشاء، وسميت "بالمدرسة الإلهامية" نسبة إلي والد الأميرة إبراهيم إلهامي باشا.

بنيت "المدرسة الإلهامية" لتستوعب ورش النجارة والصناعات المختلفة الأخري، ولتستوعب أيضا زيادة عدد المعلمين والتلاميذ في المستقبل، فكانت مبانيها واسعة.

وكانت المدرسة تتسلم التلاميذ من أهاليهم وتقوم علي تربيتهم وتعليمهم الصناعة كما كانت تطعمهم وتكسوهم وتمنح الممتازين منهم أجورا شهرية، وكانت المدرسة تشترط في قبول تلاميذها بألا يتخطوا الأربعة عشر عاما عند التحاقهم بالمدرسة، وأن يكونوا أيتاما أو فقراء أو موصي عليهم وأن يملأوا بياناتهم في الاستمارة ويصدق عليها من شيخ الحارة الذي يتبع مقر سكنهم.

هذا إلى جانب توقيعهم علي استمارة يتعهدون فيها ألا يتركوا المدرسة قبل مضي خمس سنوات، وألا يطالبوا بأية أجور خلال ثلاث سنوات مع توقيع الكشف الطبي علي التلميذ المتقدم من طبيب الدائرة للتأكد من لياقته الصحية لتعلم تلك الصناعات.

وكانت تجمع هذه الأوراق داخل دوسيه خاص باسم الطالب موقعا عليه من ناظر المدرسة بقبوله، ثم يحدد له القسم أو الصنعة المناسبة، ويصرف له الزي المدرسي في الحال.

ولم تكن بالمدرسة سنوات محددة كالسنة الأولى أو الثانية أو الثالثة، بل كانت تلك المدة مرهونة بمدي حصول التلميذ علي مستوي مناسب في الحرفة وعلى مدي استيعابه لفنونها، فالدراسة كانت غير محددة بسنوات معينة بل بالوقت اللازم الذي يستغرقه كل تلميذ علي حدة، ليصل إلي درجة مناسبة من التعلم والقدرة والكفاءة في حرفته.

وكان عدد من المعلمين يقومون بتعليم التلاميذ المبتدئين، في حين يقوم فريق آخر منهم بتعليم التلاميذ الذين اكتسبوا بعض المهارات البسيطة، وفريق ثالث يقوم بتعليم التلاميذ ذوي المستوي الأعلي. وأضحت المدرسة الإلهامية واحدة من أهم المدارس التي يفتخر بها الطلبة والمعلمون، لما اشتهرت به من مستوي رفيع وتعليم عال.

ظلت المدرسة تؤدي رسالتها حتي وقع النزاع بين أفراد الأسرة الحاكمة، الذي استمر مدة طويلة أمام القضاء، اضطربت خلالها أحوال المدرسة وشعر المعلمون والتلاميذ والمسئولون بالخطر والقلق علي ما ستسفر عنه الأمور، فظهرت خلال سنوات التقاضي ثغرات حادت عن الطريق السليم الذي اتبعته المدرسة من قبل.

إلى أن آلت المدرسة الصناعية الإلهامية لإدارة الأوقاف الملكية، ومحت اﻹدارة اسم الإلهامية وأبدلته إلي مدرسة بنباقادن الصناعية نسبة إلي صاحبة الوقف الأصلية، وعين الملك فؤاد محمد حسنين الموظف بالأوقاف الملكية ناظرا عليها، إلا أن العمل بالمدرسة اضطرب مما أسفر عنه فصل عدد كبير من المعلمين هذا إلي جانب هجرة بعضهم نتيجة للمكافآت الضئيلة التي كانوا يتقاضونها.

وظل الحال يجري من سيئ إلي أسوأ حتي ورد من إيطاليا صالون فخم للملك فؤاد أرسله إلي البقية المتبقية من معلمي المدرسة لتجميله بأشغال التطعيم علي الطراز الفرعوني، وكان ذلك ختام أعمال المدرسة، فلما انتهوا منه في شهر ديسمبر سنة 1929 كانت المدرسة قد صفيت جميع أعمالها، وبيع بالمزاد العلني ما تبقي بها من خامات وأدوات وأشغال غير مكتملة، وبحلول عام 1930 كانت المدرسة الصناعية الإلهامية قد باتت في ذمة التاريخ.

**********

بعد حوالي عام من نهاية المدرسة الإلهاميه؛ ماتت الأميره أمينه فى مسقط رأسها فى تركيا وتم نقل جثمانها و دفنها بجوار زوجها الخديوى توفيق وذلك فى ١٩ يونيو ١٩٣١ ؛ عن عمر ٧٣ عاما بعد حياة حافلة من الإحسان.

وحزن عليها عموم المصريون ونعاها أمير الشعراء في قصيدة ( أم المحسنين) وهي موجودة حاليا في ديوان الشوقيات:

أخذت نعشك مصر باليمين

وخوته من يد الرُّوحِ الأمين

لقيث ظهر بقاياك كما

لقِيَتْ (يَثرِبُ) أُمَّ المؤمنين

في سواديها، وفي أحشائها

ووراء النخر من حبل الوتين

خرجت من قصرك الباكي، إلى

رَمْلَة الثغْر، إلى القصر الحزين

أخذَتْ بين اليتامى مذهبًا

ومشت في عبراتِ البائسين

ورمث ظرفًا إلى البحر ترى

من وراء الدمع أسراب السفين

فبدَتْ جارية في حضنها

فنن الورد وفرع الياسمين

وعلى جؤجئها نور الهدى

وعلى سكانها نور اليقين

حملت شاطئ (مرمرة) من

جوهر السؤدد والكنز الثمين

وطوت بحرًا ببحر، وجرت

في الأجاج المِلْحِ بالعذب المعين

واستقلتْ دُرَّةً كانت سَنَى

وسناء في جباه المالكين

ذهبت عن عليةٍ صيد، وعن

‏خُرَّدِ من خفرات البيت عين

والتَّقِيَاتُ بناتُ المُتَّقِي

والآميناتُ بُنَيَّاتُ الأمين

لَبِسَتْ في مَطلَعِ العِزّ الضُّحى

ونَضَتْهُ كالشموس الأفلين

يَدُها بانيةٌ غارِسة

كيد الشمس وإن غاب الجبين

رَبَة العَرشَيْنِ في دولتها

قد ركبت اليوم عرش العالمين

أضجعت قبلكِ فيه (مريم)

وتوارى بنِساءِ المُرسَلين

إنه رَحْلُ الأوالي شَدَّهُ

لهم آدم رسل الآخرين

اخلعي الألقاب إلا لقبا

عبقريا، هو (أم المحسنين)

ونعي المال يسر سنته

يمض عن قوم لأيدي آخرين

واقذفي بالهم في وجه الثرى

واطرحي من حالق عبء السنين

و اسخري من شانئ أو شامت

ليس بالمخطئ يوم الشامتين

وتعزي عن عوادي دولة

لم تدم في ولد أو في قرين

وازهدي في موكب لو شئته

‏لتغظى وجهها بالدارعين

ما الذي رد على أصحابه؟

ليس يُحيي موكب الدفن الدفين

رب محمول على المدفع ما

منع الحوض، ولا حاط القرين

باطل من أمم مخدوعة

يتحدون به الحق المبين

في (فروق) وزباها مأتم

ذرفت آماقَها فيه العيون

قام فيها من عقيلات الجمى

مَلأ بُدَّلْنَ مِنْ عِزَّ يَهُونَ

أسر مالت بها الدنيا، فلم

‏تلق إلا عندك الركن الركين

قد خلا (بيبك) من حاتمه

ومن الكاسين فيه الطاعمين

طارت النعمة عن أيكنه

وانقضى ما كان من خفض ولين

اليتامى نوح ناحية

والمساكين يمدون الرنين

دولة مالت وسلطان خلا

دوولت نعماه بین الأقربين

منهض الشرق (علي) لم يزل

من بنيه سيد في (عابدين)

يصلح الله به ما أفسدت

فترات الدهر من دنيا ودين

أم عباس، ومالي لم أقل:

أم مصر من بنات وبنين؟

كنت كالورد لهم، واستقبلوا

دولة الريحان حينا بعد حين

فيقال: الأم في موكبها

ويقال: الحرم العالي المصون

(العفيفي) عفاف وهدى

(كالبقيع الظهر ضم الطاهرين

ادخلي الجنة من روضته

إن فيها غرفة للصابرين

*******

#إيمان_الشرقاوى

Tweet