الأمير رينيه أمير موناكو

ولد الامير رينيه الثالث في 31 أيار/مايو من عام 1923 ودرس في بريطانيا وسويسرا وفرنسا. وتولى العرش في عام 1949 خلفا لجده الامير لويس الثاني.

وأصدر رينيه دستورا جديدا في عام 1962 يقضي بأن موناكو إمارة تحكم على النظام الملكي.

وجرى تغيير الدستور في عام 2002 للسماح لابنه الامير ألبرت بتولي العرش على الرغم من أنه غير متزوج ولا أبناء له.

وكانت نجمة هوليوود السابقة الاميرة الراحلة غريس كيلي قد طبعت بصماتها في كل انحاء إمارة موناكو لفترة طويلة بعد وفاتها في حادث مأساوي حين كانت في الثانية والخمسين من العمر.

وحتى آخر ايام حياته، كان الامير رينيه يصر على التقاط الصور الرسمية للعائلة امام لوحة للاميرة غريس لتظهر في صوره مع اولاده.

واتخذت قصة الحب الرومانسية بين الامير وغريس كيلي سمات الحكايات الخيالية.

فقد التقيا خلال مهرجان كان السينمائي حين كان الامير البالغ من العمر 32 عاما عازماً على الزواج، حيث انه في حال عدم انجابه وريثا تعود الإمارة الى سلطة فرنسا.

وكانت غريس كيلي تصغره بثلاثة اعوام ونجمة هوليوودية معروفة، الممثلة المفضلة لدى المخرج الفرد هيتشكوك.

ووصلت غريس كيلي الى الريفيرا في ربيع 1955 للمشاركة في المهرجان لدى عرض آخر فيلم لهيتشكوك «تو كاتش ايه ثيف» (لاعتقال سارق) الذي لعبت دور البطولة فيه مع الممثل كاري غرانت.

وطوال اشهر تصدرت الشائعات حول العلاقة بين الامير وغريس كيلي صفحات الصحف والمجلات ما ادى الى رفع مبيعاتها. واعلنت خطوبتهما في كانون الثاني/يناير 1956وتم الزواج في نيسان/ابريل من السنة نفسها.

وكان الزواج باذخا جدا والافخم خلال تلك الحقبة، حيث وصلت غريس كيلي الى خليج موناكو على متن يخت الامير فيما ألقت طائرة بحرية استأجرها المليونير ارسطو اوناسيس الاف ورود القرنفل الحمراء والبيضاء.

وتابع 30 مليون مشاهد على التلفزيون الحفل الذي جرى في كاتدرائية موناكو حيث وصلت الممثلة الاميركية مرتدية فستانا من وحي عصر النهضة وسحب منه ذيل من القماش المخرم بلغ طوله 290 مترا قدمته استديوهات «مترو - غولدوين - ماير». وهذا العدد من المشاهدين اعتبر رقما قياسيا لتلك الفترة.

وعملت الاميرة غريس جاهدة للحفاظ على صورتها هذه، وتخلت عن مجد الشاشة الكبرى من اجل أبهة اللقب الاميري.

وانجبت ثلاثة اولاد، كارولين (1957) والبرت (1958) وستيفاني (1965) ولم تتوان عن تلبية واجباتها كاميرة حيث كانت تحضر كل الحفلات وتشارك في الاعمال الخيرية. وانتهت مسيرتها السينمائية بطلب من رينيه الذي كان لا يشجع ايضا عرض افلامها في الامارة. وقبل ذلك قيل انها كانت لا تزال تامل في العودة الى التمثيل في فيلم هيتشكوك «مارني» عام 1964 لكن تم ثنيها عن ذلك. وانتهت القصة حين انحرفت سيارة الروفر التي كانت تقودها على طريق جبلي في 14ايلول/سبتمبر 1982 خارج موناكو. وكانت الاميرة ستيفاني في السيارة آنذاك فيما سرت شائعات انها كانت هي من يقود السيارة لكنها نفت ذلك على الدوام. ولم يتمكن الامير من التغلب على حزنه حيث انه لم يتزوج مرة ثانية. وسينضم اليها تحت كاتدرائية موناكو حيث يدفن الى جانبها.

وعاد الامير الراحل ابن الاميرة شارلوت والامير بيير ديبوليجناك ليصنع عناوين صحف الاثارة مرة أخرى حين توفيت زوجته في حادث سيارة قبل 26 عاما.

وحكم الامير الراحل إمارة موناكو لمدة 55 عاما و توفي الأمير رينيه أقدم حاكم بين أفراد الاسر الاوروبية الحاكمة يوم الاربعاء جراء إصابته بالتهاب رئوي بعد طول مرضه. وجاءت وفاته عن عمر يناهز الحادية والثمانين.

وتسلم رينيه امارة موناكو حين كانت مجرد مركز للقمار وقادها الى عصر ناطحات السحاب والمصارف الدولية ومشاريع الاعمال. وكرس الامير رينييه نفسه لتعزيز ازدهار إمارته الصغيرة (2 كلم) والتي لها 34 هكتارا مطلا على البحر. فقد قام بتحويل مؤسسة عائلية وامارة معروفة بكازينوهاتها الى مركز اقتصادي ومالي اصبح عضوا في الامم المتحدة عام 1993 وعضوا في مجلس اوروبا عام .2004 لكن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لا تزال تنتقد موناكو لكونها جنة ضرائبية رغم جهود الامارة في مجال مكافحة تبييض الاموال. وموناكو تحكمها عائلة جريمالدي منذ العام 1297 حين استولى فرنسوا جريمالدي على الامارة من عائلة منافسة مع مجموعة من رجاله المقنعين كرهبان. ورينييه هو الامير الذي حكم لأطول فترة في العالم بعد ملك تايلند بوميبول ادوليادج (77 عاما).

وحمل ثمانية من الحرس الملكي نعش رينيه الملفوف بعلم امارة موناكو الاحمر والابيض من القصر الملكي حتى عتبات الكاتدرائية التي تزوج فيها من الاميرة غريس عام 1956 والتي دفنت فيها ايضا بعد ان لقيت حتفها في حادث سيارة عام 1982.

ثم تقدم ستة اخرون من افراد الحرس وحملوا النعش الى داخل الكاتدرائية حيث اجتمع أفراد الاسرة وأشعلوا الشموع لرينيه الذي توفي في السادس من ابريل (نيسان)2005 عن عمر يناهز 81 عاما إثر مشاكل في القلب والرئة والكلى.

Tweet