النبيلة توحيدة يكن: 🌷
توحيدة أحمد مدحت علي حيدر يكن، ولدت في ١١ ابريل ١٩٠١ بالقاهرة ؛ الطفلة الوحيدة لأحمد مدحت يكن باشا ووحيدة يكن ( وحيدة هي اصغر بنات الأميرة توحيدة إسماعيل) وقد توفيت وحيدة عام ١٩١١ وقتما بلغت ابنتها توحيدة سن ١٠ سنوات، والدها كان محافظ الإسكندرية وأصبح لاحقا وزير الزراعة ووزير الشئون الخارجية
وقت الحرب العالمية الأولى كان عمرها ١٧ عام؛ كانت تتلقى دروسها في اللغة العربية و الانجليزية والفرنسية والإيطالية والتركية ؛ وعزف البيانو والكمان والرسم ؛ وكانت تستيقظ من النوم في الساعه الخامسة والنصف من اجل كتابة واجبات الدروس والتدريب على البيانو
وكان دائما مايتم معاقبتها بسبب التحديق نحو الشباك أثناء الدرس، أو عدم جلوسها بظهر مفرود ؛ وكان كثيرا ما يتم ربط ضفائرها في ظهر الكرسي.
لاحقا تبين أنها ولدت بعيب خلقي في يمين الحوض؛ وسافرت لفرنسا وبرلين وميونخ من أجل العلاج؛ وتم تشخيصها على أيدي الدكتور لورينز في فيينا وأجرت توحيدة عملية جراحية وقتما كانت بالخامسة من عمرها ولكن كان عليها أن تضع ساقها اليمنى بالجبس لمدة ٨ شهور
ولاحقا تمكنت من السير جيدا ولعب الاسكواش والتنس مع عرج خفيف، ولكن مع مرور السنين أصبح العرج أسوأ وتأثرت الساق السليمة بسبب الساق المريضة وأصبحت لاتقوى على السير ولا تستطيع حتى تغيير ملابسها.
كانت المربية الخاصة بها انجليزية تدعى "كايت ماثيو" وكانت تعاملها كصديقة مقربة. أما والدها فكان يقامر كثيرا ولكنه أقسم على التوقف عن لعب القمار عندما شاهدته ابنته توحيدة عائدا إلى منزل صباحا وهو في مظهر غير لائق
كان والدها يمنع عنها الاختلاط بالذكور من الأسرة؛ وإلتقت فقط بأبناء عمومتها ( محمد وعبد الله عزت) وقت الدروس؛ وكذلك إسماعيل داوود والذي بدأت بينه وبين توحيدة قصة حب.
اتجهت توحيدة في رحلة لمدة ٣ أسابيع مع مربيتها إلى الأقصر؛ وبعد فترة عادت إلى إنجلترا
كان اسم توحيدة للمقربين Tatty وتزوجت وهي بعمر ال ١٨ من محمد عاصم والذي كان حينها ٢٠ عام ؛ وتم الزواج في ١٦ نوفمبر ١٩١٩ .
وبعدها بعام أنجبت توحيدة ابنها ( إسماعيل) والملقب ب توتس؛ وتم الطلاق بين الثنائي وقتما أن كانت توحيدة في عمر ٢٢ سنة وحصلت عليه مقابل ٦ آلاف جنيه
سافرت إلى فرنسا بعد الطلاق مع الأميرة أمينة طوسون ابنة الأمير عمر طوسون وإلتقت هناك بالنبيل عباس حليم وفي رولان جاروس و دوڤيل بدأت قصة الحب بين الثنائي. وتزوجا في عيد ميلاد توحيدة ١١ أبريل ١٩٢٨؛ وسافر الثنائي بعد الزواج إلى أوروبا لحضور فعاليات الأولمبياد في أمستردام.
أنجب الثنائي:
نيفين في 30 يونيو 1930
ألفيا ألفت 7 نوفمبر 1933
محمد علي 1935
سواء عباس حليم أو توحيده الاتنين كان لديهم تجربة زواج سابقه ؛ فالنبيل كان متزوج من جيسيكا ديلما ماريا هارينجتون ( كل المصادر تؤكد أنه لم ينجب منها ؛ لكن ذات أخبرني حفيد لأحد جيران النبيل عباس أنه قد أنجب منها ابنة وابن، توفي الابن في سن صغير أما الابنة فكان اسمها نعمت الله.
وتوحيده كانت متزوجة من محمد اسماعيل عاصم حينما كان عمرها ١٨ عاما وأنجبت طفلا أسمته "إسماعيل" على اسم حبها الأول "الأمير إسماعيل داوود".
ويذكر موقع geni ابن آخر يدعى حسن، ولكنه لم يذكر في كتاب نيفين حليم، وقد كتبت توحيدة مذكراتها عام ١٩١٨ ونشرت ابنتها نيفين حليم أجزاء منها في كتابها"مذكرات أميرة مصرية".
جرد الملك فؤاد الأمير عباس حليم من لقبه ووضعه في السجن وكانت توحيدة دوما ماتقوم بزيارته وتحضر له الطعام والخطابات وأحدث الأغاني.
عندما تم ايداع النبيل عباس حليمفي السجن فى عهد الملك فؤاد ؛ احتلت زوجته توحيده هانم قهوة مواجهه لشباك زنزانة زوجها ؛ وركبت مكبر للصوت وقامت بتشغيل ألحان كول بورتر و ايرفنج برلين و ايفور نوفيلو
عاشت توحيدة مع زوجها وأبنائها في قصرها في جاردن سيتي وهو قد أهداها إياه والدها سابقا؛ خصصت لكل أبنائها غرفا مستقلة؛ وكان موعد الغداء في تمام الساعة الواحدة ظهرا؛ وكان يوجد لتوحيدة بورترية كبير في غرفة المكتبة وهي ترتدي عقد طويل من اللؤلؤ يتدلى من يدها اليسرى مع فستان أخضر مخملي بريشة إدموند سوسا.
في صيف ١٩٣٩؛ أصيبت توحيدة بخراج في إحدى رئتيها بسبب أسنانها وذهبت إلى سويسرا لتلقي العلاج اللازم هناك
وعند قيام الحرب العالمية الثانية رأت توحيدة أن قصرها قريب من مقر السفير البريطاني وقامت بتأجيره إلى الوزير الأمريكي الكسندر كيرك وانتقلت بأبنائها إلى قصر أخر في حدائق القبة وكان هذا خطئا كبيرا فلم تتعرض جاردن سيتي للقصف في الوقت الذي تعرضت فيه حدائق القبة للقصف؛ حاولت توحيدة أن تستعيد قصرها ولكن الوزير الأمريكي رفض وقد كان يتمتع بالحصانة؛ وحينها طلبت تدخل النحاس باشا وأخبرها بدوره أنها من الممكن أن تتسبب في أزمة دبلوماسية فأخبرته إنه مجرد منزل وليس حقل بترول
تم وضع النبيل عباس حليم تحت الإقامة الجبرية في سيوة على بعد ٢٠٠ كيلو من القاهرة؛ وفي إحدى زيارات توحيدة لزوجها تعرضت لحادث سيارة هي وسامبو السائق وسقطت السيارة بالترعة ولكن تم إنقاذهم من الشرطة
وصمدت توحيدة يكن على اعتقال زوجها وتربية ٤ اطفال بالإضافة إلى مرض والدها وبعض المشاكل المادية وإصابة ألفيا ومحمد علي بالتيفويد وقد كان مرضا خطيرا في ذلك الوقت؛ حتى قدمت إلتماسا إلى الملك فاروق.
كان خدم القصر عبارة عن:
عبده سكرتير النبيل عباس حليم
محمد عبد المجيد مساعد كبير الخدم
عم إسماعيل
عنايت ( توبي) مدبرة المنزل
سامبو. سائق
غطاس . سائق
الطباخ أسطى محمد
علي البواب
هؤلاء الاشخاص الثابتين؛ وكان باقي الخدم يتم تغييرهم ؛ بل وحتى أن تم تغيير حوالي ٢٠ مربية للأطفال
وفي عام ١٩٤٧ بدأت المشاكل بين الزوجين؛ وتقرب النبيل عباس حليم من سيدة سورية كانت صديقة للملك فاروق ؛ وباعت توحيدة ممتلكاتها واتجهت للإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية وتزوجت من فرانك ريدكلر بعد أن أعلن إسلامه
وفي إحدى الأمسيات أصابت توحيدة سعال ( كحه ) مصحوبا بالدم ونقلت على إثره للمستشفى وإكتشفت وجود ورم حميد بالرئة تم استئصاله لاحقا بعملية جراحية
عاشت توحيدة في فندق ماي فلاور بالولايات المتحدة الأمريكية ؛ وانتقل إليها ابنها محمد علي بعد سوء الأوضاع في مصر؛ وأما زوجها فقد سرق الكثير من أموالها ؛ وما تبقى منحته توحيدة للصائغ ألبرت كرامر للإستثمار مما مكنها من العيش حياة كريمة لفترة؛ حتى خسر أمواله وأموال توحيدة على طاولة القمار ذات ليلة؛ ولم يكن مع توحيدة ما يثبت حقها؛ وتوصلت مع بناته إلى تسوية مالية
وتوفيت النبيلة توحيدة في 1973 ودفنت في سويسرا، ودفنت بجوارها ابنتها نيفين لاحقا.