English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

2024-03-23

الأميرة زينب كامل

 حدوتة ١٣ 







حدوتة ١٣ 

"الأميرة زينب كامل "

«درة إكليل الدولة العلية، وغرة جبين الدوحة العثمانية، صاحبة المجد والإقبال، ساحبة ذيل العز والإجلال، تاج فرق ذوات الإحسان، فخر صاحبات العفة وعلو الشان، الست زينب هانم كريمة حضرة مولانا المرحوم بالرحمات الواسعة جنتمكان الحاج محمد علي باشا».

*******

هي أصغر أنجال محمد علي باشا والي مصر، وُلدت عام 1244هـ / 1825م في القاهرة، والدتها شمع نور قادين أفندي من محاظي محمد علي باشا، وهي چركسية الأصل، ويُقال أنها كانت مُدللة من والدها وتلقت تعليمًا خاصًا في القصر، شأنها شأن أخواتها، لكنها تفوقت في الدراسة بشكلٍ ملحوظ؛ لأنها كانت مولعة بالقراءة والكتابة، وهو ما أسعد الباشا حتى أنه أمر بإحضار بعضًا من نصوصها؛ لمتابعتها، وقد طلب منها في إحدى رسائله الشخصية لها أنْ تستمر بالتعلم وتُحرز تقدمًا فيه وتُبلغه دائمًا.

كان للتعليم المبكر الذي تلقته الأميرة الأثر الأكبر في تكوين شخصيتها، فعندما أصبحت شابة كان لهذا التعليم تأثيرًا مهمًا، في ثقافتها، وعقلها الراجح، وأخلاقها الراقية، لدرجة حدت بمحمد علي أنْ يُرسلها إلى استامبول لحضور زفاف شقيقة السلطان العثماني محمود الثاني؛ وذلك لثقته في أنها ستكون خير سفير له في الآستانة، وفي نفس الوقت أرسل محمد علي لنفس العُرس مندوبًا عنه حاملاً هداياه للسلطان العثماني وهو، يوسف كامل أفندي الذي كان يشغل منصبًا مُهما في الديوان الخديوي

ويوسف كامل أفندي، من مواليد ملاطية أرابجير عام 1223هـ/1808م، والده إسماعيل بيزيد محمد بيه من سلالة جوكبيي، عندما فقد والده في سن مبكرة، نشأ مع عمه جومروكوش عثمان باشا، بينما كان عمه حاكم قيصري وبوزوك سنجق، تعلم العربية والفارسية إلى جانب العثمانية بعد أنْ سافر مع عمه إلى استانبول، وعندما بلغ الخامسة والعشرين، شاهد حُلمًا مفاده أنه كان جالسًا مع محمد علي في مرج أخضر، وبعد ذهاب محمد علي كان قد نسي صندوقًا ذهبيا في مكان جلوسه، وعندما وجده كامل هرع إلى محمد علي؛ ليُعطيه الصندوق فكافأه مكافأة عظيمة، فقرر تحقيق ما رآه وسافر بالفعل عام 1833م إلى مصر، وبعد سبعة أو ثمانية أشهر من وصوله استطاع أنْ يكتسب ثقة محمد علي فتم تعيينه كمساعد ثانٍ له في أمور الديوان الخديوي

وبسبب هذه الثقة، ولأنّ محمد علي كان ذو نظرة ثاقبة فقد رأى أنّ هذا الشاب سيكون ذو شأنٍ في يومٍ من الأيام، لما لديه من طموح كبير، فأراد ترتيب زواجه من ابنته المدللة الصغيرة زينب؛ لأنه رآه جديرًا بهذه الزيجة وهذا النسب، إلا أنّ إبراهيم باشا نجل محمد علي وشقيق زينب الأكبر عارض وبشدة هذه الزيجة وكذلك حفيد محمد علي ، عباس حلمي اللذان رآ أنّ يوسف ينحدر من أصول متواضعة، وعارض بعض الأمراء والأميرات كذلك، حتى أنّ العروس نفسها قد تأثرت بتلك المعارضة في بادئ الأمر، واعترضت هي الأخرى على زواجها – وهنا يجب أن نذكر من هذه الواقعة مدى إدراك محمد علي في تعامله مع حريم قصره، وعدم إرغام بناته على الزواج ممن يختاره لهن – فطلب منها مُهلة للتفكير والتعرف عن قُرب على يوسف كامل؛ لتُقرر بعدها ما إذا كانت ستقبل دون أي تأثيرات من القصر أو سترفض بشكل نهائي

لم يقوى يوسف كامل على الاعتراض على هذا التأخير في الزفاف، بل انتظر ما سيسفر عنه  مُخطط الباشا له، وقد ذكرت صوفيا لين بول الكاتبة الإنجليزية وصاحبة كتاب “حريم محمد علي” هذا التأخير في إحدى رسائلها التي كتبتها أثناء إقامتها في مصر في يناير عام 1844م، فقد خشيت أنها لن تتمكن من اللحاق بمراسم الزفاف، إذا ما سافرت إلى إنجلترا، لكنها خشيت السؤال عن أسباب هذا التأخير – على حد قولها.

وبالفعل تحققت نبوءة محمد علي في رجاحة عقل ابنته، فقد وافقت الأميرة زينب وبحلول أواخر عام 1845م، على إتمام الزواج من يوسف كامل، فقد رأت فيه شخصية مثقفة واعية، تتناسب مع شخصيتها التي تكونت في قصر والدها – وهو الأمر الذي راهن عليه محمد علي – وبرغم شراسة المعارضة، إلا أنّ إصرارها على الزواج من كامل جعل كل العراقيل تسقط واحدًا تلو الآخر، ويُمكننا القول أنها قصة زواج بدأت بالعقل وكُللت في النهاية بالعاطفة

وفي سنة ١٢٦٤ هـ تأهلت بالمرحوم يوسف كامل باشا،المساعد الثاني لأمور ديوان محمد علي باشا - والذي اعترض إبراهيم باشا وغيره من أفراد أسرة محمد علي باشا على زواجه من زينب هانم.. 
لكن الحب انتصر وأقيم حفل زفاف كبير لبنت الباشا استمر لمدة ثمانية أيام تحاكت عنه الناس في قلب إسطنبول وذلك بعد ست سنوات من معركة نصيبين التي هزم فيها إبراهيم باشا (شقيق العروسة) الجيش العثماني وهدد حصون إسطنبول لولا التدخل الدولي آنذاك.. وأقيمت لها الأفراح في مصر إلى الدرجة التي لم يسبق لها مثال وكان زفافها في سراي الأزبكية.

تروى لنا الدكتورة يسرا سلامة تفاصيل حفل زفاف زينب هاتم بنت محمد علي باشا في إسطنبول بصحبة شقيقها الأمير محمد علي الصغير نقلا عن صوفيا لين بول وهي إحدى المدعوات التي سجلت تفاصيل حفل زفاف الأميرة زينب من يوسف كامل أفندي الذي ترقى في المناصب بعد الزواج حتى شغل منصب الصدر الأعظم في الدولة العثمانية بعد نحو عشرين عاما من زواجه.

لتصف لنا صوفيا لين بول في كتابها مظاهر حفل الزفاف – الذي استمر ثمانية أيام كاملة – فتقول: “تمت دعوتي الي العُرس قبل يومين من الموعد لبدء الاحتفالات، التي كانت في الثامن عشر من ديسمبر 1845م، فتوجهت بصحبة صديقتي الإنجليزية الحميمة “مدام ليدر”، وسرنا في الطريق إلى القلعة وقد زُينت بعدد لا حصر له من الزينات الزجاجية الجديدة المعلقة في فروع الاشجار وكأنها فاكهة، حتي إذا صعدت التل ووصلت الي مدخل القصر: وجدت سائر الحريم الذي لا يتخطاه أي رجل سوى سيد القلعة”.

وتستطرد قائلة أنه “استقبلها جيش من الأغوات والجواري السود، فلما دلفت وجدت سربًا من الجواري البيض صحبنها إلى الصالون العلوي الكبيرحيث كانت العروس جالسة فوق مجموعة من الوسائد المطرزة بالذهب، وبجوارها شقيقها الأمير محمد علي أصغر أولاد الباشا وهو في سن الثانية عشرة، وعن يسارها وقفت اختها الأميرة “نظلة” زوجة محمد بك الدفتردار، وأكبر بنات الوالي، وهي تبذر وابلاً من العملات الذهبية والفضية المخلوطة بحبات الملح والشعير لدرء عين الحسود، وتزاحم النسوة لالتقاط العملات الذهبية , وبعدها غادرت العروس الصالون مثقلة بما ترتديه من ذهب ومجوهرات، وصاحبتها الجواري بالدفوف وصيحات الزغاريد”.

وكان أهم ما تضمنه تقرير صوفيا عن الزفاف: هو وصفها لكنز المجوهرات التي أُهديت إلى زينب هانم، ويبدو أنّ أم العروس كانت تشعر بشغف تلك الضيفة الأجنبية لرؤية مجوهرات ابنتها، فبدأت بالهدايا التي قُدمت إليها من عند العريس، وفي غرفة مجاورة رأت صوفيا أشياء كثيرة نفيسة وجميلة من مجوهرات وملابس واطقم فضية.

وبعد أن أبدت صوفيا إعجابها بهذه الهدايا النفيسة، قيل لها أنّ نظلة هانم قد أمرت بأن يكون لها شرف رؤية مقتنيات العروس الشخصية المحفوظة في غرفة أخرى، حيث أمكنها أنْ تمسكها في يدها وتُمعن النظر في الحزام الماسي الذي أهداه الباشا لابنته، وسمعت من مصدر موثوق أنّ الماس الذي أعطاه الباشا لها تبلغ قيمته 200 الف جنيه استرليني، والعقد 37 ألف جنيه، والقرط 12 ألفًا، والأساور عشرة آلاف جنيه.

أما العقد فمكون من فصوص البرلانتي الكبيرة، وتركيبته من الفضة، ويقال أنه لا مثيل له في أورزبا، ومما زاد في سعره صعوبة العثور علي الماسة الرئيسة، كما شاهدت صوفيا عددًا من الخواتم الماسية الرائعة وكان واحدًا منها يحتوي علي حجر من البرلانتي ذو حجم مهول، ومن الغريب أنه ­ باستثناء سبحة من اللؤلؤ ­ كانت جميع المجوهرات من الماس، وحلي الرأس الذي يبدو علي شكل أغصان كلها من الماس، وغاية في الفخامة.

وقد أثار إعجابها الشديد تاج رائع الجمال، كما وجدت ضمن الأشياء المبهرة، ساعتين في إطار مُرصعتين بفصوص غزيرة من الماس، وكانت الجواري يتبارين في تقديم جميع الاشياء لأتطلع اليها وكان السؤال دائمًا: “هل رأيت هذا؟”، و”هل تفحصت ذاك”، وكان كل شيء في الواقع رائعًا بدرجة تفوق أكثر تطلعاتي.

وكانت هدية أم العروس، عبارة عن صندوق صغير رُصع كله بالماس، ولكني لا أعلم كيف يُستخدم!!، وبينما كنت مشغولة بفحص هذه الأشياء المُبهرة الغريبة: دخلت جارية ودعتني للانضمام إلى باقي السيدات الأوروبيات اللاتي حضرن لتوهن، فتأهبت لطريق الرحيل الطويل، ووجدتهن يحطن بنظلة هانم، التي جلست في منتصف الديوان العلوي تهيمن علي المراسم وبعد قليل قامت سموها، وتبعتها جاريتان تحملان ذيل فستانها وقادتنا الي صالون آخر لتناول طعام العشاء، لمائتي شخص بطريقة أوروبية كاملة، وليس فيها شيء يوميء لنا بالشرق سوى ثمار الموز، فالأطباق والشوك والسكاكين وفوط المائدة منسقة علي الطريقة الاوربية، بداخل كل منها الخبز كما نفعل في أوروبا، وكان العشاء يتكون من وجبات باردة.

ولم تجلس نظلة هانم علي رأس المائدة ذات الطول الشاسع، بل جلست في وسط أحد الجانبين، وتُلقي بعض النظرات من طرفي عينيها علي ضيوفها، وتمزح أحيانًا علي الواقفات خلف مقعدها، وكان مجلسي قريبًا منها، وعلي يساري زوجة محمد سعيد باشا – شقيق العروس – تلك الفتاة الجذابة ذات الوجه الرائع والقوام الفاره الأهيف، وهي غاية في الرشاقة في سلوكها، وكان أميز صفاتها طبيعة سمحة تشع فتضيء محياها المعبر الساحر، لقد تم زواجها في العام الماضي “1844” من سعيد باشا ابن محمد علي، و تقول: “ما اتمناه أن يصون هذه الجوهرة”.

ولم يمض وقت طويل حتي دَخلت غرفة الحريم الموسيقية وعُزفت مقطوعات مرحة، وبعدها قادتنا نظلة هانم إلى حجرة مجاورة وطلبت من الضيفات أنْ يجلسن، وشاهدنا عددًا من العروض الراقصة من فتيات تركيات وأوروبيات، ثم دخلت امرأتان من “العوالم” المصريات وتعتبران أحسن مطربتين في مصر، وعزفت الجوقة بعض الألحان العربية الجميلة ولكن العالمتين لم تصاحباها بالغناء، بل قامتا بالرقص علي الطريقة العربية، ولقد قام عديد من الرحالة بوصف الرقص الشرقي، لهذا يكفيني أن أقول أنه مثير للاشمئزاز إلى أقصى حد، وكانت تلك نهاية اليوم الأول في احتفالات الاميرة زينب.

ولما توفي محمد علي وتولى عباس باشا حكومة مصر واشتدت البغضاء بينه وبين الأمراء "المورهليين": باقي بك، وسامي باشا، وكامل باشا، وسائر العائلة الخديوية، واضطروا للهجرة من مصر.

لم تمضِ سنوات قليلة إلا وقد تبدل الحال بعد تولية عباس الأول الحكم في 1848م، ثم وفاة محمد علي باشا، حين قام عباس بتولية يوسف كامل حكم السودان، إلا أنه امتعض عن تنفيذ القرار – فقد كان عباس يود أنْ ينفيه بعيدًا عن مصر، هو وسامي باشا السكرتير الخاص بمحمد علي؛ لأنه اعتقد أنهما وغيرهما سببًا مباشرًا في تأليب جده عليه – فقام بنفيه إلى أسوان عام 1849م، وأصر على تطليقه من زينب هانم وتجريدها من أملاكها، إلا أنّه تمكن من بعث رسالة سرًا إلى مصطفى رشيد باشا الصدرالأعظم في الآستانة، لإنقاذه، فتمّ نقل يوسف كامل باشا – حصل على البشوية في نفس عام زواجه – بعد إطلاق سراحه من السجن بموجب مرسوم السلطان إلى استانبول، ولحقته زوجته الأميرة زينب التي كانت قد سبقتها إلى هناك شقيقتها الكبرى “نازلي
هاجرت مع زوجها كما هاجرت أختها الأميرة نازلي هانم أفندي إلى الأستانة وذلك في حدود ١٢٦٨هـ، فأكرمت الدولة العلية مثوى الجميع وتقلب كامل باشا في مناصب الدولة حتى صار صدرا أعظم في مدة المرحوم السلطان عبد العزيز ثم توفي في حدود التسعين.

وبقيت في الأستانة في منزلها الكائن في يمدان السلطان بايزيد ومنزله الساحلي في بيتك الشهير داخل الخليج القسطنطيني.

وتوفيت في ربيع سنة ١٣٠٢ هـ  ١٨٨٤ م ودفنت في مدفنها الخصوصي خارج "إسكدار" في الموقع المعروف بقره جه أحمد سلطان وكان لوفاتها وجنازتها شأن عظيم في عموم الأستانة.

وهنا مقبرتها بجوار زوجها ومدفون معهم سيدة تدعى زهرة؛ ربما تكون إبنه بالتبني
https://youtu.be/LrlZHGXWGao?si=7-Wpm-6NnJgRPWIP

وخلفت من الأموال والجواهر والأراضي والعقارات شيئا قد لا يقل عن ثلاثة ملايين جنيه ولم تعقب ذرية لا هي ولا زوجها، وورث جميع ذلك أخوها المرحوم البرنس عبد الحليم باشا بن محمد علي باشا فمما تركت من العقارات الشهيرة سراي بيك وسراي ميدان السلطان بايزيد، ومن ذلك اسهم الشركة الخيرية، وهي شركة "وابورات البوغاز" في الأستانة ولا تقل عن أربعين "وابورا"، وسراي الأزبكية في مصر وسراي شبري الصغيرة.

وكانت -رحمها الله- كثيرة الخيرات والمبرات، سخية اليد، علايةالنفس، محبة لإعانة الفقراء وإغاثتهم، كانت تصرف على كثير من البيوت حتى بلغ من كان يعيش بإحسانها في انفس الأستانة فقط أكثر من أربعمائة عائلة.

ولها أوقاف عظيمة أوقفتها على نفسها وزوجها وذريتها، ثم جعلت ربع تلك الأوقاف لجملة محلات مباركة كالمسجد الحسيني في مصر ومساجد السيد نفيسة والسيدة زينب وغيرهما نحو ١٤ مسجدا وعدة  تكايا منها المولوية والنقشبندية والكاشنية وعلى ليلة المعراج وليلة القدر في قراءة القرآن بمسجد والدها في قلعة مصر.

وجعلت من ذلك الربع قدرا لمدرسي الفقه الحنفي في الجامع الأزهر ومدرسي الفقه الشافعي والمالكي والحنبلي وخصصت لكل تخصيصات.

ثم إنها خصصت ربعا من ذلك أيضا لكل من قرأ القرآن في سراياتها ولكل من خدمها أو لازمها إلى حين الوفاة من الرجال والنساء وجعلت لمن يبلغ زمن ملازمته لها أو قيامه بخدمتها عشر سنين فأكثر ضعف من كان زمنه أقل من ذلك وكذلك لعتقائها وعتقاء أمها وفقراء معتوقي والدها ومن خيراتها مساهمتها بالاشتراك مع زوجها في بناء مستشفى في مدينة "إسكدار" من دار الخلافة وسبيل في قصبة قرطال بقرب "إسكدار".

وأوقفت عليها الأوقاف الكافية، كما أوقفت على قبرها وقبر زوجها وعلى بعض التكايا والزوايا في الأستانة ويغرها.

وكانت متوسعة في دائرتها مطموعا فيها لمالها وسخائها، ومحترمة جدا في جميع دوائر الدولة حتى إنها كانت معتبرة جدا في السراي السلطاني ولدى جلالة الخلفاء العظام عموما وجلالة سيدنا أمير المؤمنين خصوصا، وكان لها وقع سياسي في الأحوال المصرية في شأن العصبة العرابية.

قيل: إنها صرفت من أربعين إلى خمسين ألف جنيه لمساعدة أخيها البرنس حليم باشا، حتى إن الحكومة قبضت على وكيل دائرتها في مصر عثمان باشا لتداخله بأمرها مع عصبة الأشقياء لتستميلهم إلى أخيها.

وكان أخوها قد قل ماله وكانت تعينه كما تعين غيره من العائلة، ولما دنت وفاتها أوصت له بكثير من أموالها وعقاراتها.

قال أهل الاطلاع على حقيقة حالها: إنها أصيبت بشيء من اختلال الشعور قبل موتها بمدة. وفي تلك المدة اهتم البرنس حليم باشا بتحوير الوقفيات وحصر قسمها الأعظم فيه وفي أولاده، واستغل الفائدة من ذلك الوقت على أن توفي في سنة ١٣١٢.

وحينئذ قام بعض الناس وحرك أصحاب الحقوق بالمطالبة، وسنتحدث غدا عن أوقاف الأميرة .
*****

المصادر:
١- كتاب الدر المنثور في طبقات ربات الخدور
[زينب فواز)
٢- د. يسرا سلامة ؛ صفحة تاريخ بدون تشويه 

*******
لطلب كتاب صاحبات السمو الملكي 👑: 
https://alrewaqpublishing.com/product/%d8%b5%d8%a7%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%85%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%83%d9%8a/

#حواديت_إيمان


"الأميرة زينب كامل

0 اكتب تعليقك قبل ما تمشي: