زار أحمد فؤاد مصر في سبتمبر عام 1991، وأجرى معه الصحفي "محمد بديع سربيه" لقاء صحفيا إليكم مقتطف منه:
"كنت في منتهى السعادة وأنا في صالون بيت الملكة السابقة نريمان، بعد أن حصلت على السبق الصحفي الذي كنت في شوق إليه وهو أن يكون لي لقاء مصور في هذا البيت مع الملكة نريمان والملك أحمد فؤاد الثاني، وحينما جاءت فناجين الشاي الثلاثة ووضعت أمامنا فإن أحمد فؤاد بادرني بقوله:
-هل يمكنك أن تعدني بشيء مهم بالنسبة لي؟
فقلت له: أؤمر..
قال:
-هذا الموضوع الذي يتم تصويره الآن والحديث الذي سنتبادله أرجو ألا ينشر إلا بعد أن أغادر مصر بأربعة أو خمسة أسابيع على الأقل!
وسألته بإستغراب: لماذا؟
-لأنني لا أحب أن يرافق زيارتي إلى مصر أي مظاهر إعلامية حتى لايساء تفسيرها أو يظن أنني أقصدها، كما أنني لا أريد أن يغضب مني عشرات الصحفيين الذين اعتذرت لهم عن عدم رغبتي في اجراء مقابلات صحفية معهم.
ووافقت وقطعت الوعد له، وحان الآن موعد نشر السبق الصحفي على صفحات "الموعد".
-هل تفرجت على قصر رأس التين الذي خرجت منه قبل تسعة وثلاثين عاما وأنت طفل رضيع؟
قصر رأس التين مررت من أمامه وتفرجت عليه من بعيد، ولكنني دخلت إلى قصر "المنتزه" وطفت في حدائقة ورأيته عن قرب أكثر وهو بالفعل قصر عظيم وجميل.
-ولكن ماذا زرت في الاسكندرية؟
أكلت السمك في مطعم "سان جيوفاني" وزرت ضريح المرسي أبو العباس وأنا على العموم لم أقض في الاسكندرية سوى يومين اثنين، شغلت في واحد منهما بحفل زفاف أخي أكرم وفي طريق عودتي إلى القاهرة زرت مقام السيد البدوي في طنطا.
-وهل رأيت في حفل الزفاف أناسا تعرفهم؟
مش كتير، والدتي هي التي عرفت أكثر الناس الذين كانوا في الفرح من العائلات المصرية وقد عرفتني ببعضهم.
-وفي القاهرة قضيت أكثر من عشرة أيام؟
وهنا أخرج الملك مفكرة من حقيبة يده وقال لي:
أنا سجلت يوما بيوم في هذه الأجندة كل ما فعلته في الأيام العشرة.
قلت:
-جيد جدا ، أنت وصلت القاهرة يوم الأربعاء 12 يونيو وكان وصولك ليلا، فماذا عن الخميس 13 يونيو؟
عندما صحوت في الصباح الباكر ذهبت في التاسعة إلى نصب الجندي المجهول في مدينة نصر ثم ذهبت إلى زيارة دار الكتب ومكتبة توفيق الحكيم والمتحف الإسلامي ثم تناولت طعام الغداء على النيل مع صديق لي وسألته:
-وهل عرفك أحد وأنت تقوم بهذه الزيارات؟
فأجاب:
أيوه، عرفوني، وكان استقبال الموظفين لي في دار الكتب والمتحف الاسلامي لطيفا جدا.
-وبعد الغداء؟
أديت صلاة العصر في مسجد سيدنا الحسين وزرت قصر الغوري للثقافة ثم دخلت إلى خان الخليلي حيث تناولت الشاي في مقهى الفيشاوي وقد فتحت لي ولمن كانوا معي غرفة صغيرة في المقهى الذي كان مزدحما بالناس.
قلت:
-يوم الجمعة 15 يونيو ركبت سيارة قادها أحد أصدقائك وانطلقت الى الاسكندرية عبر الطريق الزراعي وعندما وصلت إلى طنطا قمت بزيارة السيد البدوي، وفي المساء حضرت حفل زفاف أخيك، ولكن ماذا فعلت في اليوم التالي؟
تمشيت على كورنيش الاسكندرية ووقفت أمام تمثال جدي محمد علي باشا الكبير وأخذت لي صور أمامه بكاميرتي الخاصة ثم ذهبت إلى بلاج المعمورة وأمضيت ساعتين وأنا أطوف حوله، ثم عدت إلى القاهرة وفي صباح الثلاثاء 21 يونيو ذهبت إلى الرفاعي حيث أديت الصلاة وزرت ضريح جدي الخديو إسماعيل وجدي الملك فؤاد ووالدي الملك فاروق.
كما قمت بزيارة قلعة محمد علي وقرأت الفاتحة على روحه كما زرت القلعة ومن هناك انتقلت إلى متحف الجوهرة وشاهدت ما فيه من لوحات تاريخية قيمة كانت أكثرها قديم، كما كان هناك لوحات ملونة لوالدي الملك فاروق ووالدتي الملكة نريمان، كما تناولت طعام الغداء في أحد المطاعم المطلة على النيل.
-وفي يوم الأثنين؟
كل الذي فعلته هو أنني أخذت بعض الصحف والمجلات إلى البيت وأخذت فترة راحة وفي الساعة السابعة مساء جاء صديقي "علي السمان" وذهبت معه إلى منطقة الأهرامات حيث تجولنا لمدة ساعة وبعدها دخلنا إلى باحة تمثال أبي الهول وتفرجت على برنامج "الصوت والضوء"، أما اليوم التالي كان بالنسبة لي يوما فرعونيا، ففي ساعة مبكرة من الصباح قمت بزيارة طويلة إلى المتحف المصري "الأنتكخانة" وتفرجت على جميع أقسامه وبعد هذه الزيارة عدت مرة أخرى إلى منطقة الأهرامات ورأيت مراكب الشمس الفرعونية وفي وقت الغداء ذهبت إلى فندق "مينا هاوس" وتناولت الطعام مع مجموعة من الأصدقاء وجلست على الشرفة والتقطت الصورة التي تمنيت منذ طفولتي أن أمتلكها حيث تكون الأهرام خلفي.
وفي الليل تناولت العشاء في الباخرة السياحية "فرعون النيل" وكانت فرصة لي كي أتفرج على كل ما يوجد على ضفتي النيل من مبان ومحلات سياحية.
-ألم تزر إستراحة الملك فاروق بالأهرامات؟
لا، لم أدخل إلى الاستراحة ولكنني رأيتها وأنا أتجول حول الأهرامات.
-هل كان تجوالك على ظهر جمل كما يفعل السائحين؟
لا، لقد تجولت مرتجلا وبالسيارة عند الانتقال من هرم لأخر، وفي المرة القادمة سوف أجعل أبنائي يمتطون الجمال.
-بالمناسبة، هل مررت أمام قصر عابدين؟
فضحك وقال: لا، أنا جاي أتفرج على مصر مش على الحاجات الخاصة بيا


0 اكتب تعليقك قبل ما تمشي:
إرسال تعليق