English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

2024-04-05

الأمير مصطفى

 حدوتة ٢٥



الأمير مصطفى 👑🇹🇷 


zahid bizi tan eyleme

hak ismin okur dilimiz,

sakın efsane söyleme

hazrete varır yolumuz.


**********


الأمير مصطفي ؛ إبن السلطان سليمان القانوني ؛ و ماهيد ڤران ؛ إتولد فى ٦ اغسطس ١٥١٥ ؛ كان هو ولى عهد العرش العثماني وكان حاكم مانيسا و قونيا و أماسيا 


كان رجل عسكري ممتاز ومحبوب جدا من الجيش الانكشاري ؛ لكن كان مكروه جدا من السلطانه هورم ومن رستم باشا ( زوج الاميره مهرماه ) ... عشان كانوا عاوزين الأمير بيازيد هو اللى يتولى العرش مش الأمير مصطفى ...


كان حاكم مانيسا هو ولى العهد ؛ لكن بعد كده قدرت السلطانه هوررم أنها تأثر على السلطان سليمان وتخليه يبعد الأمير مصطفى لقونيا و أماسيا 


طب اشمعنى حاكم مانيسا هو ولى العهد ؟ 

لأن مانيسا هي الأقرب لإسطنبول ؛ و أن لو اى وقت توفي السلطان ؛ فبيكون الاقرب هو حاكم مانيسا أنه ييجى القصر ويتولى الحكم و يتم تنصيبه ك سلطان .


لكن السلطانه هوررم و رستم ما اكتفوش بإبعاد الأمير ؛ و قرروا قtله ....


طب ليه !

لان المنطق الشائع في الوقت ده هو أن لو مقتلتkش لما الفرصه تجيلي ؛ يبقي انت هتقتلnى لما الفرصه تجيلك ؛ يعنى هورم خافت على نفسها وعلى اولادها لو الأمير مصطفى وصل للعرش أنه يتخلص منهم ؛ فقررت أنها تخلص منه و بكده يبقي امير من أولادها هو اللى هيستلم العرش وبالتالى الخطر عليها هيقل هيا و اولادها .


لعبت السلطانه هوررم على نقطة حب الجيش للأمير ؛ وبقت تنفخ فى ودن السلطان أن الأمير مصطفى هينقلب عليه . وبقت تستغل اى غلطه للأمير فى تشويه صورته اودام السلطان ؛ لحد ما دبرت مؤامره مع رستم باشا محتواها أن الأمير مصطفى هيتعاون مع عدو السلطان سليمان واللى هو شاه ايران ؛ وهنا كان قرر السلطان سليمان قراره النهائي بشأن إبنه الأمير .


 فى ٦ اكتوبر ١٥٥٣ ؛ حضر الأمير للقاء السلطان فى خيمة وقت حمله من الحملات ؛ و أُعدم بخيط من حرير من قبل ٧ أشخاص جلادين صم بكم وفقا للتقليد العثماني في إعdام الشخصيات المهمه .


مشهد وفاة الأمير مصطفى من مسلسل حريم السلطان: 


https://youtu.be/ptPQu4dfyw4


**********


  " كان قtله بتهمة عصيانه للدولة، ولكن الأدلة كانت خاطئة، وكان الشهود شهود زور. ومع أن إعdام الأمير مصطفى أُدخل ضمن إطار قانوني وأقنع الناس بأدلة زائفة، إلا أنه أحدث بلبلة كثيرة داخل البلد، وحزن الأمير جيهانكير كثيرًا لمقtل أخيه ومات في العام نفسه كمدًا وحزنًا، وضايق الجيش كثيرًا وطالب بإلحاح عزل الصدر الأعظم رستم باشا، فقام السلطان بعزله مضطرًا؛ لأن قسمًا كبيراً من الجيش بدأ يميل إلى الطرف الآخر، وأصبح الأمير مصطفى أسطورة لدى الشعب وبدأت كثير من المراثي تكتب من أجله، بل ظهر من ادعى أنه الأمير مصطفى وجمع حوله الآلاف من الناس" 

  ‏

  

**********


بعد وفاة الأمير حصل انقسام كبير في الجيش الانكشاري و عصيان و تم عزل رستم باشا من منصبه كصدر أعظم ؛ و ظهر شبان كتير بيعلنوا أن الأمير مصطفى بعث فيهم و بقي حواليهم اتباع ؛ و اتكتبت قصائد كتير رثاء في الأمير و من أشهرها قصيدة رثاء يحيى تاشليجالى .


***********

الأمير مصطفى كان متجوز من عائشة خاتون وخلف منها : بنت هيا نرجس شاه 

واتجوز من روميساء و خلف منها ٤ هما : 

ميرشاه ؛ هاندان ... ( البنات ) 

اورهان ... ( مات بالجدرى ) 

محمد ... ( اتقtل بعد وفاة والده وكان عمره ٧ سنين ؛ بأمر من جده السلطان سليمان عشان ميكبرش ينتقم )  


***********


اما عن ماهيد ڤران والدته : 


بعد وفاة ابنها عاشت حياة بائسه فى بورصه جنب مقبرة ابنها ؛ وكانت بتعانى من الفقر والاهمال لدرجة أن مكنش معاها تدفع ايجار البيت اللى عايشه فيه ؛ لحد وفاة السلطان سليمان و تولى ابنه السلطان سليم واللى اشترالها بيت و سدد ديونها و ساعدها ترمم مقبرة ابنها لحد ما ماتت فى ١٥٨١ ؛ بعد حوالى ٢٨ سنه من وفاة ابنها واندفنت جنبه .


********

"بعد سنوات أو ربما بعد عصور سيأتي يوم تقصُّ فيه حكايات المظلومين.. أحدهم سيروي حكايتي.. البعض سيسمعون وسيعرفون الحقيقة، وفي ذلك اليوم يكون حق المظلوم قد عاد إلى صاحبه"


( جزء من نص الرساله اللى كتبها الامير مصطفى قبل وفاته )


*********


وفاة الأمير مصطفى كانت نقطة تحول خطيرة في تاريخ السلاله ؛ لان الأمير كان تم إعداده منذ صغره أنه ولى العهد و السلطان القادم ؛ بعكس مثلا اخوه السلطان سليم واللى كان بعيد تماما عن الفكره و كان عايش حياة اللهو ؛ و اغلب المؤرخين بيعتقدوا أن لو كان الأمير مصطفى وصل للعرش كان وضع الدوله هتتغير و كانت هتتوسع الفتوحات و الدوله هتكبر وتقوى اكتر . لان من اول عهد السلطان سليم و الدوله بدأت تضعف ...


لطلب كتاب صاحبات السمو الملكي 👑: 

https://alrewaqpublishing.com/product/%d8%b5%d8%a7%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%85%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%83%d9%8a/


#حواديت_إيمان

2024-04-03

فيلا المعادي

حدوتة ٢٤ 


"فيلا المعادي" 










بعد ما تزوجت الأميرة فوزية فؤاد من إسماعيل شيرين؛ عاشوا سوا في فيلا بالمعادي ؛ وفضلوا فيها لمدة ١٠ سنين تقريبا وكان الشارع اللي عايشين فيه اسمه شارع الأميرة فوزية.


الفيلا  كانت لعالم جيولوجي بريطاني يعمل في خدمة الإدارة المصرية. كانت واحدة من 26 فيلا بالمعادي صممها أريستون سانت جون ديامانت في العشرينيات.  والذي يُنسب إليه الفضل أيضًا في تصميم قاعة إيوارت التذكارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

حصل عليها بعد ذلك أحد أفراد عائلة رشاد قبل أن تصبح موطنًا للأميرة كريمة حليم، ثم انتقلت ملكية الفيلا للأميرة فوزية فؤاد وهي أخر مالك للفيلا.


بعد إلغاء الملكية تم مصادرة فيلا المعادي وعاشت الأميرة فوزية مع زوجها في فيلا سموحة بالإسكندرية.


وبسبب وفرة القصور المصادرة تم تحويل كتير منها لمدارس؛ ومن القصور دي كان فيلا المعادي للأميرة فوزية فؤاد واللي بقت "مدرسة المعادي للبنات" في أوائل الستينيات.


مفيش لوحة على جدران المكان بتقول "إمبراطورة بلاد فارس عاشت هنا"؛ ومن فترة تم هدم سور المدرسة؛ عشان نلاقي أكوام من النفايات والقمامة في نفس المكان اللي كان فيه أجمل أميرة في العالم.

 

وتخيلوا معايا يوم في شارع الأميرة فوزية سابقا؛ في فيلا الأميرة فوزية سابقا بعد ما بقت مدرسة؛ عشان نسمع صوت أستاذة أو استاذ يقول للأجيال الجديدة إن الملك فاروق كان طاغية وجشع وكان معزول عن الشعب الفقير الجعان!


في دروس كتير في التاريخ... بس اللي يفهم ويستفيد! 



لطلب كتاب صاحبات السمو الملكي 👑: 

https://alrewaqpublishing.com/product/%d8%b5%d8%a7%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%85%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%83%d9%8a/


#حواديت_إيمان




2024-04-02

الأمير حسن حسن

 حدوتة ٢٣ 







"الأمير حسن حسن"


الأمير حسن عزيز حسن حفيد الخديوي إسماعيل و ابن عم الملك فاروق. 


والده هو الأمير عزيز حسن شارك في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى، بعد ذلك رفض الالتحاق بالجيش المصري تحت الاحتلال الإنجليزي، وبدلا عن ذلك قدم خدماته للجيش العثماني حتى سقوط الدولة العثمانية، عاد بعدها للقاهرة وأقام بقصر شبرا ودعم حزب الوفد في بداياته وكانت الاجتماعات الخاصة بالحزب تقام بمنزل الأمير بقصر شبرا مما ادي إلى نفي الأمير عزيز وعائلته خارج مصر، فانتقل مع زوجته الإسبانية وأطفاله إلى سان ريمو بإيطاليا حيث بنى لنفسه فيلا فاخرة على الساحل الإيطالي بالقرب من الحدود الفرنسية.


والدته لاعبة سيرك إسبانية هى كارمن مجالون أو (إقبال) بعد أن أشهرت إسلامها وقد توفيت فى ١٩٧٨

وقد ما أثار هذا الزواج غضب الملك فؤاد الأول في ذلك الوقت، فأصدر مرسوما ملكيا بتجريد الأمير عزيز حسن وأولاده من بعده من أي ألقاب ملكية أو أميرية، والتي كانت تمنح لهم طبقا للمراسيم الملكية.

 الأمير له شقيقتان هما الأميرتان خديجة وعائشة وشقيق واحد هو الأمير اسماعيل .


بعد وفاة الأمير عزيز في سن صغيرة أصبح الملك فؤاد مسئولا عن أولاده الصغار وعهد إلي الأميرة نعمت الله اسماعيل بتربية الأطفال بعد فصلهم عن والدتهم، وتربى الأمير حسن عزيز في قصر عمة والده الأميرة نعمت اسماعيل بضاحية المرج.


ولد الأمير حسن حسن في 22 فبراير عام 1924 بسان ريمو بإيطاليا، والده هو الأمير عزيز حسن إسماعيل وهو ابن الأمير حسن إسماعيل أخ الملك فؤاد، السلطان حسين كامل والخديوى توفيق. 


تلقى الأمير حسن تعليمه في بيروت وإنجلترا في مدرسة ايتون، وكان رساما و عازفا للبيانو .

يعتبر الأمير حسن من القلائل من أعضاء الأسرة المالكة الذين بقوا في مصر بعد 23 يوليو 1952 حيث عاش في عزلة في حي جاردن سيتي مع احدى شقيقاته، وكان قليل الكلام و نادر الظهور .


كان الأمير هو وشقيقه اسماعيل من أفراد شلة الزهرية؛ وقد أصدر الأمير كتاب In the house of Mohamed Ali 

وللأمير لوحة معروضة حاليا في متحف المركبات الملكية بالقاهرة بريشة jean_denis_maillart وتم رسمها عام ١٩٤٦


 توفي في 17 ابريل عام 2000 عن عمر يناهز 76 في القاهرة


لطلب كتاب صاحبات السمو الملكي:

https://alrewaqpublishing.com/product/%d8%b5%d8%a7%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%85%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%83%d9%8a/


#حواديت_إيمان

2024-03-29

محمود باشا فهمي

 حدوتة ١٩ 



حدوتة ١٩ "محمود بك فهمي" محمود باشا فهمي من عائلة مصرية ارستقراطية ..والده محمد باشا فهمي رئيس مجلس الشورى في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني؛ ووالدته هي أمينة هانم المانستيرلي كان محمد باشا فهمي ناظر الخاصة الملكية في عشرينيات القرن الماضي و واحد من مؤسسي حزب الأحرار الدستوريين درس العلوم السياسية في باريس و شغل عده مناصب مهمة منهم منصب سكرتير مجلس الشورى و عمره وقتها كان 28 عام وكان تشريفاتي السلطانة ملك زوجة السلطان حسين كامل. و كان برلماني شهير جدا في عهدي الملك فؤاد و الملك فاروق و كان سياسي كبير و معارض و برلماني لكن تم تأميم أملاكه بعد يوليو 52 ومن أملاكه كان قصر المانسترلي ومحمود محمد باشا فهمي .. والد النجمين حسين فهمي و مصطفي فهمى لطلب كتاب صاحبات السمو الملكي 👑: https://alrewaqpublishing.com/product/%d8%b5%d8%a7%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%85%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%83%d9%8a/ #حواديت_إيمان
"

2024-03-27

حكاية فائقة والمفتش

حدوتة ١٧






"حكاية فائقة والمفتش" 


جشم عفت هانم كانت زوجة الخديو اسماعيل الثالثة والمحبوبة لكنها الوحيدة من زوجاته التي لم تنجب، فقررت بعد موافقة الخديوي تبني فتاتين هما؛ فائقة وملك.

وكان لها مكانة خاصة في قلب الخديوي اسماعيل حتى أن "خوشيار هانم "والدته ربتها مع زينب هانم ابنة الخديوي.

جشم أيضا هي من أسست من أموالها الخاصة المدرسة السنية أول مدرسة حكومية لتعليم البنات في الشرق.


تزوجت "فايقة هانم" من "مصطفى باشا المفتش" ابن إسماعيل باشا المفتش فى أسبوع آخر من أسابيع أفراح الأنجال بعد الأميرة "زينب" بأسبوع واحد.

في سنة ١٨٧٤ تأهل مصطفي صديق باشا (ابن اسماعيل باشا المفتش) بالأميرة فائقة هانم التي تبناها الخديو إسماعيل و كان الاحتفال بمظهر من مظاهر الأبهة و الفخامة ربما تفوق أفراح الأنجال التي حدثت عام ١٨٧٣.


في الزفة مشي اسماعيل باشا الوالي و اسماعيل المفتش و كان نظام الزفة ان طلبة مدرسة المهندسخانة كلفوا حمل " الشمعدانات" علي صفين، و أن طالبين من طلبة المدرسة حمل واحد منهم طاقة من الورد في الطرف الأيمن لصف العروس و حمل الثاني طاقة من الورد في الطرف الأيسر له، و كان الذي علي يمين العروس هو صاحب الدولة ولي العهد محمد توفيق باشا و الذي علي يساره هو صاحب الدولة الأمير حسين كامل باشا.


و خلف العروس مباشرة صاحب السمو الخديو إسماعيل باشا و والد العروس إسماعيل صديق باشا، و لما دخلت الزفة في قصر الأميرة فائقة صعد سمو الخديو و اسماعيل صديق باشا الي"السلاملك" و استمرت الزفة سائرة الي باب الحريم بهذه الهيئه و صعد العروس الي أعلي.


وأنجب هذا الثنائي:

 حسن ؛ إبراهيم ؛ فهيمه ؛ سيزا ؛ فاطمه ؛ بهيه ؛ روحيه


أما ملك فتزوجت بعد ذلك من الأمير حسين كامل الابن المفضل للخديو اسماعيل (كانت زوجته الثانية) وأصبحت بعد تولي زوجها العرش "السلطانة ملك" وكانت أول من حمل هذا اللقب من بعد السلطانة شجر الدر.


بعد الخلاف الكبير الذي حدث بين إسماعيل المفتش والخديو اسماعيل، تم الطلاق بين فايقة هانم ومصطفى باشا بعد مقتل إسماعيل باشا بفترة قليلة.

عندما مات مصطفي باشا سنه ١٩٠٤ تزوجت من محمد باشا عزت رئيس ديوان الخديوي عام ١٨٧٦م وأنجبت منه الأمير عزت.و تحول اسمها الي فائقه هانم أفندي عزت و دفنت في مقبرة خاصة بها بالمجاورين

ويقال وللمفارقة التاريخية أن زوج اختها ملك الأمير حسين كامل وقتها كان من ضمن من قتلوا المفتش.


عندما تزوجت الأميرة فائقة من مصطفى باشا بن اسماعيل بن صديق الشهير بالمفتش كلفه الخديوي اسماعيل ببناء هذا القصر لها لتقيم به فجاء تحفة معمارية مبهرة ويضُم القصر العديد من القاعات منها قاعة بالطابق الأرضي يطلق عليها قاعة العرب لأن زخارفها متأثرة بالفن الأندلسي ، ويقع هذا القصر في ١٢ شارع الفلكي بالمنيرة، وفى عام ١٩٣١م استأجرت الحكومة المصرية القصر من ابن الأميرة فائقة الأمير عزت ثم اشترته ليصبح مقرا لنظارة المعارف ومن بعدها وزارة التربية والتعليم، وجرى بناء عدة ملحقات جديدة في حديقة القصر ليستمر مقراً لها حتى اليوم

أهدى لها الخديو قصر " الانشا" كهدية بعد زواجها للاقامة به، هو مقر وزارة التربية والتعليم (الآن).


*******

لطلب كتاب صاحبات السمو الملكي 👑: 

https://alrewaqpublishing.com/product/%d8%b5%d8%a7%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%85%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%83%d9%8a/


#حواديت_إيمان

2024-03-26

متحف الحضارة

 حدوتة ١٦









"متحف الحضارة"


سنة ١٩٤٢ فكر الملك فاروق في فكرة جميلة وهيا إنه يعمل متحف مجمع للحضارة المصرية على مر العصور.


بالفعل تم افتتاح المتحف في فبراير ١٩٤٨  بالسراي الكبرى بالجمعية الزراعية الملكية بالجزيرة وحضر افتتاحه الأميرات فوزية وفائزة فؤاد.


أما المتحف فهو مقفول من سنة ١٩٨٩؛ وكان تم الإعلان عن تجديده وافتتاحه مرة أخرى ولكن المشروع توقف.


 و بيقال والله اعلم أنه يحتوى على المقتنيات اللي تم مصادرتها من القصور زي انتيكات وتابلوهات وتحف.. ولكني اشك في المعلومة لسببين ..


١- أولا لأن ما تم مصادرته تم بيعه في مزادات أو تفرق دمها بين القبائل؛ وفي حد اعرفه شخصيا عنده تمثال من مقتنيات المتحف اشتراه من تاجر انتيكات فده بيثبت أن المقتنيات تفرق دمها بين القبائل.


٢- ثانيا لأن مش معقول هيكون جواه مقتنيات ثمينه ومقفول ومهجور لاكتر من ٣٠ سنه ؛ ده زمان الحرامية اتسلوا عليها اصلا 😃


نرجع لموضوعنا؛ تقدروا تحملوا دليل المتحف سنة ١٩٤٩ من اللينك ده: 👇

https://www.noor-book.com/en/ebook-Math%CC%A3af-alH%CC%A3ad%CC%A3a%CC%84rah-alMis%CC%A3ri%CC%84yah-pdf?fbclid=IwAR22DxPPHoUmqYc96fTs11R8yhLPv3e_a-Gi9Ink6itIW0w94bAntIBiGgA


وتقدروا تطلبوا كتاب صاحبات السمو الملكي من اللينك ده 👑: 

https://alrewaqpublishing.com/product/%d8%b5%d8%a7%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%85%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%83%d9%8a/


#حواديت_إيمان

 

2024-03-25

رمضان والملكية

 حدوتة ١٥



"شهر رمضان" 


في وقت الملكية؛ كان شيخ القضاة المنتدب من وزارة الأوقاف يستطلع هلال شهر رمضان من أعلى مبنى الوزارة؛ وبيتم الإعلان في الإذاعة والمساجد والشوارع إن بكره رمضان؛ وكان كل عمدة قرية ومأمور مركز بيبلغ منطقته إن بكره رمضان.


وفي عام 1935 التقط أحد المصورين صورة فوتوغرافية لوزير المعارف آنذاك مراد سيد أحمد باشا أثناء تدخينه لسيجارة علانية في ميدان السباق بمصر الجديدة، في شهر رمضان، و قد نُشرت الصورة في "مجلة آخر ساعة".


و بالصدفة وقع ذلك العدد في يد ملك مصر آنذاك فؤاد الاول الذي استشاط غضبًا عندما رأي هذه الصورة و قرر فورًا بإقالة الوزير من منصبه.


و الجدير بالذكر أنه في عهد الملك فؤاد و لأول مرة بدأ البث الإذاعي الحكومي في مصر عام 1934، ما مكن الناس من الاستماع لآيات الذكر الحكيم طوال الشهر الفضيل ، حيث كان الملك يأمر بتشغيل أجهزة الراديو لإذاعة القرآن الكريم طوال الشهر و كانت القصور الملكية تستخدم مكبرات الصوت لإذاعة القرآن الكريم وتقام السرادقات في الميادين الكبيرة والمتنزهات لتلاوة آيات الذكر الحكيم والتواشيح الدينية و هي العادة التي أستمرت في عهد ابنه الملك فاروق ايضًا.


ومع بدايات الشهر الكريم من كل عام كان الملك فاروق يصدر أمراً ملكياً بضرورة إذاعة القرآن الكريم طوال أيام شهر رمضان في المحلات و الأماكن التي تمتلك أجهزة الراديو، و كانت القصور الملكية تستخدم مكبرات الصوت لإذاعة القرآن الكريم طيلة أيام الشهر المبارك. كما كانت تقام السرادقات في الميادين الكبيرة و المتنزهات في جميع لتلاوة القرآن الكريم و التواشيح الدينية.

وكان الملك بنفسه بيستمع لآيات الذكر الحكيم بصوت الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي وطه الفشني ومصطفى اسماعيل 

وكان بيتعمل كمان مائدة إفطار في ساحة قصر عابدين؛ واقدم مائده افطار كانت سنه ١٩٠٦ وقت حكم الخديو عباس حلمي الثاني.


وكانت لأفراد الشعب (رجالا و نساءا و أطفالا) بأمر عالي من الخديو


و لأن الشيئ بالشيئ يذكر، فهناك أيضا أمثلة رمضانية أخرى من تاريخ الأسرة العلوية:-


- فى عام 1894 و بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أمر الخديو عباس حلمى باشا الثانى بالعفو عمن قضوا أربعة أخماس مدتهم من المحكوم عليهم أحكاما نهائية، مع إستثناء الهاربين و المحكوم عليهم بالسطو، القتل و قطع الطرق.


- فى عام 1931، أمرت الأميرة أمينة هانم إلهامي وكيل دائرتها بإرسال 60 جنيها إلى محافظ القاهرة لشراء الأكل و الطعام و توزيعهم على الفقراء في كل يوم من أيام شهر الصوم المبارك.


- كانت السلطانة ملك معروفة بعادتها في كل رمضان بتوزيع ريالات ذهبية على الأطفال الفقراء و الأيتام.


واعتاد الملك فاروق علي اقامة (مأدبة المتفوقين )و كان يُكرِّم فيها الطلاب المتفوقين ويدعوهم إلى مائدة إفطار رمضان في قصر عابدين



وبالمناسبة؛ السنة الوحيدة اللي تم إلغاء مكبرات الصوت لإذاعة القرآن بالقصر؛ كانت السنة الأخيرة ومجاش على الملك فاروق رمضان تاني في مصر.


لطلب كتاب صاحبات السمو الملكي 👑: 

https://alrewaqpublishing.com/product/%d8%b5%d8%a7%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%85%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%83%d9%8a/


#حواديت_إيمان

2024-03-24

وقفية الأميرة زينب كامل

 "حدوتة ١٤" 




وقفية الأميرة زينب كامل للعتقاء والعلماء والفقراء



أنشأت الأميرة زينب بنت محمد علي باشا والي مصر وقفية ضخمة في عهد أخيها سعيد باشا كافل الديار المصرية. ووثقتها بحجة صدرت من محكمة الباب العالي بمصر بتاريخ 24 شوال 1277هـ/ 3 مايو 1861م. وهذه الحجة مسجلة برقم/4 قديم سجلات وزارة الأوقاف -مسلسلة رقم 292- ولها ملف تولية برقم 212)، ولها وثائق كثيرة محفوظة بمحافظ عابدين – بدارالوثائق القومية، ومنها المحفظة رقم 168 أوقاف/ عن الفترة من 23/10/1908 إلى 31/3/1952م).


اشتملت هذه الوقفية على سرايتين اثنتين، ولوكاندة، ومساحة من الأراضي الزراعية قدرها: سهمان، و17 قيراطاً، و10.250 فداناً. وأشارت حجة الوقفية إلى أن مصادر تملكها لهذه العقارات والأراضي وهي: حجة الهبة والتمليك الشرعية، الصادرة من محكمة الباب العالي بتاريخ 22 جمادى الأولى 1262هــ، وحجة التبايع الصادرة من المحكمة نفسها بتاريخ 15 صفر 1266هــ، والحجة الشرعية الصادرة من تلك المحكمة أيضاً بتاريخ 11 ذي القعدة سنة 1268هــ. وقد وكَّلت عنها في وقف ذلك كله زوجها يوسف كامل باشا، الذي شغل منصب الصدر الأعظم، وقبل ذلك شغل مناصب رفيعة أخرى بالحكومة العثمانية منها رئاسة مجلس الأحكام العدلية بالآستانة/إسطنبول.


نصت حجة هذه الوقفية على الموقوفات وهي:


جميع كامل السرايتين بمصر المحروسة، بظاهر الأزبكية، وقريباً من قنطرة الدكة، والقنطرة اليسرى وبركة قرموت. واشتملت كل سراية من السرايتين على قصور وحمامات وأود وكشكات وجنينة لطيفة متخللة أرضها بالأشجار المتنوعة وغير ذلك من السواقي والمظلات وآبار ماء معين، ونخيل البلح وأخشاب الكرم، والنارنج، والتمر حنة، والياسمين، والأخشاب المختلفة، وغيره مما دار عليه السياج المحيط بالسرايتين، بما في ذلك الحكر الذي لجهة وقف الخواجا صالح المغربي، وقدره سنوياً 1500 نصف فضة سنوياً.

وجميع كامل قطعة الأرض التي مساحتها 16 قيراطاً و41 فداناً، الكائنة بناحية منية السرج المعروفة بغيط عبدالوهاب، وما استجد بها من القصر والجنينة والوابور المعد للماء والسواقي والدوار، وغير ذلك مما يشتمل ذلك جميعه بدلالة حجة التبايع الشرعية المؤرخة بمحكمة الباب العالي بتاريخ 25 صفر 1266هــ.

وجميع قطعة الأرض التي مساحتها 7 قراريط، و2 فدان بناحية منية السرج أيضاً بشرقي جسر شبرا ولها حدود أربعة عينتها حجة الوقفية.

وجميع كامل الرزقة الأحباسية الطين السواد التي بلا مال «إلى ما شاء الله» المعبر عنها بالجفلك، ومساحتها 2 سهم، و20 قيراطاً و10.199 فداناً، وهي بعد الأبعادية وبعد الرزق المخصصة للجوامع والزوايا وقدرها 1 س و23 قيراطاً و78 فداناً؛ إذا لا دخل لهذه المساحة بهذه الوقفية. وهذه الرزقة واقعة بعدة نواح تابعة لأقليم المنصورة، منها بناحية شاوة سللنت مساحة قدرها 12 قيراطاً و1832 فداناً. وقد امتلكت الأميرة زينب هذه الرزقة وما يتبعها من الأبنية والسواقي والغراس والعدد والمواشي من إبل وبقر وأثوار وجواميس وخيول وحمير وآلات زراعية وحاريث ونوارج وقصابيات وفؤوس ومعازيق وغيرذلك من المنافع والحقوق التابعة والمنسوبة إلى الجفلك، وذلك بموجب تقسيط ديواني صادر لها بأمر أبيها محمد علي باشا ومؤرخ في غرة رجب سنة 1255هــ 10 سبتمبر 1839م.

وجميع كامل اللوكاندة التي أنشأتها الأميرة زينب، وأعدتها لسكن الإفرنج الإنكليز. وكانت كائنة بخط الأزبكية قريباً من قنطرة الدكة بجوار السرايتين المذكورتين. وقد تم الانتهاء من بناء هذه اللوكاندة لتحل محل مدرسة الألسن قبل تاريخ تحرير حجة هذه الوقفية.

وتضمنت حجة الوقفية وصفاً تفصيلياً بديعاً للمكونات المعمارية للوكاندة، وعندما تقرؤه فكأنك تتجول في أرجائها وتستمتع بمناظرها الرائعة، وذلك طبقاً للتوثيق الوصفي لها الوارد بالحجة الشرعية الصادرة من محكمة الباب العالي بتاريخ حادي عشر من ذي القعدة 1268هــ. وهذا الوصف بتمامه هو الآتي:


«اشتملت اللوكاندة على: واجهة شرقية بالحجر الفص النحيت، ومركب عليها من قبلي وبحري درابزين خشب خرط علو داير ن الحجر النحيت بالواجهة المذكورة. وسلم سبع درجات داير من الجهتين، ويتوصل منه إلى بسطة بها باب مقنطر بالحجر يغلق عليه درفتا باب خشب، يدخل منه إلى دهليز به يمنةً باب يغلق عليه درفتا باب من الزجاج، يدخل منه إلى أوده سقفة رومياً بها أربعة شبابيك شيش مطلين على الطريق –البركة- وشباك مطل على الأودة الآتي ذكرها فيه، وبالدهليز المذكور يسرة باب معلق عليه درفتي باب زجاج يدخل منه إلى أوده مسقفة رومي بها أربعة شبابيك شيش مطلين على الطريق والبركة، وبالأودة المذكورة باب يدخل منه إلى مسقفة رومي بها أبرع شبابيك اثنان منهما على الطريق والبركة والآخران على الفسحة الآتي ذكرها فيه.


وبالأودة المذكورة بابان، أحدهما موصل للدهليز المذكور، به مكتبان خشب مقفلين بالزجاج، والثاني موصل للفسحة المذكورة، ويتوصل من باقي الدهليز إلى فسحة مستطيلة مسقفة بالرومي، بها يسرةً ست أود مسقفين رومياً، بكل منها شبابيك شيش مطلين على الطريق، ومزيرة وكرسيين راحة وباب موصل لحوش كشف سماوي به خمس أود مسقفين رومي، بكل منها شباك خرط طل على الحوش، به أصلح لنج وكرسي راحة، وباب موصل للجنينة.


وبالفسحة المذكورة باب يغلق عليه درفتا باب من الزجاج، يدخل منه إلى حل كبير مسقف رومياً، ركب عليه ملقف زوجي مركب عليه أربع بوايك من الخشب مركبين على عامودين من الخشب به ست شبابيك مقفلة بالزجاج، ثلاثة منها مطلة على الطريق والبركة، والثلاثة الأخرى طلة على الجنينة المذكورة تجاه الداخل باب مركب عليه درفتي باب زجاج يدخل منه إلى دهليز مستطيل سقف رومياً، به أربعة عشر أوده مسقفات رومياً، لكل منها شبابيك شيش مطلة على الطريق والجنينة.


وبوسط الفسحة المذكورة باب موصل للجنينة المذكورة مغروس بها أشجار متنوعة، وبوسطها فسقية مركب عليها جمالون بوص وبالفسحة المذكورة سلم داير بجهتين يأتي ذكره فيه. سفله باب موصل لجنينة ثانية يأتي ذكرها فيه. وبالفسحة المذكورة ستة كراسي راحة، وباب موصل للجنينة الموعود بذكرها وبالفسحة المذكورة باب يدخل منه إلى دهليز مستطيل به يسرة ثمانية حمامات أفرنكي، بكل منها مغطس وشباك مطل على الجنينة، بأقصى الدهليز باب موصل للأود المذكورة.


يتوصل من السل الموعود بذكره أعلاه إلى فسحة مستطيلة بها خمس عشرة أودة مسقفات رومياً، بكل منها شبابيك شيش مقفلين بالزجاج مطلين على الجنينة والطريق، وبأقصى الفسحة يمنة سلم ثلاث درجات يصعد من عليه إلى فسحة مستطيلة ركب عليها ملقفين بها يمنة ويسرة تسعة عشر أوده مسقفات رومياً، بكل منها شبابيك مطلة على الطريق والجنينة، وبالفسحة المذكورة سل هابط وصل للفسحة الأخرى، وبأقصى الفسحة كرسي راحة وباب موصل لدهليز مستطيل ومسقف رومي به تسع أود وثلاث كراسي راحة.


ويتوصل من الدهليز المذكور إلى فسحة صغيرة بها باب موصل لفسحة ثانية بها يمنة أوده بها شباكان على الجنينة، وباب يدخل منه إلى فسحة مستطيلة مركب عليها ملقف بها ثماني أود بكل منها شباك مطل على الجنينة، وبأقصى الفسحة باب موصل لفسحة صغيرة بها باب يدخل منه إلى فسحة بها ستة كراسي راحة وباب موصل للفسحة الأولى المذكورة، ويدخل من الباب الموصل للجنينة الموعود بذكرها إلى الجنينة ومهي مغروس بها أشجار متنوعة، وبها إسطبلات وحواصل وساقية بير ماء معين، كاملة العدة والآلة، مكمل ذلك جميعه بالأبواب والسقف الرومي والشبابيك الشيش المقفلة بالزجاج مفروش أرض ذلك جميعه بالبلاط الكدان منقوش سقفه وذلك بأنواع الدهانات، مسبل الجدر بالبياض، وما لذلك جميعه من المنافع والمرافق والتوابع واللواحق والحقوق بالصفة التي عليها ذلك الآن، المجاور ذلك من الجهة القبلية للسراي المروفة بسراي الرجال المذكورة أعلاه».


وحتى تتمكن الأميرة زينب من إبرام حجة هذه الوقفية الضخمة كان عليها الحصول على موافقة أخيها والي مصر آنذاك محمد سعيد باشا. وإلى ذلك أشارت حجة الوقفية وأثبتت أنها تمت حسب توكيل زينب لزوجها من ناحية، ومن ناحية ثانية حسب الأمر الصادر بذلك، من محمد سعيد باشا، والمحرر ومؤرخ بتاريخ 7 شوال 1277هــ، والمقيد بنمرة 30 الشامل لذلك ولغيره والمكتوبة صورته باللغة التركية على الخطاب المحرر باللغة التركية أيضاً ومؤرخ بتاريخ 11 شوال 1277هــ.


ونصت الحجة على أن الأميرة زينب أنشأت هذا الوقف على نفسها من تاريخه تنتفع به مدة حياتها، ثم من بعدها يكون وقفاً على من سيحدثه الله له من الأولاد، فإن توفيت عن غير ذرية، أو كانوا وتوفوا كلهم، يكون ذلك مصروفاً على ما يبين فيه وهو:


حصة قدرها سدس الريع، يكون لزوجها مدة حياته، ثم من بعده يكون لأولاده وذريتهم إلى حين انقراضهم، فإن توفي عن غير ذرية يكون ريع الثلث ن الحصة التي قردها الربع مصروفاً في مصالح ومهمات إقامة شعائر الجامع الأزهر، وباقي ريع الربع المذكور يصرف في ثن خبز قرصة يلحق بجراية الجامع الأزهر ويفرق على السادة العلماء الحنفية المدرسين، فإن تعذر للجهتين المذكورتين، يصرف للفقراء والمساكين من المسلمين أينما كانوا وحيثما وجدوا.

حصة قدرها ربع الريع، تكون وقفاً مصروفاً لعتقا حضرة الموكلة الواقفة؛ بيضاً وسوداً، وحبوشاً، ذكوراً وإناثاً، مع مشاركة عتقا الست نور قادن حرم جنتمكان محمد علي باشا؛ بيضاً وسوداً وحبوشاً، ذكوراً وإناثًا بالتفاضل بين جميع العتقا؛ للواحد أو الواحدة من العتقا البيض ضعف الواحد أو الواحدة من العتقا السود والحبوش، ثم يكون على أولادهم وذريتهم حين انقراضهم، فيؤول الثلث من تلك الحصة التي قدرها الربع إلى مصالح ومهمات وإقامة شعائر الأزهر الشريف. والثلثان باقي ريع هذه الحصة يصرف في ثمن خبز قرصة يلحق بجراية الأزهر ويفرق على السادة العلماء الشافعية والمالكية المدرسين به، فإن تعذر الصرف للجهتين صرف للفقراء والمساكين المسلمين.

حصة قدرها الثمن من إجمالي الريع، تكون وقفاً على خادمي الأميرة زينب ذكوراً وإناثاً غير عتقائها، وهم الذين تعاطوا خدمتها إلى حين وفاتها، بمن فيهم السادة القراء المعينون لقراءة القرآن بسراي الواقفة حال حياتها، بالتفاضل بينهم. فيكون للواحد أو الواحدة ممن خدمها أو قرأ القرآن بالسراي المذكور عشر سنوات فأكثر ضعف ما للواحد أو الواحدة ممن خدمها أو قرأ القرآن بالسراي أقل من عشر سنوات. ثم من بعدهم يكون نصيبهم للعتقاء المذكورين سابقاً.

حصة قدرها الثلث من ثمن الريع، تكون وقفاً على عمل مولد شريف يشمل قراءة قرآن وأذكاراً في كل سنة بمسجد وضريح حضرة جنتمكان الحاج محمد علي باشا بالقلعة. وفي وجوه خيرات وقربات وصدقات وقراءة قرآن وتفرقة خبز قرصة وتسبيل ماء عذب ورمي خوص وريحان رطبين على تربة الموكلة الواقفة التي ستدفن فيها أيام الجمع والأعياد على الدوام والاستمرار. فإن تعذر الصرف على ذلك يكون هذا القدر مصروفاً للفقراء والمساكين المسلمين.

حصة قدرها نصف السدس من الريع، تصرف لعتقاء جنتمكان الحاج محمد علي باشا، الفقراء المحتاجين، الذكور والإناث، السود والحبوش بالسوية بينهم، فإذا مات أحدهم انتقل نصيبه لباقيهم، إلى حين انقراضهم، ثم يؤول ليكون وقفاً مضافاً لثلث الآتي ذكره، ليصرف في مصارفه ويكون حكمُه كحكمِه.

حصة قدرها ثلث الريع، تكون وقفاً مرصداً على مصالح ومهمات وإقامة شعائر أربع عشرة جهة هي مساجد: الحسين، والسيدة زينب، والسيدة سكينة، والسيدة نفيسة، والسيدة فاطمة النبوية، والسيدة عائشة، والإمام الشافعي، والإمام الليث بن سعد، والشيخ عبدالوهاب الشعراني، والشيخ علي الخواص، والأستاذ العيني، الشيخ سعد الله الحسيني، وعلى الفقراء المقيمين والمترددين على تكية الكلشني، وتكية المولوية بالقاهرة أيضاً. فإن تعذر الصرف على تلك الجهات الأربعة عشرة، يكون ريع ذلك مصروفاً على الفقراء والمساكين المسلمين حيثما وجدوا وأينما كانوا.

بعد وفاة الأميرة زينب وبعد وفاة زوجها، آلت هذه الوقفية إلى ثلاث فئات من الذين اشترطت أيلولة ريع الوقفية إليهم وهم: العتقاء، والعلماء، والفقراء. أما العتقاء فكانوا رجالاً ونساءً، من الخدم والذين عملوا في حاشية الأميرة من السود والبيض والحبوش. وكانوا في أغلبيتهم يجمعون بين صفتي العتق (التحرر) والفقر. وأما العلماء فكانوا من مدرسي المذهبين الحنفي والشافي بالأزهر الشريف.


ومن وقائع استحقاق علماء المذهبين الحنفي والشافعي في ريع هذا الوقف: أن المستحقين منهم اتفقوا بوساطة الإمام محمد عبده في سنة 1903م مع دائرة سعيد حليم باشا ناظر الوقفية يومئذ، على أن يصرف لكل شخص خمسة عشر رغيفاً شهرياً، وفي آخر السنة تجري المحاسبة عن باقي الريع ويوزع عليهم نقداً. وفي سنة 1914م أحيل الوقف إلى وزارة الأوقاف، فجرت على هذه الطريقة لغاية سنة 1921م، ثم توقفت في سنتي 1922م، و1923م، فلم تصرف لهم هذه المبالغ، بل أرادت ضمها لميزانية المعاهد الدينية وتوزيعه على العلماء ضمن مرتبات وظائف التدريس. وكان راي وزارة الأوقاف أن هذا الإجراء مطابق لأحكام الشريعة، ولشروط الواقفين كما أفتى بذلك مفتي الوزارة. (مضبطة الجلسة رقم 28 – بتاريخ 9 شوال 1344هــ/13 مايو 1924م، ص 337).


وحسب إحصاءات ميزانية الأزهر عن سنة 1941م، قدرت مرتبات العلماء الأحناف وجرايتهم من الخبز بمبلغ 3353 جنيهاً، ولم يتغير هذا المبلغ كثيراً حتى نهاية الخمسينيات، أما في الستينيات فقد وصل إلى 7631 جنيهاً، وفي سنة 1981 وصل إلى 17000 جنيه، ثم زاد مرة أخرى إلى 27000 جنيه، ابتداءً من سنة 1990م. (ملحق ميزانية الأزهر سنة 1940/1941م، دار الوثائق القومية، محافظ الأزهر، محفظة رقم 45. ومذكرة برقم/6 لسنة 1991م، بشأن النظر في تخصيص 10000 جنيه أخرى من خيرات وقف زينب بنت محمد علي، بملف التولية رقم 212).


ولم تخرج الأميرة زينب في ترتيب شئون إدارة وقفيتها هذه عن المعتاد في ذلك العصر؛ إذ اشترطت على الناظر والمتولي أن يبدأ من الريع بعمارة الموقوفات ومرمتها وإصلاحها، ولو صرف في ذلك جميع غلته. وأن يدفع الحكر المعين على جزء من أراضي الوقفية لجهة وقف الخواجة صالح المغربي. وجعلت النظارة لها، ثم لزوجهاً، ثم من بعدهما تكون للأرشد فالأرشد من عتقائها، ثم من بعدهم جميعاً تكون لناظر أوقاف الحرمين الشريفين بمصر. أما النظر الحسبي (الولاية العامة على الوقف) فمن بعدها يكون لوالي الديار المصرية. واحتفظت لنفسها بالشروط العشرة المعروفة، ولزوجها من بعدها، دون أن يكون لأحد آخر غيرهما استعمال هذه الشروط. وتضمنت خاتمة الحجة التأكيد على عقدة الوقف، والدعاء لمن أعان على بقائه، وتحذير من يسعى في إبطاله بسوء العاقبة في الدنيا والآخرة. وتحررت في 14 شوال 1277هــ.


كان من الذين حضروا مجلس الإشهاد على كتابة حجة هذه الوقفية وتوثيقها أحد عشر من كبار العلماء والأعيان ورجال الحاشية بمصر في عهد الوالي محمد سعيد باشا، وهم يومئذٍ: الشيخ شمس الدين محمد العباسي المهدي الحنفي، مفتي السادة الحنفية بمصر، والشيخ برهان الدين السقا الشافعي الأزهري، والشيخ نور الدين علي البقلي الأزهري، والشيخ شمس الدين محمد الرافعي الحنفي الأزهري، والشيخ إسماعيل الحلبي الحنفي الأزهري، والشيخ مصطفى حلبي الحنفي الكلشني، والشيخ عبدالله الرافعي الحنفي الأزهري، من أهل العلم بالأزهر الشريف، والجناب المفخم عثمان بك، وكيل دائرة الموكلة زينب بنت محمد علي باشا، والحاج بلال أغا الأسمر، معتوق السلطان عبد المجيد خان، والحاج سليمان أغا الشهير بالحكيم الحبشي، والحاج سيف الدين أغا الحبشي معتوق محمد علي باشا.


والأميرة زينب هي أصغر بنات محمد علي باشا، وأمها إحدى مستولداته اسمها شمع نور قادن. ولدت زينب في حدود سنة 1244هــ في القاهرة، وتزوجت في سنة 1264هــ من يوسف كامل باشا، ثم هاجرت هي وزوجها للآستانة سنة 1268هــ في عهد عباس الأول، وهناك ترقى زوجها في المناصب حتى صار صدراً أعظم للدولة العثمانية، وبقيت في إسطنبول حتى توفيت دون ذرية، ودفنت هناك في سنة 1302هــ. وقيل إن أخاها البرنس حليم باشا استغل فترة مرضها وقام بتحوير وقفياتها وجعل القسم الأكبر منها له ولأولاده. وقد وصفت حجة الوقف الأميرة أنها: «درة إكليل الدولة العلية، وغرة جبين الدوحة العثمانية، صاحبة المجد والإقبال، ساحبة ذيل العز والإجلال، تاج فرق ذوات الإحسان، فخر صاحبات العفة وعلو الشان، الست زينب هانم كريمة حضرة مولانا المرحوم بالرحمات الواسعة جنتمكان الحاج محمد علي باشا».


(المصدر: موقع إضاءات)


 إبراهيم البيومي غانم

منتدى العلماء

*******


لطلب كتاب صاحبات السمو الملكي 👑: 

https://alrewaqpublishing.com/product/%d8%b5%d8%a7%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%85%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%83%d9%8a/


#حواديت_إيمان

2024-03-23

الأميرة زينب كامل

 حدوتة ١٣ 







حدوتة ١٣ 

"الأميرة زينب كامل "

«درة إكليل الدولة العلية، وغرة جبين الدوحة العثمانية، صاحبة المجد والإقبال، ساحبة ذيل العز والإجلال، تاج فرق ذوات الإحسان، فخر صاحبات العفة وعلو الشان، الست زينب هانم كريمة حضرة مولانا المرحوم بالرحمات الواسعة جنتمكان الحاج محمد علي باشا».

*******

هي أصغر أنجال محمد علي باشا والي مصر، وُلدت عام 1244هـ / 1825م في القاهرة، والدتها شمع نور قادين أفندي من محاظي محمد علي باشا، وهي چركسية الأصل، ويُقال أنها كانت مُدللة من والدها وتلقت تعليمًا خاصًا في القصر، شأنها شأن أخواتها، لكنها تفوقت في الدراسة بشكلٍ ملحوظ؛ لأنها كانت مولعة بالقراءة والكتابة، وهو ما أسعد الباشا حتى أنه أمر بإحضار بعضًا من نصوصها؛ لمتابعتها، وقد طلب منها في إحدى رسائله الشخصية لها أنْ تستمر بالتعلم وتُحرز تقدمًا فيه وتُبلغه دائمًا.

كان للتعليم المبكر الذي تلقته الأميرة الأثر الأكبر في تكوين شخصيتها، فعندما أصبحت شابة كان لهذا التعليم تأثيرًا مهمًا، في ثقافتها، وعقلها الراجح، وأخلاقها الراقية، لدرجة حدت بمحمد علي أنْ يُرسلها إلى استامبول لحضور زفاف شقيقة السلطان العثماني محمود الثاني؛ وذلك لثقته في أنها ستكون خير سفير له في الآستانة، وفي نفس الوقت أرسل محمد علي لنفس العُرس مندوبًا عنه حاملاً هداياه للسلطان العثماني وهو، يوسف كامل أفندي الذي كان يشغل منصبًا مُهما في الديوان الخديوي

ويوسف كامل أفندي، من مواليد ملاطية أرابجير عام 1223هـ/1808م، والده إسماعيل بيزيد محمد بيه من سلالة جوكبيي، عندما فقد والده في سن مبكرة، نشأ مع عمه جومروكوش عثمان باشا، بينما كان عمه حاكم قيصري وبوزوك سنجق، تعلم العربية والفارسية إلى جانب العثمانية بعد أنْ سافر مع عمه إلى استانبول، وعندما بلغ الخامسة والعشرين، شاهد حُلمًا مفاده أنه كان جالسًا مع محمد علي في مرج أخضر، وبعد ذهاب محمد علي كان قد نسي صندوقًا ذهبيا في مكان جلوسه، وعندما وجده كامل هرع إلى محمد علي؛ ليُعطيه الصندوق فكافأه مكافأة عظيمة، فقرر تحقيق ما رآه وسافر بالفعل عام 1833م إلى مصر، وبعد سبعة أو ثمانية أشهر من وصوله استطاع أنْ يكتسب ثقة محمد علي فتم تعيينه كمساعد ثانٍ له في أمور الديوان الخديوي

وبسبب هذه الثقة، ولأنّ محمد علي كان ذو نظرة ثاقبة فقد رأى أنّ هذا الشاب سيكون ذو شأنٍ في يومٍ من الأيام، لما لديه من طموح كبير، فأراد ترتيب زواجه من ابنته المدللة الصغيرة زينب؛ لأنه رآه جديرًا بهذه الزيجة وهذا النسب، إلا أنّ إبراهيم باشا نجل محمد علي وشقيق زينب الأكبر عارض وبشدة هذه الزيجة وكذلك حفيد محمد علي ، عباس حلمي اللذان رآ أنّ يوسف ينحدر من أصول متواضعة، وعارض بعض الأمراء والأميرات كذلك، حتى أنّ العروس نفسها قد تأثرت بتلك المعارضة في بادئ الأمر، واعترضت هي الأخرى على زواجها – وهنا يجب أن نذكر من هذه الواقعة مدى إدراك محمد علي في تعامله مع حريم قصره، وعدم إرغام بناته على الزواج ممن يختاره لهن – فطلب منها مُهلة للتفكير والتعرف عن قُرب على يوسف كامل؛ لتُقرر بعدها ما إذا كانت ستقبل دون أي تأثيرات من القصر أو سترفض بشكل نهائي

لم يقوى يوسف كامل على الاعتراض على هذا التأخير في الزفاف، بل انتظر ما سيسفر عنه  مُخطط الباشا له، وقد ذكرت صوفيا لين بول الكاتبة الإنجليزية وصاحبة كتاب “حريم محمد علي” هذا التأخير في إحدى رسائلها التي كتبتها أثناء إقامتها في مصر في يناير عام 1844م، فقد خشيت أنها لن تتمكن من اللحاق بمراسم الزفاف، إذا ما سافرت إلى إنجلترا، لكنها خشيت السؤال عن أسباب هذا التأخير – على حد قولها.

وبالفعل تحققت نبوءة محمد علي في رجاحة عقل ابنته، فقد وافقت الأميرة زينب وبحلول أواخر عام 1845م، على إتمام الزواج من يوسف كامل، فقد رأت فيه شخصية مثقفة واعية، تتناسب مع شخصيتها التي تكونت في قصر والدها – وهو الأمر الذي راهن عليه محمد علي – وبرغم شراسة المعارضة، إلا أنّ إصرارها على الزواج من كامل جعل كل العراقيل تسقط واحدًا تلو الآخر، ويُمكننا القول أنها قصة زواج بدأت بالعقل وكُللت في النهاية بالعاطفة

وفي سنة ١٢٦٤ هـ تأهلت بالمرحوم يوسف كامل باشا،المساعد الثاني لأمور ديوان محمد علي باشا - والذي اعترض إبراهيم باشا وغيره من أفراد أسرة محمد علي باشا على زواجه من زينب هانم.. 
لكن الحب انتصر وأقيم حفل زفاف كبير لبنت الباشا استمر لمدة ثمانية أيام تحاكت عنه الناس في قلب إسطنبول وذلك بعد ست سنوات من معركة نصيبين التي هزم فيها إبراهيم باشا (شقيق العروسة) الجيش العثماني وهدد حصون إسطنبول لولا التدخل الدولي آنذاك.. وأقيمت لها الأفراح في مصر إلى الدرجة التي لم يسبق لها مثال وكان زفافها في سراي الأزبكية.

تروى لنا الدكتورة يسرا سلامة تفاصيل حفل زفاف زينب هاتم بنت محمد علي باشا في إسطنبول بصحبة شقيقها الأمير محمد علي الصغير نقلا عن صوفيا لين بول وهي إحدى المدعوات التي سجلت تفاصيل حفل زفاف الأميرة زينب من يوسف كامل أفندي الذي ترقى في المناصب بعد الزواج حتى شغل منصب الصدر الأعظم في الدولة العثمانية بعد نحو عشرين عاما من زواجه.

لتصف لنا صوفيا لين بول في كتابها مظاهر حفل الزفاف – الذي استمر ثمانية أيام كاملة – فتقول: “تمت دعوتي الي العُرس قبل يومين من الموعد لبدء الاحتفالات، التي كانت في الثامن عشر من ديسمبر 1845م، فتوجهت بصحبة صديقتي الإنجليزية الحميمة “مدام ليدر”، وسرنا في الطريق إلى القلعة وقد زُينت بعدد لا حصر له من الزينات الزجاجية الجديدة المعلقة في فروع الاشجار وكأنها فاكهة، حتي إذا صعدت التل ووصلت الي مدخل القصر: وجدت سائر الحريم الذي لا يتخطاه أي رجل سوى سيد القلعة”.

وتستطرد قائلة أنه “استقبلها جيش من الأغوات والجواري السود، فلما دلفت وجدت سربًا من الجواري البيض صحبنها إلى الصالون العلوي الكبيرحيث كانت العروس جالسة فوق مجموعة من الوسائد المطرزة بالذهب، وبجوارها شقيقها الأمير محمد علي أصغر أولاد الباشا وهو في سن الثانية عشرة، وعن يسارها وقفت اختها الأميرة “نظلة” زوجة محمد بك الدفتردار، وأكبر بنات الوالي، وهي تبذر وابلاً من العملات الذهبية والفضية المخلوطة بحبات الملح والشعير لدرء عين الحسود، وتزاحم النسوة لالتقاط العملات الذهبية , وبعدها غادرت العروس الصالون مثقلة بما ترتديه من ذهب ومجوهرات، وصاحبتها الجواري بالدفوف وصيحات الزغاريد”.

وكان أهم ما تضمنه تقرير صوفيا عن الزفاف: هو وصفها لكنز المجوهرات التي أُهديت إلى زينب هانم، ويبدو أنّ أم العروس كانت تشعر بشغف تلك الضيفة الأجنبية لرؤية مجوهرات ابنتها، فبدأت بالهدايا التي قُدمت إليها من عند العريس، وفي غرفة مجاورة رأت صوفيا أشياء كثيرة نفيسة وجميلة من مجوهرات وملابس واطقم فضية.

وبعد أن أبدت صوفيا إعجابها بهذه الهدايا النفيسة، قيل لها أنّ نظلة هانم قد أمرت بأن يكون لها شرف رؤية مقتنيات العروس الشخصية المحفوظة في غرفة أخرى، حيث أمكنها أنْ تمسكها في يدها وتُمعن النظر في الحزام الماسي الذي أهداه الباشا لابنته، وسمعت من مصدر موثوق أنّ الماس الذي أعطاه الباشا لها تبلغ قيمته 200 الف جنيه استرليني، والعقد 37 ألف جنيه، والقرط 12 ألفًا، والأساور عشرة آلاف جنيه.

أما العقد فمكون من فصوص البرلانتي الكبيرة، وتركيبته من الفضة، ويقال أنه لا مثيل له في أورزبا، ومما زاد في سعره صعوبة العثور علي الماسة الرئيسة، كما شاهدت صوفيا عددًا من الخواتم الماسية الرائعة وكان واحدًا منها يحتوي علي حجر من البرلانتي ذو حجم مهول، ومن الغريب أنه ­ باستثناء سبحة من اللؤلؤ ­ كانت جميع المجوهرات من الماس، وحلي الرأس الذي يبدو علي شكل أغصان كلها من الماس، وغاية في الفخامة.

وقد أثار إعجابها الشديد تاج رائع الجمال، كما وجدت ضمن الأشياء المبهرة، ساعتين في إطار مُرصعتين بفصوص غزيرة من الماس، وكانت الجواري يتبارين في تقديم جميع الاشياء لأتطلع اليها وكان السؤال دائمًا: “هل رأيت هذا؟”، و”هل تفحصت ذاك”، وكان كل شيء في الواقع رائعًا بدرجة تفوق أكثر تطلعاتي.

وكانت هدية أم العروس، عبارة عن صندوق صغير رُصع كله بالماس، ولكني لا أعلم كيف يُستخدم!!، وبينما كنت مشغولة بفحص هذه الأشياء المُبهرة الغريبة: دخلت جارية ودعتني للانضمام إلى باقي السيدات الأوروبيات اللاتي حضرن لتوهن، فتأهبت لطريق الرحيل الطويل، ووجدتهن يحطن بنظلة هانم، التي جلست في منتصف الديوان العلوي تهيمن علي المراسم وبعد قليل قامت سموها، وتبعتها جاريتان تحملان ذيل فستانها وقادتنا الي صالون آخر لتناول طعام العشاء، لمائتي شخص بطريقة أوروبية كاملة، وليس فيها شيء يوميء لنا بالشرق سوى ثمار الموز، فالأطباق والشوك والسكاكين وفوط المائدة منسقة علي الطريقة الاوربية، بداخل كل منها الخبز كما نفعل في أوروبا، وكان العشاء يتكون من وجبات باردة.

ولم تجلس نظلة هانم علي رأس المائدة ذات الطول الشاسع، بل جلست في وسط أحد الجانبين، وتُلقي بعض النظرات من طرفي عينيها علي ضيوفها، وتمزح أحيانًا علي الواقفات خلف مقعدها، وكان مجلسي قريبًا منها، وعلي يساري زوجة محمد سعيد باشا – شقيق العروس – تلك الفتاة الجذابة ذات الوجه الرائع والقوام الفاره الأهيف، وهي غاية في الرشاقة في سلوكها، وكان أميز صفاتها طبيعة سمحة تشع فتضيء محياها المعبر الساحر، لقد تم زواجها في العام الماضي “1844” من سعيد باشا ابن محمد علي، و تقول: “ما اتمناه أن يصون هذه الجوهرة”.

ولم يمض وقت طويل حتي دَخلت غرفة الحريم الموسيقية وعُزفت مقطوعات مرحة، وبعدها قادتنا نظلة هانم إلى حجرة مجاورة وطلبت من الضيفات أنْ يجلسن، وشاهدنا عددًا من العروض الراقصة من فتيات تركيات وأوروبيات، ثم دخلت امرأتان من “العوالم” المصريات وتعتبران أحسن مطربتين في مصر، وعزفت الجوقة بعض الألحان العربية الجميلة ولكن العالمتين لم تصاحباها بالغناء، بل قامتا بالرقص علي الطريقة العربية، ولقد قام عديد من الرحالة بوصف الرقص الشرقي، لهذا يكفيني أن أقول أنه مثير للاشمئزاز إلى أقصى حد، وكانت تلك نهاية اليوم الأول في احتفالات الاميرة زينب.

ولما توفي محمد علي وتولى عباس باشا حكومة مصر واشتدت البغضاء بينه وبين الأمراء "المورهليين": باقي بك، وسامي باشا، وكامل باشا، وسائر العائلة الخديوية، واضطروا للهجرة من مصر.

لم تمضِ سنوات قليلة إلا وقد تبدل الحال بعد تولية عباس الأول الحكم في 1848م، ثم وفاة محمد علي باشا، حين قام عباس بتولية يوسف كامل حكم السودان، إلا أنه امتعض عن تنفيذ القرار – فقد كان عباس يود أنْ ينفيه بعيدًا عن مصر، هو وسامي باشا السكرتير الخاص بمحمد علي؛ لأنه اعتقد أنهما وغيرهما سببًا مباشرًا في تأليب جده عليه – فقام بنفيه إلى أسوان عام 1849م، وأصر على تطليقه من زينب هانم وتجريدها من أملاكها، إلا أنّه تمكن من بعث رسالة سرًا إلى مصطفى رشيد باشا الصدرالأعظم في الآستانة، لإنقاذه، فتمّ نقل يوسف كامل باشا – حصل على البشوية في نفس عام زواجه – بعد إطلاق سراحه من السجن بموجب مرسوم السلطان إلى استانبول، ولحقته زوجته الأميرة زينب التي كانت قد سبقتها إلى هناك شقيقتها الكبرى “نازلي
هاجرت مع زوجها كما هاجرت أختها الأميرة نازلي هانم أفندي إلى الأستانة وذلك في حدود ١٢٦٨هـ، فأكرمت الدولة العلية مثوى الجميع وتقلب كامل باشا في مناصب الدولة حتى صار صدرا أعظم في مدة المرحوم السلطان عبد العزيز ثم توفي في حدود التسعين.

وبقيت في الأستانة في منزلها الكائن في يمدان السلطان بايزيد ومنزله الساحلي في بيتك الشهير داخل الخليج القسطنطيني.

وتوفيت في ربيع سنة ١٣٠٢ هـ  ١٨٨٤ م ودفنت في مدفنها الخصوصي خارج "إسكدار" في الموقع المعروف بقره جه أحمد سلطان وكان لوفاتها وجنازتها شأن عظيم في عموم الأستانة.

وهنا مقبرتها بجوار زوجها ومدفون معهم سيدة تدعى زهرة؛ ربما تكون إبنه بالتبني
https://youtu.be/LrlZHGXWGao?si=7-Wpm-6NnJgRPWIP

وخلفت من الأموال والجواهر والأراضي والعقارات شيئا قد لا يقل عن ثلاثة ملايين جنيه ولم تعقب ذرية لا هي ولا زوجها، وورث جميع ذلك أخوها المرحوم البرنس عبد الحليم باشا بن محمد علي باشا فمما تركت من العقارات الشهيرة سراي بيك وسراي ميدان السلطان بايزيد، ومن ذلك اسهم الشركة الخيرية، وهي شركة "وابورات البوغاز" في الأستانة ولا تقل عن أربعين "وابورا"، وسراي الأزبكية في مصر وسراي شبري الصغيرة.

وكانت -رحمها الله- كثيرة الخيرات والمبرات، سخية اليد، علايةالنفس، محبة لإعانة الفقراء وإغاثتهم، كانت تصرف على كثير من البيوت حتى بلغ من كان يعيش بإحسانها في انفس الأستانة فقط أكثر من أربعمائة عائلة.

ولها أوقاف عظيمة أوقفتها على نفسها وزوجها وذريتها، ثم جعلت ربع تلك الأوقاف لجملة محلات مباركة كالمسجد الحسيني في مصر ومساجد السيد نفيسة والسيدة زينب وغيرهما نحو ١٤ مسجدا وعدة  تكايا منها المولوية والنقشبندية والكاشنية وعلى ليلة المعراج وليلة القدر في قراءة القرآن بمسجد والدها في قلعة مصر.

وجعلت من ذلك الربع قدرا لمدرسي الفقه الحنفي في الجامع الأزهر ومدرسي الفقه الشافعي والمالكي والحنبلي وخصصت لكل تخصيصات.

ثم إنها خصصت ربعا من ذلك أيضا لكل من قرأ القرآن في سراياتها ولكل من خدمها أو لازمها إلى حين الوفاة من الرجال والنساء وجعلت لمن يبلغ زمن ملازمته لها أو قيامه بخدمتها عشر سنين فأكثر ضعف من كان زمنه أقل من ذلك وكذلك لعتقائها وعتقاء أمها وفقراء معتوقي والدها ومن خيراتها مساهمتها بالاشتراك مع زوجها في بناء مستشفى في مدينة "إسكدار" من دار الخلافة وسبيل في قصبة قرطال بقرب "إسكدار".

وأوقفت عليها الأوقاف الكافية، كما أوقفت على قبرها وقبر زوجها وعلى بعض التكايا والزوايا في الأستانة ويغرها.

وكانت متوسعة في دائرتها مطموعا فيها لمالها وسخائها، ومحترمة جدا في جميع دوائر الدولة حتى إنها كانت معتبرة جدا في السراي السلطاني ولدى جلالة الخلفاء العظام عموما وجلالة سيدنا أمير المؤمنين خصوصا، وكان لها وقع سياسي في الأحوال المصرية في شأن العصبة العرابية.

قيل: إنها صرفت من أربعين إلى خمسين ألف جنيه لمساعدة أخيها البرنس حليم باشا، حتى إن الحكومة قبضت على وكيل دائرتها في مصر عثمان باشا لتداخله بأمرها مع عصبة الأشقياء لتستميلهم إلى أخيها.

وكان أخوها قد قل ماله وكانت تعينه كما تعين غيره من العائلة، ولما دنت وفاتها أوصت له بكثير من أموالها وعقاراتها.

قال أهل الاطلاع على حقيقة حالها: إنها أصيبت بشيء من اختلال الشعور قبل موتها بمدة. وفي تلك المدة اهتم البرنس حليم باشا بتحوير الوقفيات وحصر قسمها الأعظم فيه وفي أولاده، واستغل الفائدة من ذلك الوقت على أن توفي في سنة ١٣١٢.

وحينئذ قام بعض الناس وحرك أصحاب الحقوق بالمطالبة، وسنتحدث غدا عن أوقاف الأميرة .
*****

المصادر:
١- كتاب الدر المنثور في طبقات ربات الخدور
[زينب فواز)
٢- د. يسرا سلامة ؛ صفحة تاريخ بدون تشويه 

*******
لطلب كتاب صاحبات السمو الملكي 👑: 
https://alrewaqpublishing.com/product/%d8%b5%d8%a7%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%85%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%83%d9%8a/

#حواديت_إيمان


"الأميرة زينب كامل