English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

2013-01-14

السلطانه هويام ( روكسلانا )

خُرَّم (1506 - 15 أبريل 1558) هي الزوجة الثانية للسلطان العثماني سليمان القانوني، ووالدة ابنه وخليفته سليم الثاني، تواجه اتهامات تاريخية بضلوعها في إعدام الصدر الأعظم إبراهيم باشا وأكبر أبناء القانوني والمرشح لخلافته مصطفى.
ولدت خُرَّم في بلدة اسمها روهاتين (Rohatyn) شرقي أوكرانيا ويعتقد أن والدها قس أرثوذكسي أوكراني. في 1520، اختطفت من تتار القرم أثناء هجماتهم المعتادة على شبه الجزيرة وبيعت لاحقاً أو أهديت إلى القصر العثماني.


هناك، بدأت خُرَّم في القصر السلطاني كجارية، ثم تحولت إلى الإسلام.

لا تذكر المصادر العثمانية المزامنة لعصر خُرَّم اسمها الكامل، وتكتفي بأنها خُرَّم خاصيكي سلطان (Hürrem Haseki Sultan) حيث تعني Hürrem بالتركية: الباسمة أو الضاحكة، وهو اسم ربما يعود إلى جذره الفارسي (Khurram)، أما خاصيكي -أو خاصكي- سلطان فهو تعبير عثماني يشير إلى والدة ولي العهد.
أما في المصادر العربية فتعرف باسم خُرَّم أو حُرَّم أو كريمة، كما تتكرر الإشارة إليها باسمها الأوروبي ذي التنويعات المختلفة: روكسولينا، روكسلانا، روكسولانا، روكسلين، روكسيلانة.


وتصف الكثير من الكتب التاريخية خُرَّم بـ"الروسية" وهي صفة لا تعود إلى روسيا اليوم بقدر ارتباطها وقتذاك بدول أوروبا الشرقية وضمنها أوكرانيا.
وتطلق الأدبيات الأوكرانية اللاحقة على خُرَّم اسم "أناستاسيا/ناستيا" ويرد اسمها في المرويات البولندية -حيث كانت أوكرانيا جزءًا من المملكة البولندية- اسم "ألكساندرا ليسوفسكا".


سرعان ما استقطبت خُرَّم اهتمام سيدها السلطان سليمان القانوني، وتتفق معظم المصادر التاريخية على تأثيرها الكبير عليه. وتظهر في الرسائل المتبادلة بين الاثنين علاقة حب متأججة.


العلاقة الخاصة بينها وبين السلطان، فسّرت وقوف القانوني في صف خُرَّم حين نشوب خلافات بينها وبين "ماه دوران" زوجة السلطان الأولى. كانت والدة السلطان عائشة حفصة تتدخل للتهدئة بين الزوجتين، إلا أنه بعد وفاتها عام 1535، اشتدت شراسة الخلافات وصولاً إلى الاشتباك بالأيدي.


رسالة تهنئة من خُرَّم إلى زيغمونت بتوليه العرش عام 1549.


الاشتباك المعروف، والأخير، ألحق أضرارًا جسدية بخُرَّم، وكان وراء نفي السلطان لـ"ماه دوران" إلى مانسيا مع ابنها، أكبر أبناء القانوني، مصطفى؛ رغم أن هذا النفي قُدّم بوصفه إجراءً بروتوكوليًا معتادًا لتجهيز مصطفى لولاية العهد.


برحيل منافستها، باتت خُرَّم توسع نفوذها، ومارست خلال ولاية زوجها السلطان سليمان أدوارًا سياسية تفصح عنها مراسلاتها مع زعماء العالم آنذاك، وازداد موقعها أهمية مع تقديمها ستة أبناء للسلطان: الأميرة محرمة، وسليم، وبايزيد، وعبدالله، وجهانكير، ومحمد.


يدافع بعض المؤرخين عن السلطانة خُرَّم باعتبارها راعية للكثير من الأوقاف الخيرية، ولوقوفها خلف زوجها الذي بوأته إنجازاته موقعًا فريدًا في سلسلة السلاطين العثمانين؛ غير أن مؤرخين آخرين يحمّلونها مسؤولية أحداث دموية وسياسية ضخمة ضمن مفهوم "سلطنة الحريم".


تُتهم خُرَّم بدورها في تحريض السلطان على ابنه وولي عهده مصطفى لإفساح الطريق لابنها سليم صوب العرش العثماني وساعدها في ذلك زوج ابنتها محرمة، الصدر الأعظم رستم باشا، الذي انتهز فرصة قيادة مصطفى لإحدى الحملات العسكرية إلى بلاد فارس ليكاتب السلطان بأن ابنه، بمساعدة من العسكر المعجبين به، ينوي الانقلاب عليه. عام 1553، سافر السلطان إلى فارس، واستدعى ابنه إلى خيمته، ليتم خنقه فور دخوله بخيط من الحرير وفقًا للتقاليد العثمانية في إعدام الشخصيات المهمة.

يتهم المؤرخون خُرَّم بالوقوف وراء إحدى أكثر أحداث التاريخ العثماني جدلًا، وذلك هو إعدام الصدر الأعظم القوي، رفيق صبا القانوني وساعده الأيمن، إبراهيم باشا. ووفقًا للروايات، فإن السلطانة خُرَّم سعت لتقويض ثقة السلطان بإبراهيم، خاصة مع دعم الأخير لمصطفى النجل الأكبر للسلطان من زوجته الأولى "ماه دوران".

ويربط المؤرخون بين إعدام إبراهيم باشا خنقًا بأمر سلطاني عام 1536، وتعيين زوج ابنة خُرَّم، رستم باشا، صدرًا أعظمًا للقانوني.

لاحقت جذور خُرَّم المسيحية سمعتها التاريخية، إذ تُتهم باستغلال موقعها لتقويض الدولة العثمانية الإسلامية لصالح الدول الأخرى، بما فيها الصفوية، ويزعم مؤرخون، دون سند، أنها يهودية الأصل؛ رابطين مسلكها في القصر السلطاني بذلك.

استثمارًا لموقعها النافذ، قدمت خُرَّم العديد من الأوقاف والمنشآت الخيرية في العاصمة العثمانية، كما ولكونها زوجة خليفة المسلمين فقد شملت أعمالها مكة المكرمة والقدس.


من أوائل أعمالها، مسجداً ومدرستين قرآنيتين ومستشفى نسائي في أسطنبول، إضافة إلى حمام لخدمة المصلين في آيا صوفيا.


وفي القدس، ما يزال الوقف الذي دشنته روكسلانا عام 1552 يقدم خدماته إلى الفقراء، ويعرف اليوم باسم "خاصكي سلطان" إشارة إلى اللقب الفخري للسلطانة خُرَّم. "وفي شهر رمضان بالذات يظل لهذا المعلم التاريخي والحضاري حضور وعطاء خاصين حيث يتوافد الفقراء واليتامى والمساكين وعابري السبيل بكثافة للتزود بوجبات الإفطار"



توفيت خُرَّم في 15 أبريل 1558، ودفنت في ضريح مقبب يتبع للمسجد السليماني، وقد دفن زوجها السلطان لاحقاً قريباً منها.


0 اكتب تعليقك قبل ما تمشي: