English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

2022-09-18

الملك فؤاد الأول

 كيف يعيش جلالة الملك في فصل الصيف:




* في الصباح 

* ‏ عناية جلالة الملك بتربية أنجاله الكرام 

* ‏ نشاط جلالته

* ‏نزهة جلالته اليوميه

 ‏* قاعة السينما في السرايا الملكية 

 ‏ * ملابس جلالته 

* ‏عطف جلالته على موظفي السرايا 



يستيقظ جلالة الملك في ايام فصل الصيف في الساعة الخامسة صباحاً ويشرع حالا في عمل التواليت البسيط وفي اثناء وجوده في الحمام يقوم بحركات رياضية فترة من الزمان ، وقد يستعمل في بعض تلك الحركات الاثقال الحديدية . ثم يتناول فطوره وهو يتألف من فنجان من اللبن ومعه قطعة من الجبنة مصنوعة في السراية مع قليل من المربة » أو العسل الابيض وبعض الفواكه ، وبعدما يفرغ من الاكل ينتقل إلى - الصالون ، الملاصق لحجرة نومه ويراجع ما هو مرفوع اليه من الاوراق الحكومية او يعكف على المطالعة في المجلات الأوربية وهو يؤثر المجلات التي تبحث في الشئون العلمية على غيرها ومعظم المجلات التي يطالعها مكتوبة باللغة الفرنسية .


وفي الساعة التاسعة صباحاً يتم جلالة الملك ارتداء ملابسه وينتقل إلى الجناح الخاص بجلالة الملكة فيزورها سائلا عن حالها ثم يعرج على الجناح الخاص بسمو الامير فاروق ولي العهد وصاحبات السمو الأميرات شقيقاته فيجمعهم حوله ويحادثهم ويلاعبهم ويداعبهم كما يعامل الوالد الحنون اولاده . ويطلع جلاله ينفسه يومياً على الارقام التي تدون كل يوم لمقدار حرارتهم وزنتهم ويتفقد حجرهم وأمتعتهم ليتثبت من نظامها وحسن تعهدها ويسألهم بعناية عما تعلموه في اليوم السابق مخاطباً اياهم دائما باللغة العربية التي يتعلمونها الآن مع اللغة الانجليزية.


 وفي الساعة العاشرة يقصد جلالة الملك الى مكتبه فتبدأ المقابلات الملكية التي تدوم كثيراً الى الساعة الواحدة بعد الظهر . وفي تلك الساعة يتناول جلالته الغذاء مع جلالة الملكة . ويتألف غذاؤء في الظهر من الخضراوات ومن لحوم قليلة ومن الفواكه حسب موسمها . وبعد الانتهاء من الغذاء يرجع جلالته إلى مكتبه تواً ويقابل كبار موظفي السرايا ويطلع على ما يعرضونه عليه من الشئون مناقشا كلا منهم في تفصيل عمله وجوهر مهمته ، وهم يعلمون ان جلالته يرغب في الا يتعدى احد منهم دائرة اختصاصه فلا المهندس مثلا يتعرض لعمل الطبيب ولا الطبيب مثلا 

 يتعرض لعمل كاتب الحساب .

 ‏

 ‏وفي الساعة الخامسة بعد الظهر يخرج جلالة الملك للنزهة في حديقة سرايا المنتزه فيركب مركبة صغيرة يجرها جواد واحـد ويقودها جلاله بنفسه ـ وقد تصحبه جلالة الملكة في هذه النزهة احيانا - او يركب حماراً ويجوب به ارجاء الحديقة . . وينتهز جلالته فرصة تنزهه في تلك الساعة ليتفقد حالة الاشجار والازهار وكثيرا ما ينادى بعض البستانيين ليأمرهم باجراء تحويل في تنسيقها او تعديل في نظام زرعها ويمكث حفظه الله في نزهته حتى الساعة السادسة وقد يمضي فيها الى منتصف الساعة السابعة اذا كان الهواء عليلا والنسيم بليلا .

 ‏

 ‏ وبعد ما يؤوب جلالة الملك إلى القصر من نزهته يقصد الى جناح الحرم ويزور جلالة الملكة . وقد يزور احيانا انجاله الكرام في تلك الساعة ايضا حتى اذا ازفت الساعة الثامنة مساء دخل قاعة الأكل مع جلالة الملكة للعشاء . ويتألف عشاء جلالته في فصل الصيف من اللبن أو من قطعة من الجبنة مع الفاكهة . وهنا نذكر عن جلالته انه قليل الاكل كما يتبين للذين يطلعون على مأكله وهو لا يشرب على المائدة الا مياه افيان المعدنية ويمقت المشروبات الروحية مقتاً شديداً ولا يتكلم في أثناء تناول الطعام في شئون العمل بتاتاً وفي الاستطاعة ان يقال انه لا يتحدث عنها الا في مكتبه .

 ‏

 ‏ وبعد العشاء ينهض جلالة الملك وجلالة الملكة ومن يكون معهما من افراد الاسرة الكريمة . الى قاعة السينما ويتفرجون على الصور المتحركة حتى الساعة الحادية عشرة . ويشاهد جلالة الملك السينما ثلاث مرات في الاسبوع . وبديهي أن برنامج الحفلة يتغير كل مرة ، ويعرض البرنامج على جلالته قبل الشروع في عرضه وهو يتألف في اغلب الاحيان من الأشرطة العلمية والروايات التاريخية والاجتماعية وقد يختار بعضها من الاشرطة الى تعرض في دور الصور المتحركة في العاصمة والاسكندرية كما ان جلالته قد يشاهد احيانا شريطا من الاشرطه 

 الصحية التي تصنعها مصلحة الصحة العمومية أو تستوردها من البلدان الأجنبية ويتوجه جلالة الملك الى حجرة نومه في الساعة الحادية عشرة تماما.

 ‏

 ‏ ولا يلبس جلالة الملك في فصل الصيف ملابس خارجية زاهية او بيضاء بل أن جميع بذله ، وكذلك رباطات رقبته قاتمة الالوان ولكن جلالته يبدل في ايام الحر بالقميص الداخلي الذي يليه في فصل الشتاء قميصا شفافا من القطن وهنا تحسن الاشارة الى ان جلالته ينفر من التعطر بالمواد العطرية ولا يستعمل الا كولونيا « انكنسن ، ولا يستعمل في غسله الا صابون بيرسوب ، وجلالته شديد المحافظة على العادات التي كانت له قبل ان يعتلي الاريكة الملكية فكولونيا « انكنسن ، التي كان يستعملها وهو امير ما يزال يستعملها الى اليوم وجلالته شديد الرفق بموظفي السرايا الطاعنين في السن كما انه شديد الحرص على كل من يتوسم فيه الاخلاص لسدته وما يزال حفظه الله مستبقيا الى اليوم في خدمته الترزى والطرابيشي والجزمجي الذين كان يعهد اليهم في حاجاته وهو امير

 ‏

 ‏ وجلالة الملك ليس مولعا بالتدخين كثيرا فهو يكتفى بخمس سجائر في اليوم ومن عادته أن ينقطع عن التدخين من وقت الى آخر فتنقضي ايام برمتها بدون ان يلمس في اثنائها سيجارة واحدة . وقد يدخن سيجاراً بعد الاكل وجلالة الملك مغرم باقتناء العصافير التي هي من النوع المعروف بالكناري ، وعنده منها مجموعة لطيفة يعنى بعض خدم القصر بتربيتها عناية عظيمة وعندما ينتقل جلالته من قصر عابدين الى قسم المنتزه تنقل تلك العصافير اليه وتعلق اقفاصها في شرفة ملاصقة للصالون الذي يجلس فيه بجناحه الخاص

 ‏

 ‏ تلك هي صفحة وجيزة عن حياة جلالة الملك اليومية في قصر المنتزه في اثناء فصل الصيف وهما خير قدوة لابناء البلاد في النشاط والجد في العمل والعطف على الأولاد والبر بالموظفين المخلصين والاعتدال في الأكل والبساطة في اللبس والمحافظة على العادات والتقاليد والارتياض والترويح عن النفس في اوقات الفراغ اطال الله في بقاء مولانا جلالة الملك وحفظه ذخرا للبلاد ومثالا قويما للعباد


#إيمان_الشرقاوى 

0 اكتب تعليقك قبل ما تمشي: