English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

2023-01-04

الأميرة جاويدان


 

الأميرة جاويدان 🧡⭐

جاويدان هانم أو ماريانا ماى توروك هون زندرو
(1877 - 1968)، كونتيسة نمساوية

محل الميلاد: فيلادلفيا . الولايات المتحدة الأمريكية
تاريخ الميلاد : ١٥ يونيو ١٨٧٧
***********

كان الامير عباس حلمي ولى عهد عرش مصر بيدرس فى مدرسة عسكرية فى فيينا وهناك اتعرف على واحد زميله اسمه جوزيف ابن كونت نمساوي ؛ و هتكون أخته هيا جاويدان وده هيكون سبب التعارف بينهم

فى ١٨٩٢ رجع الأمير عباس حلمي لمصر اول ما عرف خبر وفاة والده الخديوى توفيق ؛ واستلم عرش مصر و بقي لقبه الخديوى عباس حلمي الثاني وهو ١٨ سنه . وبسبب صغر سنه كانت والدته مسيطره تماما عليه وعلى القصر فى بداية سنوات حكمه ؛ مثلا كانت مانعه اى حد سواء رجل او امراه يكون فى خدمة جناحه بالليل ؛ و الوضع ده كان متضايق الخديوى جدا لانه اوقات بيكون محتاج حد يخدمه باليل و هدد أنه هيسيب القصر وينتقل لقصر تاني من غير والدته ؛ و من هنا رضخت امينه هانم إلهامي وبعتتله ٣ جواري ....

حاولت والدته توثق وجود ابنها الشاب الصغير فى الحكم فهتروح الاميره أمينه إلهامي للسلطان عبد الحميد الثاني وتطلب ايد بنته السلطانه نعيمه واللى كانت اصغر من الخديوي عباس حلمي بسنتين ؛ ووافق فعلا السلطان لكن فى حد قاله لو بنتك اتجوزت منه يبقي كده ابن خديوى مصر هيكون له حق في العرش العثماني فتم إلغاء مشروع الزواج ؛ ورجعت امينه هانم إلهامي مصر عشان تلاقي أن فى جارية من ال ٣ جواري اللى كانت بعتتهم لابنها بقت حامل منه ؛ فقررت أن ابنها يتجوزها وكانت الجاريه هيا إقبال هانم ؛ كانت من القرم واتخطفت من أهلها واتباعت فى سوق الجواري ووصلت القصر .

********

نرجع للاميره جويدان مع الخديوي ؛ اتقابلوا تاني فى باريس عام ١٩٠٠ بعد ٨ سنين من توليه العرش ؛ واحبا بعضهما البعض ودعاها لزيارة مصر ؛كانت ماريانا Szendri Török امرأة متزوجة فى الوقت ده من البارون السويدي آرثر فون كلينجسبور ،و كان عليها الانتظار حتى وفاة زوجها قبل أن تتمكن من الدخول في زواج رسمي.

وفى ٢٨ فبراير ل  1 مارس ١٩١٠ كان زفاف الخديوى عباس حلمي الثاني  من امراه من اختياره ولم تفرض عليه ؛ و طلق مراته الاولى اقبال. وتم الزواج في قصر المنتزه بالإسكندرية بحضور مفتى الازهر وذلك بعد أن اعتنقت الاسلام وغيرت اسمها من ماريانا إلى جويدان بنت عبد الله ( كانت عاوزه تسمي نفسها زبيدة فى البدايه ) وبيقال أن احمد شوقي امير الشعراء كان شاهد على الزواج ؛ وعاشوا الاتنين فى قصر مسطرد ( مش موجود حاليا ) .

***********



كتبت كليمان أورفاي عنها لاحقًا :
"... جمال استثنائي وسيدة دافئة القلب هدأت في كثير من الأحيان الخديوي الضال مرات عديدة"

سافرت مع الخديوى فى جولاته داخل المملكه المصريه وخارجها وذلك عن طريق تنكرها فى هيئة رجل ؛ حيث إن القوانين فى هذا الوقت كانت تمنع انضمام الزوجه فى الجولات

كانت جويدان عازفة بيانو ماهره وتهوى الرسم والكتابه وقد قامت بكتابة مذكرات عن تفاصيل حياتها مع الخديوى عباس حلمى ووصفت فيه الحياه فى القصور فى مصر فى ذلك الوقت ووصفت نظام الحريم وعلاقة الخديوي بالسلطان العثماني عبد الحميد الثاني

********


مقتطفات من مذكرات الأميرة :

"لا توجد امه في العالم تتفنن فى افراحها مثل المصريون مهما كلفهم ذلك ؛ وكثيرا ما يكون حفل الزفاف سببا فى افلاس بعض العائلات ؛ وأكثر النفقات تكون فى ليلة الخطبه فى منزل العروس وليلة الزفاف في منزل العريس"

حضرت الاميرة حفل زفاف ابنة احد الباشوات؛ وكانت العروس تبلغ ١٣ عاما ومريضه بالتهاب رئوى شديد ؛ ولكن لم يتم تأخير الزفاف لسببين وهما ان المصريين يتشاءمون من تأجيل الزفاف عن موعده وبسبب استدعاء الفرق الموسيقيه والراقصات مما قد يكبد الاهل خساره كبيره

فى الساعه الثامنه مساءا قامت وصيفة الاميره جويدان بمساعدتها في ارتداء الملابس ووضع اليشمك وتثبيته فى ( الهرطوس ) وركبت العربه لحفل الزفاف

وقتها كانت العروس فى ال ١٣ والعريس في ال ١٨

عند وصول عربة الاميره تم ذبح الذبائح امام العربه إكراما لها ... وعند وصولها إلى باب الحريم نزعت قناعها ومعطفها واستقبلتها على رأس السلم وداد هانم والدة العريس مع والدة العروس وقام النساء بتقبيل ثوب الأميرة رغم محاولاتها بالمنع واعدوا لها مقعدا من الكشمير وباقي السيدات على وسائد من الحرير

ثم جاءت ال قهوجى كلفا وهى سيده مهمتها تقديم القهوه وكانت التقاليد بأن تكون زوجة الخديوى اولى البادئات بالشرب وهن من بعدها ... وتلك كانت القهوه الاولى ويتبعها قهوات فمن عادة المصريين فى ذلك الوقت انهم يديرون القهوه على الجميع كلما جاء ضيف جديد

أرادوا احضار العروس لها ولكنها رفضت وذهبت الأميرة لها وهى على مقعد عال فكانت كالتمثال المعروض ؛ كانت ترتدى ثوبا من الاطلس مرصع بالذهب وعلى رأسها تاج ملئ بالجواهر و من تحته نقاب يشمل كل جسمها مزين بالاحجار الكريمه وفى يديها ورقبتها  عقود واساور لا حصر لها

كانت الدادا تنتهز خلو الغرفه من الزائرين فتقوم بتقديم المرطبات للعروس لتجديد قوتها وصحتها على التحمل
اما عن هدايا العروس ؛ كانت معروضه في غرفه خاصه ؛ هناك سرير العرس المرصع بالاحجار الكريمه وهو يستعمل ليلة العرس فقط ويتم حفظه كتذكار بعد ذلك

ومع بدء الزفه ؛ حملت الجواري اكياس ذهب إلى الهوانم؛ وكلما تقدمت العروس بالسير يدعون لها وينثروا الذهب والورد تحت قدميها ؛ وكل سيده تحاول ان تأخذ خطا متتالى من الذهب لاعتقادهم ان هذا يجلب الحظ
وبعد انتهاء العروس من طوافها عادت إلى الصالون وجاءت الراقصات ؛ وكان الهوانم يلصقن الذهب فى وجوهن
وبعد العشاء ؛ جاء العريس ليشكر الهوانم على تشرفيهن؛ وانحنى حتى كاد يلمس الأرض؛ وقدم للاميرة جويدان القهوه بنفسه ليشكرها على حضورى

إنحنت امام الأميرة أيضا زوجة احد الوزراء قائله يا صاحبة السمو لقد عجزت عن اختيار هديه تعجب سموكم وليس لى الا ان اقدم اعز ما لدى وهو طفلى البالغ من العمر ٥ سنوات ! ( الأميرة جاويدان لم تنجب ) .

تقول الأميرة جاويدان عن هذا الموقف :

"جمدت مكانى ولم اعرف ماذا اقول وماذا افعل ؛ فأخذت الطفل بين يدى لاحتضنه وانعقد لسانى فلم انطق
وعند علم الخديوى بالقصه امتعض كثيرا ؛ وبعد ٣ أيام من الزفاف امتنع الطفل عن الطعام وظل يبكى طالبا امه التى تخلت عنه فأعدته إلى والدته ومعه عربتان محملتان بالهدايا"

**********



تقول جويدان انها كانت تتناول الغداء مع الخديوى على طاولة صغيره مستديره وهى ترتدى معطف فوق ملابسها وتغطى رأسها بقناع خفيف ... وتلك هى ملابس الظهور امام الرجال .

تصف الخديوى بأنه ماهر بامتياز فى تقشير البرتقال؛ وذو ذاكره حاده ووجه جميل بعيون رماديه تضفي عليه جاذبيه وكان يدللها بقوله يا طفلتى او يا عروستى الصغيره

كانا دائما ما يلعبان سويا كالأطفال ؛ فكانا يلعبان مع الكلاب ويتسابقا فى غرف وممرات القصر او يتسابقا بشرب القهوه بصوت عالى مثل العامه او لفظ نواة الكريز من الفم ليروا من يقذفها ابعد من الاخر وكان الحراس يندهشون من تلك التصرفات .

كان يحدث أحيانا وشايات خاطئه بينها وبين الخديوى وكثيرا ما ارسل لها الخديوى خطابات عنيفه بعد أن يصله اخبار خاطئه عنها ؛ بسبب نظام الجواري؛ وتتذكر أيضا حين ابلغوه انها تدخن في نهار رمضان وجاء ينظر إلى منفضة السجائر بطرف عينه 


*********

ذكرت جويدان عن يخت المحروسه ان القيصره اويجينا اهدته إلى الخديوى إسماعيل جد زوجها الخديوى عباس حلمى الثانى وتصفه بالفاخر جدا

تحدثت عن وصيفتها ( هرملين ) ومدربتها على الالعاب الرياضيه ( مايسكى ) ... وايضا عن سعادتها بتناول الايس كريم ( الدندرمه ) فى وقت العصر وتذكر أن الخديوى كان يفضلها بالقشطه .

***********

كان فراش جويدان مغطى بناموسيه ليحمى جسمها من عضات البعوض وكانت تمكث في الإسكندرية مع الخديوى مده قصيره أثناء الصيف او الخريف وباقي العام في القاهره ؛ وتقول ان الفصول الاربعه تكاد تكون لا معنى لها فى بلد تشرق فيه الشمس دائما ؛ والقاهره كانت مقر الحكم والعمل والتشريفات الرسمية .

*********

اتكلمت عن سفينة اللاجئين التى جاءت إلى مصر أثناء حرب تركيا وبلغاريا؛ وعن الأطفال الجياع وعن امهاتهن اصحاب الملابس الباليه وكانوا من الضعف والوهن إلى درجه شديده ... وقامت بمساعدتهم فى الاغتسال وتبديل ملابسهم وقامت بحرق الملابس القديمه وجعلت رئيس الاطباء( كاوتسكى بك ) يقوم بفحصهم حيث كان بعضهم مصاب بحروق شديدة
وقد ولدت بينهم فتاه بعد ذلك وجاء أهلها يسألون الاذن بتسميتها جويدان.

**********
صولات الأميرة وجولاتها فى التنكر :

الاميره كانت تتمنى ان تكون رجلا صديقا للخديوى وليست زوجته عشان تكون معاه طول الوقت ؛ و للسبب ده تنكرت جاويدان فى صورة رجل كى تتمكن من حضور إفتتاح قناطر النيل .. حيث ارتدت الطربوش وجربت تنحنى عدة مرات حتى لا يقع
كما قامت بقص شعرها وملأت بوز الجزمه اللميع بالورق .. اما أصابع يديها فلم يكن بها مشكله بالتنكر فكانت تشبه أصابع الرجال لكثرة عزفها عالبيانو
وأصبحت بعد التنكر رجلا وسيما ؛ بهى الطلعه؛ ذو منديل معطر...

وتقول الأميرة :
"حملت حقيبتى الصغيره التى تحتوى ملابسي الرجالي وذهبت إلى المحطه كى اركب قطار الخديو المخصوص بمساعدة من خادمه الخاص ( مستر فريدريك ) وقد ادخلنى القطار بصفتى سكرتير الخديوى 
لما رآنى الخديوى اندهش بشده وفرح كثيرا لوجودى واقترح على الا اتحدث مع أحد حتى لا ينكشف أمري؛ فليعتقد الناس انى سكرتير اخرس بدلا ان يظنوا اننى( أغا ) بسبب صوتى الرقيق .. وقد علم ب سري هذا طورنسين باشا والدكتور كاوتسكى بك والخادم فريديرك.. وذلك لاحتياج مساعدتهم فى بعض المواقف

وفى الصباح وصل القطار إلى الاقصر وكانت مزدحمه بالناس ومزينه بالأعلام؛ واشتد الحر على فى بدلة ( الردنجوت ) ووددت فك الازرار ولكن هذا لا يجوز فأنا مجرد سكرتير واقف إلى جانب خديوى مصر وحاكم النوبه والسودان وكردفان ودارفور ..

ومن المضحك ان ابنة الدوق اوف كنوت قد رآتنى وسألت طورنسين باشا عن ذلك الشاب التركى الجميل .

وشعر الخديوى بأنى قد اصابنى التعب أثناء حديثه مع أحد وزراؤه... فقال : ألم يشعر الذى اصابه العشق بالتعب ؟
وعاد إلى حديثه مع الوزير دون أن أستطيع الاجابه وكأنه وجه سؤاله إلى الفضاء..  وبالطبع وسط دهشه الوزير "

**********

تنكرت الأميرة أيضا بملابس ممرضه؛ حيث ذهبت عند البارونه ( آيور ) رئيسه جمعية الصليب الاحمر لكى تعطيها جواز كممرضه من ممرضات الصليب الاحمر وان تقوم ممرضه بصحبة الاميره فى رحلتها وقامت الخياطه بإعداد ملابس ممرضه وهى لا تعلم أن من سوف ترتديها اميره وليست ممرضه

تتحدث الاميره وتقول :
" أصبح اسمى ( الأخت صوفيا ) ؛ وارتديت ملابس الممرضات المتعبه جدا فالقماش الخشن كان يحك جلدى فيؤلمنى كما كنت ارتدى شعرا مستعار بضفيره مستعاره حيث إن الممرضات لا يتبعن الموضه

وقامت خادمتى ( هارملين ) بإعداد ملابسي القطنيه والاحذيه التى بلا كعب؛ وصممت على وجود الكولونيا والعطور وملابس نوم حريريه

وانطلق بنا القطار إلى الاسكندريه لتمريض سيده عجوز ، وكنا نجلس بالدرجة الثانيه؛ وكان لابد لى من تقبيل يد رئيسة الممرضات وقد قمت بذلك فعلا وذلك عن احترام وتقدير منى لها

وبدافع العاده أخرجت علبة السجائر وهممت بالتدخين ولكن الأخت( هلدجارد ) افهمتنى ان هذا لا يتفق مع تعاليم الممرضات؛ كما أيضا لا يسمح للممرضات بالسفر فى عربات النوم الا فى حالة وجود مريض فنمت تلك الليله فى مكانى وكانت كلما مالت رأسي اختل نظام وضع الباروكه وأصبح منظري مضحكا

وفى أثناء تنكري هذا تحدث الطبيب عن الخديوى( كذبا ) انه قد سافر إلى القسطنطينية في باخره رومانيه وكان الجو عاصفا فإشتد رعب الخديوى وكان يهدئونه كل فتره
؛ يا الهى ما هذا الكذب؟ فقد كنت معه فى تلك الليله ورأيت العاصفة بالفعل ولكن الخديوى تولى قيادة الباخرة بنفسه وظل ساهرا طوال الليل يعطى الاوامر لرجاله وسط ضباب كثيف وموج كالجبال

الطريف أن الخديوى لم يستطع أن يتبين فى هذه الرحله الاسم والشكل الذى تنكرت به وهذا دليل على اتقانى الشديد للتنكر "

***********

كانت الاميره جاويدان تحب الاسيتانه حبا شديدا ؛ فهناك كانت هى والخديوى بعيدين عن رسميات القصور في مصر وحتى استقبال الخديوى يكون خال من الصيغه الرسميه

تقول :
" كنت أشعر هناك اننى حقا متزوجه؛ فكانت حياتى أطوار مختلفه بين القاهره مقر الحكم وأثناء الرحلات والاسيتانه
فى القاهره كنت أرى زوجى الخديوى فقط حتى أثناء زيارته لى ؛ حتى سراى مسترد( التى كانت ملكا لأحد الاغوات وعادت بعد وفاته إلى الاملاك الخديويه ) والتى هى بيتى لم أشعر يوما انها المسكن الخاص بنا سويا
وفى الرحلات؛ كنا نلتقي لمده قصيره وخاصة عند تنكري سواء في الباخره او القطار او الفندق

اما فى الاسيتانه؛ كنا نقيم في سراي شويكلى والتى صممنا بنائها بأنفسنا واشترينا بايدينا اثاثها وحتى الأشجار والورود غرست وفق ارادتنا؛ إذن فان هذا هو مسكننا بحق
وفى اليوم الثانى من رمضان جاءنا السلطان عبد الحميد الثاني فى زياره غير متوقعه؛ وكان يقال عنه انه ظل الله على الارض؛ فقد تحدث مع الخديوى بان سفري إلى اوروبا امر لا يليق بالمرأه المسلمه؛ وقد كنت رتبت نفسي للسفر واعددت الثياب لهذه الرحله ؛ فمال السلطان ومالى؟ وكان رد الخديوى على لطيفا حينما قال : افعلى ما تريدين يا عزيزتى

وفى يوم السفر ذهب الخديوى إلى محطة جالاطه لركوب قطار الشرق السريع وقبل موعد السفر بساعتين غادرت انا فى زورق بخاري وكانت تتبعنا سفينه من جواسيس قصر يلديز ولكننا تمكننا من خداعهم... فما اجمل ان تكون المرأه زوجه لخديوى مصر ويقول لها افعلى ما تشاءين.."

**********

كانت بتحب تروح مع الخديوى ملهى ( فورا ) وهو أكبر ملاهى باريس .وكان الخديوى يستشفي غالبا فى ( ديتور ) بالقرب من جينيف فكان يذهب إليها في الصيف ؛ وحدث مره انها بعد العشاء دخلت احد صالات لعب القمار وتعصب الخديوى فهو كان يبغض المال المكسوب بلا تعب كما كان يكره أن يخسر المال بلا مبرر

وبتحكي الاميره أن كان من عادة صاحبة مخزن الموضه فى باريس ان تهديها هيا والخديوي زهره جميله بمجرد وصولهم وتعرض عليهم أحدث ازياء القبعات لتختار الاميرة منها على الاقل دسته لاستعمال أثناء رحلتها في اوروبا وكان الخديوى لا ينظر كثيرا إلى المجموع الكلى على حين انه كان يدقق في المفردات؛ فمثلا لا يهمه أن يدفع ١٠٠ الف فرنك ثمن الملابس كلها ولكن اذا قرأ ان هناك فستان ب ٨٧٥ فرنك فإنه يري أن هذا مبالغ فيه لذلك كان البائعون يكتبون تلك الأسعار بأرقام صغيره حتى لا يتمكن الخديوى من قرائتها .

وعندما ذهب الخديوى إلى الحج أرسل لها ببغاء اشتراها من هناك تدعى( الحاجه فاطمه ) وخصصت لها غرفه بالسرايا وكانت تثور وتصيح عند رؤية الخديوي وربما كان ذلك بسبب لون طربوشه الأحمر .

*********

تقول جويدان رغم أن تم التقاط صور لها كثيره الا انها لا تعجبها كلها فهى تري انها تظهر وجهها كوجه الاطفال؛ وإن افضل صوره لها هى التى التقطها احد المصوريين الاجانب أثناء حفلة المحمل في ساحة القلعه .

واحتفال المحمل كان يضم الجماهير من كل الاجناس؛ الجنود تصطف في الساحه ؛ ومكان مخصص لنساء الوزراء يفصله عن الجماهير كردون من العساكر؛ ثم يأتى الخديوى فى عربة تجرها أربعة من الجياد بعد اكتمال الضيوف؛ ويقف فى مكانه المخصص وحوله الوزراء ورجال الدين والمشايخ؛ ثم يأتى الجمل الذى يحمل كسوة الكعبة المشرفة ويقوده احد المشايخ ويسلم الخديوى طرف الكعبه ويقبلها ويضعها على جبهته ثم يأخذ بزمام الجمل ويسلمه إلى أمير الحج ؛ كل هذا والموسيقى تصدح والنقود توزع على الجماهير

وحين التقط المصور الانجليزى الصوره ؛ رأه الخديوى وتعامل معه الضباط وسحبوا منه آلة الكوداك؛ وكانت جويدان تتمني أن يتم تصويرها وهي تعزف على البيانو.

**********



تقول جاويدان :

"تعلمت اللغه العربيه على يد البروفيسور والمستشرق العظيم ( هس ) فى سراي مسترد؛ وعلمنى الإسلام من آيات القرآن الكريم؛ وكنت اقابله مرتديه معطفى وعلى رأسي غطاء ؛ واذكر انهم طلبوا مني يوما ان اغطى كفى أيضا وتعجبت لهذا جدااا فكيف لمعلمى الذى يري روحى لا يحق له رؤية يدى ؟!"

وفى ( فيشي ) رأينا أرملتى الخديوى إسماعيل جالستين فى شرفة الفندق وعلى وجهيهما النقاب الابيض وهما يدخنان ويستمعان إلى الموسيقي ؛

وبعد أن أصبح زوجي خديوى مصر اذا رآنى أقرأ كتابا فكان يقول ( من هذا الحيوان ؟ )

**********
رأيها عن نظام الجواري :

"لو كنت رجلا ؛ لتركت جميع الجواري في القصر عذاري والا يتم الاعتداء عليهن؛ فأى حكمه وعقل هذا؟ الذى يجعل من النساء الجواري ميراثا يتوارثهن الاقارب واحد تلو الآخر
ولن أرضي ابدا ان تكون إحدى الجواري ام طفلي ؛ فلابد أن أقوم بالتشديد على صفاء الدماء؛ فكيف يكون ولى العهد إبن جاريه شركسيه او كرديه او بلغاريه او ايطاليه او ارمينيه
فالمرأه النبيله والتى هى من نسل نبلاء لا تتساوى ابدا مع الجاريه ؛ لذلك فالرجل الشرقي يرى المرأه النبيله أرقي منه ومن سلالته هو شخصيا لذلك تتوجه رغبة الرجال للاقتران بالجوارى ؛
وتتعجب الاميره جويدان من كيفية تربية أبناء الأمراء فى الحرملك هذا وسط الجواري والجراثيم

وتقول أيضا الاميره انه كان يحدث أحيانا وشايات خاطئه بينها وبين الخديوى وكثيرا ما ارسل لها الخديوى خطابات عنيفه بعد أن يصله كالعاده اخبار خاطئه عنها ؛ وكل هذا بسبب نظام الجواري اللعين؛ وتتذكر أيضا حين ابلغوه انها تدخن في نهار رمضان وجاء ينظر إلى منفضة السجائر بطرف عينه "

كان لدى جاريه في سراى مسترد تدعى ( جبريله ) وكانت نعم الخادمه؛ فكانت نشيطه وذكيه ومكروهه من بقية الخادمات لقربها منى ؛ وكانت لا تنام الا عندما اذهب إلى فراشي ؛ واخبرنى الخدم ذات مره انها عزفت على البيانو في غيابي فلم اعتبر هذا خطيئه يستوجب العقاب ؛ وكانت تضيع منى بعض الأشياء وآخرها مرآه جميله بإطار مرصع؛ وفى يوم ما أرسلت خادمتى الأولى هرملين إلى الاسكندريه فأخذت جبريله مكانها تلك الليله ونامت فى الغرفه المجاوره لغرفتى وكنت متعبه جدا وأمرتها ان تنام بعد أن اسدلت على الناموسيه فأطفات النور وخرجت واستسلمت للنوم؛ واستيقظت فجأه من نومى فرأيت جبريله امامى تقول انها ظنت انى ناديتها؛ وشعرت انا من وقتها انها تكذب

وذات مره احتجت إلى مفتاح كانت تحمله جبريله؛ ولما لم تكن هى موجوده ارسلت من يبحث عن المفتاح في غرفتها ولكنهم وجدوا بعض الأشياء الضائعه ومن ضمنها المرآه الثمينه... ولما عادت جبريله تقدمت إلى وقالت انها تنتظر العقاب المناسب؛ فأطلقت سراحها دون عقاب وطلبت منها ان تترك السرايا .. والعجيب أن بعد فتره تركت انا أيضا القصر ....

**********

اتكلمت عن تلك الليله المشئومه لما كانت موجوده مع الخديوى امام المدفأه؛ حينما حدثها عن علاقته ب ( جورجيت ميسنى ) تلك السيده التى ارتبط بها أثناء زواجه من الاميره جويدان...

وتتحدث ان علاقتهما احترقت في تلك اللحظة مع نيران المدفأة؛ ووصلت جويدان إلى بداية حياه لا توجد لها نهايه

تتحدث عن قضائها ليالى باكيه  ؛ وهجرها لفراشها ؛ وعن المرات العديده التى صدمت فيها رأسها في خشب البيانو وهى تعلم أنها هكذا تسير في الطريق الخطأ
ووصفت  نفسها بأنها مبعثره نفسيا .

اللى حصل ان الخديوي رجع من باريس فى صيف ١٩١٢ ومعاه واحده هيا ( جورجيت ميسني أندريه دي لوسانج) وكانت فى العشرين من عمرها
وحسب وصف المعاصرين أنها كانت تمتلك جمال صارخ
وجسد فائر لكنها من مستوى منحط ومحمد فريد في
مذكراته هاجمها بشدة عاقدا مقارنة بينها وبين الكونتيسة اللى مكنتش عاجبهم .


وتم الطلاق بين الخديوى والكونتيسه فى ١٩١٣ بعد ٣ سنين زواج ؛ ومفاتش سنه بعد الطلاق ؛ و سنة ١٩١٤ اتعرض الخديوي لمحاولة اغتيال فى تركيا و بعدها يتم عزله عن العرش على ايد الإنجليز ويعيش في تركيا و يعاصر إنهاء الخلافه على ايد اتاتورك و يموت سنة ١٩٤٤

أما جوايدان ؛ فرجعت أوروبا بعد الطلاق وعاشت فى برلين لحد ١٩١٩ ؛ وفى ١٩٣٨ انتقلت ل فيينا مع شريكها سيمون فون كولاتشكوف واشتغلت فى التمثيل والتأليف المسرحي و عزف البيانو  وفتحت صالون تجميل و اشتغلت رسامة لفترة ؛ اتعرفت على رجال من الوسط الثقافي والفني لكن متجوزتش بعد طلاقها من الخديوي وفضلت محافظة على اسمها جاويدان ومرجعتش لاسم ماريا ؛ وفضل الخديوي يبعتلها نفقتها لحد وفاته ؛ وبعد انقطاع النفقة اتنقلت سنة ١٩٥١ لباريس وكانت وقتها بتعاني ضائقة ماديه وانهارت وصرخت فى الشارع و خرجت عناوين الصحف بتقول :

"الملكة المصرية السابقة على شفا المجاعة"

بعد كده راحت لندن وبعدها غراتس فى النمسا وعملت فيها معرض فني كان اسمه ( رؤي على النيل ) ؛

و استغلت الصحافة الصفراء شيخوختها مقابل المال  وماتت جاويدان فى ٥ اغسطس ١٩٦٨ تم دفنها في مقبرة سانكت ليونارد فريدهوف في جراز بالنمسا ؛ فى جنازة بسيطه جدا ؛ بعد ما كانت كونتيسة و ملكة وكان عمرها وقتها ٩١ سنه .




#إيمان_الشرقاوى
*********

ريفيو ساخر عن مذكرات الأميرة جاويدان:

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0J9KtvcG51RZSnMmHuRP4mDau2hGLZ8MTVYwCF18GmjUXFFnCmrbS159PksXgjrR8l&id=1083771090&mibextid=Nif5oz

********

0 اكتب تعليقك قبل ما تمشي: