English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

2021-08-27

أحمد باشا حمزه

 " أحمد باشا حمزه " 

رجلا فى زمن عز فيه الرجال ✋



*********


إتولد أحمد باشا حمزة في مايو 1891، في قرية طحانوب مركز شبين القناطر القليوبية، فى قريه ريفيه بسيطه لأسره من الأعيان؛ وفى وقت كانت الاميه فيه منتشره بكثره ؛ لكنه دخل الكتاب و المدرسه و اتعلم و كمل دراسته الثانوية في مصر وبعدها دخل الجامعة لدراسة الهندسة الميكانيكية في برمنجهام إنجلترا . 


 رجع من انجلترا بفكرة إنتاج الزيوت العطرية، فزرع الياسمين والزهور ذات الروائح الزكية، وعمل مصنع الياسمين لتحويلها إلى زيوت عطرية ثم تصديرها إلى أشهر مصانع العطور في العالم، و خاصة فرنسا، وكان هو أول من صنع وصدر الزيوت العطرية في الشرق الأوسط. وأسس معمل لتقطير ماء الورد والياسمين، وكان بيبعت جزء من الانتاج لغسل الكعبة المشرفة كل سنه .

 ‏

عمل كمان مصنعا للثلج؛ لمحاربة احتكار الأجانب لهذه الصناعة، وكانت ( شركة القاهره ) .


" من قروى بسيط إلى رجل صناعه ! "


*********



كان أحمد باشا حمزه بيعشق الثقافه والعلم ؛ وكان دايما لما يمشي فى قريته ويلاقي طفل ماسك كتاب كان على طول يروحله يكلمه و يسأله عن اسمه واسم والده و اسم الكتاب اللى بيقراه وعاوز يبقي ايه لما يكبر ؛ وفى الاخر يديله من جيبه مكافاه ماليه أو حلوى تكون متوفره معاه وقتها ؛ و بعد كده كان بيروح لبيت أهل الطفل و يقدم لهم معونات ماليه عشان تساعدهم وتحفزهم على أن ابنهم أو بنتهم تكمل تعليم . 

والجميل بقي ؛ أن بقي معظم اطفال القريه بقوا يستنوه فى سكة طريقه لبيته عند حته اسمها كوبري المنسي ؛ و يمسك كل واحد منهم كتاب فى أيده عشان بس أحمد باشا حمزه يديهم حاجه حلوه ♥️


الطريق ده أتسمى ب ( سكة الوزير ). 🙂


**********


أصدر كمان الباشا مجلة "لواء الإسلام"، و دى كانت مجله دينيه ثقافيه اجتماعيه ؛ لأنه شاف أنه من واجبه أنه ينشر الوعى و الثقافه والعلم اللى اتعلمه لأهالى بلده .


كان بيكتب هو افتتاحية المجله ؛ وكان بيكتب فيها مجموعة من أشهر المثقفين وفي طليعتهم : 


 محمد الخضر حسين، ومحمد أبو زهرة، وعبد الوهاب خلاف، ومحمد البنا، وعبد الوهاب حمود، وحسن عبد الوهاب، ومحمود عرنوس،


وبنى معهدا دينيا تابعا للأزهر فى مسقط رأسه في محافظة القليوبية عشان يساهم فى تعليم أهل منطقته . 


 

 " قروى و رجل صناعه و صحفى "


**********



 تولى وزارة التموين في حكومة النحاس السادسة في 26 مايو عام 1942، وكان بينزل بنفسه يفتش على رغيف العيش و أحيانا كتير كان بيقعد و يأكل و يدوق بنفسه الأكل عشان يختبر بنفسه مدى جودته .


نجح في كسر احتكار القمح، وقد أشار عبد الجليل العمري في مذكراته إلى إنه هو أيضا الذي بدأ الأخذ بسياسة الكوبونات في توزيع الأقمشة، 

 ‏

وكان قبله فى المنصب مكرم عبيد باشا و أثبت أحمد باشا حمزه جدارة وتفوقا دفعت مكرم باشا نفسه إلى الإكثار من التعبير غير الواعي عن ضيقه من نجاحه، وهو أمر يلمسه قارئ " الكتاب الأسود " بوضوح. 


( الكتاب الأسود هو كتاب أصدره مكرم عبيد لمهاجمة مصطفى باشا النحاس وحزب الوفد بعد خلافه الشهير مع النحاس باشا ) 

 ‏

 ‏ تولى كمان أحمد باشا حمزه وزارة الزراعة في حكومة النحاس السابعة في 12 يناير عام 1950. 


رجع مره تانيه لوزارة التموين من نوفمبر ١٩٥٠ ، وحتى نهاية عهد الوزارة في يناير ١٩٥٢.


" قروى ؛ رجل صناعه ؛ صحفي ؛ وزير التموين ؛ وزير الزراعه " 

***********



مفيش حد بيحب الثقافه ميحبش الفن ؛ ده شئ بديهى طبعا ؛ وأحمد باشا حمزه كان بيعشق الفن و الفنانين ؛ و كان بيدعم صناعة السينما المصريه ؛ و دعا كتير من الفنانين والفنانات إلى شبين القناطر عشان يصوروا فيها أفلام سينمائية ؛ و مش بس كده لا ... ؛ ده كمان خلى افلام كتير تتصور فى السرايا الخاصه بتاعته ؛ زى مثلا فيلم الزوجه السابعه ؛ غزل البنات ؛ ورد الغرام ؛ لقمة عيش ل صلاح ذو الفقار .


اغنية مثلا ( شحات الغرام ) اتصورت فى حديقة الڤيلا ؛ وكذلك اغنيه ( عالباب أنا عالباب ) .


اغنية ( إتمخطري يا خيل ) إتصورت فى سكة الوزير ؛ فى الطريق نفسه اللى الاطفال كانوا بيستنوا فيه احمد باشا حمزه اللى طوله تقريبا كان ٤ كيلو . 


والجميل في القصه أن السكه اللى كانت بتمشي فيها ليلي مراد من مكان التصوير لمكان إقامتها الناس وقتها كانوا مسمينها " سكة ليلي مراد " .



***********


منذ تأسيس المسجد النبوى ، كان سعف النخيل الوسيلة المستخدمة في الإضاءة عن طريق إشعال النار فيه، حتى السنة التاسعة من الهجرة، حين قدم الصحابي تميم الداري بقناديل الزيت،، إلى أن جاء الوزير المصري أحمد باشا حمزة ؛ فقد كان له قولا أخر .......


الحكايه بدأت فى ١٩٤٧ ، لما اتجه أحمد باشا حمزة لأداء فريضة الحج بصحبة مدير مكتبه فى الوقت ده الدكتور محمد علي شتا، ولما خلصوا المناسك توجها إلى المسجد النبوي الشريف ؛ وهناك لقي أحمد باشا حمزة أن المسجد النبوي لا يزال يُضاء بقناديل الزيت ذات الإضاءة الخافتة لدرجة أن المسجد يكاد يكون مظلمًا. 


 عز عليه بأن يكون مسجد سيد الخلق غير مضاء، واول ما وصل مصر اشتري عدد كبير من المحولات الكهربائية والمصابيح والأسلاك الكهربائية على نفقته الخاصة وبعتها إلى بيت الله الحرام والمدينة المنورة، وأمر مدير مكتبه وقتها باصطحاب المهندسين والفنيين ومعهم المولدات الكهربائية عشان يركبوها في المسجد النبوي الشريف، واستمرت عملية التركيب ٤ شهور كامله ؛ و اتعمل وقتها احتفال عظيم بإضاءة المسجد النبوي و ده كان فى مايو ١٩٤٨ .


 ‏

واصبح ذلك القروى النحيف أول من أضاء المسجد النبوي الشريف بالكهرباء .


في سنة ١٩٥١ ، قرر أحمد باشا أنه يحج مره تانيه ؛ و قابله امير المدينه المنوره بنفسه واستضافه وطلب "الباشا" أن يدخل إلى قبر الرسول فاعتذر أمير المدينة المنورة لأن طلبه يحتاج إلى صدور أمر ملكي.


وبعد ٢٤ ساعة فقط، صدر أمر ملكي بالسماح للباشا أحمد حمزة ومدير مكتبه بالدخول إلى مقصورة قبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ وعلى مدى٣ أيام كاملة ظل الباشا أحمد حمزة يتعبد داخل المسجد النبوي.


 و ذكر مدير مكتبه الدكتور "شتا" في مذكراته هذه اللحظات شديدة الروحانية فيقول:

 ‏

 ‏ "دخلنا قبر الرسول صلي الله عليه وسلم، فاستقبلتنا رائحة زكية شديدة الروعة، وجدنا أرضاً رملية، وشعرت من جلال المكان أنني غير قادر على الكلام، وبعد دقائق من الرهبة، ظللت أتلو ما تيسر لي من آيات القرآن الكريم، والأدعية، ونفس الشيء كان يفعله الباشا أحمد حمزة". 


*********


نال أحمد حمزة باشا الباشوية في 6 مايو ١٩٥١ مع مجموعة وزراء الوفد، الذين لم يكونوا قد نالوها حتى ذلك الوقت، ومن هؤلاء محمد صلاح الدين باشا وإبراهيم فرج باشا ومحمود سليمان غنام ومصطفى نصرت وأحمد حسين وعبد اللطيف محمود وعبد الجواد حسين وحامد زكي، ونالها معهم عبد الفتاح حسن باشا وكيل وزارة الداخلية، والأستاذ محمد رفعت مستشار وزارة المعارف، وأحمد إبراهيم رئيس ديوان المحاسبة


*********


عشق الخيل من وهو طفل و أهداه عمه أول فرس عربية مع سرج فضي كهدية و ده كان فى ١٩٠٥ ؛ ومن وقتها اتعلق قلبه بالخيل و فضل يراعيهم و يشتري انواع خيل اصيله و بقي عنده اسطبل خيول مشهور اوى سنة ١٩٤٢ و من ابرز الخيل التي أحبها كانت الفرسه محاسن ؛ التي صمم ان يشتريها و قدم فيها للخواجة تي جي بي تراونسر ( مالكها الاصلي ) شيك على بياض .


طبعا إسطبل الخيل بتاعه إتصور فيه أغنيه مشهوره اوى وهى " ليا عشم وياك يا جميل " ل محمد فوزى .


بعد نفي الملك فاروق ؛ وبيع متعلقاته وممتلكاته فى مزادات ومنهم خيول الملك ؛ لم يرضي ان تتعرض خيله الي الإهانة فأشتراها ؛ ومنهم الحصان " حمدان " ؛ واللى اشتراه من مزاد إنشاص للخيول العربيه الاصيله واللى كان مسمى الإسطبل بتاعه على إسمه ( إسطبل حمدان ) ؛ وكان حمدان فى حالة إعياء شديد نتيجة الإهمال اللى حصله بعد رحيل الملك ؛ و قدر أحمد باشا حمزه أنه يعالجه و كمان أنجب ذريه كبيره من الخيول .

الغريب بقي أن الحصان ( حمدان ) كان أحمد باشا حمزه عاوز يشتريه من زمان بعد ما شافه فى سباق للخيل لكن الملك فاروق هو اللى اشتراه ؛ عشان ترجع ملكيته لأحمد باشا حمزه مره تانيه بعد سنين.....



 

الإسطبل بتاع أحمد باشا حمزه لسه موجود ؛ وكان بيعمل سباق للخيل فى قريته وكمان بيزوره شخصيات عربيه وعالميه لشراء الخيل و منهم مثلا الأمير تشارلز والأميرة ديانا وقت زيارتهم لمصر فى الثمانينات . و اوناسيس و چاكلين كينيدى و حتى حبيب العادلى والملك فيصل و الملك سعود ملوك المملكه العربيه السعوديه .


***********


أنشأ احمد باشا حمزه مستشفي فى مسقط رأسه واللى إفتتح المستشفى مصطفى باشا النحاس بنفسه ؛ وكمان أنشأ مدارس إبتدائية و اعداديه وثانويه حكوميه و ازهريه ؛ وتبرع بالأرض فى إنشاء عدة مدارس أخري .


وبيحكى عنه أن فى يوم من الايام راحله أحد فقراء البلد وطلب منه أنه يساعده يطلع الحج ؛ و فعلا ساعده و سافر معاه احمد باشا للحج و حقق له أمنيته .


***********


أنجب أحمد باشا حمزه عدة أبناء ؛ ومن ذرية أسرته جاء أيضا محمود حمزه عضو مجلس الشعب لسنوات طويلة ؛ والذى توفي في ٢٠١١ ؛ و والده صلاح كان ظابطا بالجيش و حين وفاته حضر عزائه كوادر من الجيش وعلى رأسهم الفريق سعد الدين الشاذلي.  


**********


عانى أحمد باشا حمزه من التأميم ؛ و إتاخدت منه ممتلكات كتير زى المصانع بتاعته و فدادين كبيره من أرضه ؛ وكان أحمد باشا وفدى الهوى ولكنه مؤيد للملكيه حتى النخاع ؛ و يقال أن عندما توفي جمال عبد الناصر أطلقت أسرة احمد باشا حمزه اعيره ناريه إحتفالا بوفاة من صادر ممتلكاتهم .

وساعتها فى مجموعه من الناس لموا من بعض فلوس وعملوا تمثال ل جمال عبد الناصر فى مدخل البلد و عملوله جنازه رمزيه لمجرد بس يغيظوا أهل الباشا . 


عاش بقية حياته مع أولاده و الخيول اللى بيحبهم و كان بيتابع تربيتها وتحسين خطوط إنتاجها بنفسه .


و حتى كان يقتطع من دخله المحدد بإجراءات التأميم ما يمكنه من تمويل طباعة مجلة ( لواء الاسلام ) وإصدارها، 

فكان يقتطع من ثمن لقمة العيش، وثياب الجسم، وأَجْر المسكن ما يمكنه من العمل على استمرار المجلة، 


 وفي عام ١٩٧٧ توفي العظيم أحمد باشا حمزة ..... 💔

 ‏

وقد استمرت المجلة في الصدور من بعده، وقد تولت أمرها بعد وفاته ابنته السيدة فاطمة حمزة، حتى توقفت عام 1989.

**********



كان أحمد باشا حمزه يمتلك عزبه فى نهاية سكة الوزير ؛ و عزبه أخري فى منطقة الكوم الأحمر ؛ وهناك أيضا كفر حمزه فى قليوب. 


عزبة سكة الوزير كانت كلها أشجار برتقال و لارنج وياسمين ؛ وكانت ولا تزال العزبه مفتوحه لأهل طحانوب و خاصة فى يوم شم النسيم من كل عام . 


*********


( نوه أستاذنا الدكتور محمد رجب البيومي إلى أن افتتاحيات أحمد حمزة باشا، التي واظب على كتابتها في كل أعداد مجلة لواء الإسلام تمثل عملا فكريا ذا قيمة جليلة، وإني لأرجو أن تنتبه أسرته إلى هذا فتنشر هذا الفكر الناضج، الذي يمثل شهادة على العصر، يقول الدكتور البيومي : 

" ظل -أحمد حمزة باشا- 30 عاما يكتب افتتاحيات مجليّة متحدثا عما يشغل العالم الإسلامي من أحداث، ولو جُمعت هذه الافتتاحيات في مداها الطويل، لكانت 360 مقالة توجيهية، وما أجلها ذخيرة قلميّة كانت في حاجة إلى أن تستقرّ في أجزاء مُستقلة، بدل أن تتفرّق في أعداد المجلة على مدى 30 عاما " 


***********


#إيمان_الشرقاوى

#أحمد_باشا_حمزه



0 اكتب تعليقك قبل ما تمشي: