الأميرة نرمين 🥀
الحكاية بدأت بصورة شوفتها على غلاف مجلة المصور ومكتوب عليها "الأميرة نرمين شوكت" ؛ مكنش عندي أي معلومات عن مين بتكون خالص..
بدأنا في البحث عشان نعرف حكايتها..
*******
تعالوا من الاول ...👇
قبل فترة اتكلمت عن حكاية السلطانة نعيمة بنت السلطان عبد الحميد الثاني في اللينك ده :
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0UeGBSC6XBL76vtWQF7yAbphHaZnqqVfooxkitaevVUFyQKjgZLX8RykZ9QQGHSmTl&id=1083771090&mibextid=Nif5oz
وقلت في المقال أن السلطانة نعيمة خلفت بنت اسمها " عديلة " ...
عديلة تبقى بنت السلطانة نعيمة من كمال الدين باشا.. واتولدت في ١٢ نوفمبر ١٩٠٠..
لما بقى عندها ٤ سنين حصل الطلاق بين والدها ووالدتها بسبب علاقته بالسلطانة خديجة؛ ولتفاصيل اكتر عن الحكاية دي :
**********
اتجوزت عديلة من محمود شوكت وهو حفيد السلطان عبد العزيز في ٤ مايو ١٩٢٢
عديلة وقتها كانت ٢٢ سنة
ومحمود كان ١٩ سنة
وفي في ٢٧ يناير ١٩٢٣ ، خلفوا "حميدة نرمين نزاهت" في قصر أوسكودار..
وهي دي الأميرة نرمين اللي هنتكلم عنها
نرمين كان عندها مرض بالعظام وفضل معاها طول حياتها
طبعا بعد انقلاب اتاتورك تم تشتيت آل عثمان؛ وانتقلت الأسرة لفرنسا وبعدين مصر
وفي ٢٨ مارس ١٩٢٨ حصل الطلاق بين الأم والأب وعاشت نرمين مع جدتها السلطانة نعيمة في ألبانيا.
سنة ١٩٣٠ اتجوزت عديلة للمرة الثانية من أورهان البكري وخلفت منه بنتين هما أيتن و شيرمين وولد هو قبيلاي
وبالرغم من انتهاء الملكية في مصر إلا إن عديلة فضلت تستنى في مصر وتعيش فيها لحد ما ماتت في فبراير ١٩٧٨ وكان عندها وقتها ٧٨ سنة.
********
نرجع لنرمين:
كان ساكن جنبها هي والسلطانة نعيمه؛ الرسام الفرنسي ( هنري ماتيس) وهو من أهم الفنانين الفرنسيين في القرن العشرين، ومؤسس المدرسة الوحشية
و في يوم هيقابل نرمين و جذبته ملامحها وهيعرض عليها أنه يرسمها..
وفعلا هيرسمها سنة ١٩٤٢ وهيكون اسم اللوحة
Odalisque Au Fauteuil Noir
وقت تواجدها في البانيا؛ هيتم خطوبتها ؛ لكن هتحصل الحرب العالمية الثانية و خطيبها هيتم إعدامه رميا بالرصاص اودام عينيها على يد الزعيم الشيوعي الألباني أنور خوجا
تم احتجاز نرمين وجدتها في معسكر الاعتقال النازي واللي بيقال أن السلطانة نعيمة ماتت فيه؛
اما نرمين..
ف بعد وفاة جدتها ، قام ضابط مخابرات بريطاني في مصر ، المؤرخ اللورد باتريك كينروس ، بإحضارها لاحقًا إلى القاهرة على متن سفينة نقل عسكرية إنجليزية كانت في طريقها لمصر . عشان تعيش مع والدها في حي الزمالك. منحها الملك فاروق هيا ووالدها راتباً شهري ولكن بعد 1952 ، اضطرت تسيب مصر واستقرت بعدها في الجزائر.
اشتغلت نرمين في وظيفة في الأمم المتحدة وقدمت الاستشارات الاجتماعية للاجئين. وكانت نشطة خلال حرب الاستقلال الجزائرية.
بعد استقلال الجزائر عن فرنسا ، انتقلت نرمين إلى فرنسا لتعيش مع والدها محمود. وفوجئت في يوم بمقتل والدها على ايد حرامي حاول يسرق البيت . وده كان سنة ١٩٧٣
وبعد وفاته ساءت حالتها النفسية و أثر ده على مرضها و مبقتش تقدر تمشي خالص على رجليها؛ وبقت شبه
مفلسة؛ مفيش دخل ليها غير مبلغ بسيط كل شهر من الحكومة الفرنسية.
توفيت نرمين في 7 نوفمبر 1998 في مستشفى حكومي في قسم الفقراء وكان عمرها حوالي ٧٥ سنة ودُفنت في فرنسا.
ومحدش مشي في جنازتها غير اتنين بس شارلس تورغو الدكتور المشرف عليها ومراته.
أما اللوحة بتاعتها فإتعرضت سنة ٢٠١٥ للبيع في مزاد سوثبي في لندن بمبلغ ١٥ مليون ليرة بما يعادل ٧٥ مليون ليرة تركي.
*********
نص حوار اتنشر مع الأميرة نرمين شوكت لمجلة أخر ساعة ١٩٤٨:
"حفيدة السلطان عبدالحميد تروي مغامراتها الخيرية في القاهرة"
منذ شهور قدمت الى مصر الاميرة نرمين شوكت كريمة الامير محمود شوكت وحفيدة السلطان عبد العزيز من ناحية ابيها والسلطان عبد الحميد من ناحية امها.. عمرها اثنتان وعشرون سنة.. وفي تقاطيعها ينصب كل جمال آل عثمان وهو جمال خليط من كل الاجناس والشعوب.. وطافت الاميرة نرمين باوربا كلها.. ثم قررت ان تستقر في مصر وان تتجه الى ميدان الخير والخدمة الاجتماعية.. وكتبت هذا المقال "آخر ساعة" لتروي فيه تجارب أميرة في ميدان اخير في مصر!
**********
الشجاعة والهرب!
عالم غريب.. عالم البر والاحسان تلقى فيه تيارات متضاربة واتجاهات بحار المرء وهو يسأل نفسه: ماذا وراءها..؟
ان محاولة اقناع الناس بان يعملوا شيئاً من اجل زملائهم في الانسانية تجربة عامرة بأحاسيس كثيرة متفاوتة..
تتكلم من كل الناس فتلقى ترحيبا.. وتلقى إشادة بجهدك وتقديراً لمزاياه ثم تمد يدك تسال المرحبين المشيدين بالمجهود ان يؤدوا واجبهم الفعلي.. فتجد الهرب السريع على طول الخط.. والعجيب في مصر ان الذين يهربون هم الذين يستطيعون الدفع.. اما الذين لا يستطيعون فما من واحد منهم قابلناه في الشارع فتردد وهو يضع يده في جيبه يخرج ما يستطيع الاستغناء عنه..
كان هدفي ساعة قررت ان ابدأ العمل في القاهرة هو ان تؤلف هيئة نسائية باسم "رابطة نساء العرب" يكون ميدانها البلاد العربية كلها على ان تنال فلسطين القسط الاكبر من المجهود وقال لي كل من قابلتهم من الزعماء والاقطاب: هذا مجهود عظيم.. وبدأنا نجمع التبرعات استعدادا للعمل..
*********
الحزبية في بلدنا!
كنا نطوف مرة في شارع قصر النيل نطرق كل باب ووصلنا اخيرا الى شقة كتب على بابها "كامل يوسف صالح" وقالوا لي انه محام وانه كان مرة نقيبا للمحامين ودخلت وقدمت له نفسي فنهض احتراما وشرحت له غرضي فظل يسمعني صامتا حتى انتهيت وفجأة قفز من فوق مقعده وقال:
- ان لا اتبرع بشيء لانني وفدي
قلت: وما شان الوفدية في ذلك؟
قال: نحن الوفديين لا نعمل اي شيء الا اذا رجعنا للحزب قلت: وهل لو قابلك شحاذ في الطريق يطلب صدقة اتطلب منه ان ينتظر لتعرض الامر على الحزب فيقرر هل يوافق او لا يوافق على ان تعطيه قرشا او قرشين؟ قال: طبعا.. ان السياسة في بدلنا هي كل شيء.. وحتى اذا قال لي واحد في الشارع "سلام عليكم" لا ارد عليه ولا اقول: "عليكم السلام" الا وفق ما تمليه السياسة..
********
النحاس رجل طيب
وكان النحاس باشا – حقيقة – رجلا ظريفا.
ذهبت اطلب مقابلة حرمه فجاءني بنفسه يعتذر عنها ويقول انها مريضة.. وسألني : هل استطيع ان اؤدي لك خدمة؟
فشرحت له غرضي فقال:
- ان حرمي لا تشترك في جمعيات خيرية فهي ترأس جمعية حاربتها الحكومة.. ولو انضمت اليكم لحاربت الحكومة جمعيتكم من اجلها!
قلت له: يا باشا نحن لا نطمع في انضمامها الى الجمعية ولكننا نطلب معونتها المالية..
وعاد رفعته يقول: الحكومة ستحارب جمعيتكم لو اشتركنا معكم.. انها حكومة اغتصبت الحكم.. حكومة ظالمة.. ظالمة.. ثم توقف رفعته وقال: آه.. عاوزين معونة مالية؟
ثم اخرج من جيبه ورقة من ذات الخمسة الجنيهات واعطاني اياها وسألته: هل تسجل هذا التبرع باسم رفعتكم او باسم حرمكم؟
وتوقف النحاس باشا وقال:
- كده.. طيب استني شوية. وصعد السلالم ثم عاد بعد قليل .. وقبل ان يتكلم جذب الخمسة الجنيهات من يدي وقال:
- هذه ورقتي اخذتها.. وخذي هذا المبلغ من حرمي.. وسلمني عشرين جنيها!
******
وكثيرون غير هؤلاء قابلت حيث قابلت وزير الشؤون وبعد تحريات طويلة أمر بتسجيل جمعيتنا في الوزارة والاعتراف بها واعطاني خطابا يبيح لنا جمع التبرعات ورفض هو ان يتبرع بشيء الى ان تظهر نواحي نشاطنا وقابلت وزير الصحة وطلبت منه سيارة تطوف بها على بيوت الفقراء فاحالني على وزير المواصلات الذي احالني بدوره على وزير الاشغال. وقد اعتذر الاخير بان كل ما يستطيع عمله هو ان ييسر لنا شراء سيارة على ان ندفع نحن ثمنها.. ومن اين لجمعيتنا الصغيرة الفقيرة ان تحصل على 800 جنيه ثمن سيارة.
ولم اتمكن من مقابلة حافظ عفيفي باشا وقال لي سكرتيره ان البنك لايدفع تبرعات هذا العام وقابلت احدى العضوات فؤاد سراج الدين باشا فاعطاها خمسين قرشاً.. ودفع لي احد البقالين خمسة جنيهات!
وذهبت الى مفوضية افغانستان فادخلونها من الباب الخلفي - او باب الحريم – وقالوا لي ان الوزير لا يقابل سيدات!
وفي دار مفوضية اجنبية قال لي الوزير المفوض في شجاعة يحسد عليها: لماذا ادفع لمصر والمصريين.. عندنا ابواب اخرى نوجه اليها تبرعاتنا...!
آخــر ســاعة- 1948
#إيمان_الشرقاوي
منشن بقى لنرمين 🙈
.png "English"){kind=small}
:Sec
.jpg)
0 اكتب تعليقك قبل ما تمشي:
إرسال تعليق